أطلقت شركة “Humane” الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، التي أسسها موظفان سابقان في شركة “آبل” العالمية، منتجها الأول “AI Pin”، وهو عبارة عن جهاز صغير يمكن تثبيته على الملابس، ويعمل بالذكاء الاصطناعي، هدفه جعل المستخدم يستغني عن هاتفه الذكي.
ويحتوي الجهاز نظام عرض ليزري يمكنه عرض المعلومات على راحة يد المستخدم، بدلًا من الحاجة إلى شاشة تقليدية مثل تلك الموجودة في الهواتف الذكية، وبفضل الكاميرا يلتقط الجهاز حركات اليد للتفاعل مع قوائم المحتوى التي يعرضها، مثل الرد على النصوص أو تغيير الأغنية.
ويعد جهاز “Humane” واحدًا من أجهزة الجيل الجديد القابلة للارتداء (Wearable Technologies)، إذ لم تعد هذه التقنيات مقتصرة على أجهزة تتبع اللياقة البدنية والساعات الذكية.
وتهدف الأجهزة التي يمكن ارتداؤها على الجسم إلى دمج التكنولوجيا بسلاسة في روتيننا اليومي.
ومن أهم المجالات التي تبرز فيها الأجهزة القابلة للارتداء، الساعات الذكية وأجهزة تتبع اللياقة البدنية التي يتم ارتداؤها على المعصم، والاتصال بهواتفنا الذكية، وتتيح لنا العديد من الميزات مثل تلقي الإشعارات وتتبع مقاييس اللياقة البدنية بدءًا من عدد الخطوات ومراقبة معدل ضربات القلب، وحتى إجراء المدفوعات.
ومن الأجهزة القابلة للارتداء أيضًا، نظارات الواقع المعزز (AR) التي تظهر المعلومات الرقمية داخل العالم الحقيقي.
وأصبحت الأجهزة القابلة للارتداء ضرورية لمراقبة الصحة، إذ توفر أجهزة مثل مراقبة الجلوكوز المستمرة، وتصحيحات تخطيط القلب، ومضخات الإنسولين الذكية، وبيانات في الوقت الفعلي للمرضى ومتخصصي الرعاية الصحية.
ويمكن للمنسوجات الذكية المزودة بأجهزة استشعار مراقبة وضعية الجسم ونشاط العضلات ودرجة حرارة الجسم، لذا تعد مهمة للرياضيين والمرضى.
وتندرج الهياكل الخارجية والأطراف الصناعية ضمن فئة الأجهزة القابلة للارتداء، إذ إنها تعزز القدرة على الحركة وتحسين نوعية الحياة للأفراد ذوي الإعاقات الجسدية.
ما توجهات هذه التقنية؟
توجد عدة اتجاهات تشكل مشهد التكنولوجيا القابلة للارتداء، منها الأجهزة التي تركز على الصحة الوقائية، مثل أجهزة تتبع أنماط النوم ومستويات التوتر واكتشاف العلامات المبكرة للأمراض.
تتيح الأجهزة القابلة للارتداء مراقبة المرضى عن بعد، ما يقلل زيارات المستشفى ويحسن نتائج المرضى.
وتلعب الأجهزة القابلة للارتداء في مجال الرعاية الصحية عن بعد دورًا حاسمًا في الرعاية اللاحقة للعمليات الجراحية، وإدارة الأمراض المزمنة.
يتعاون المصممون مع شركات التكنولوجيا لإنشاء أجهزة أنيقة يمكن ارتداؤها، من المجوهرات الذكية إلى أحزمة الساعة القابلة للتخصيص، وبذلك تجتمع الموضة مع التكنولوجيا بسلاسة.
تكتسب المواد الصديقة للبيئة والتصميمات الموفرة للطاقة أهمية كبيرة، وتسهم الأجهزة القابلة للارتداء التي تعمل بالطاقة الشمسية وأجهزة الاستشعار القابلة للتحلل الحيوي في تحقيق مستقبل أكثر خضرة.
ما التحديات؟
على الرغم من أن الأجهزة القابلة للارتداء توفر إمكانات كبيرة، هناك العديد من التحديات التي لا تزال قائمة، منها أن هذه الأجهزة تجمع البيانات الصحية الحساسة، ويعد ضمان الخصوصية وحماية معلومات المستخدم أمرًا بالغ الأهمية.
ومن هذه التحديات إطالة عمر البطارية لأطول وقت ممكن، إذ لا يرغب المستخدمون في شحن أجهزتهم القابلة للارتداء باستمرار.
ومع تقدم التكنولوجيا، ستستمر الأجهزة القابلة للارتداء في التطور، ومن الأفكار المطروحة، العدسات اللاصقة الذكية، وواجهات الدماغ والكمبيوتر، والملابس التي تتكيف مع بيئتنا.