أرخصها بنصف مليون.. أسعار المدافئ تتضاعف في القامشلي
الحسكة – مجد السالم
“تخيل أن شراء مدفأة وملحقاتها أصبح يحتاج إلى تخطيط وتوفير مال قبل أشهر من قرار الشراء، وكأنك تريد شراء سيارة أو منزل، الحال صعبة والأمور في تدهور مستمر”.
بعد هذه الكلمات وبنبرة تشوبها سخرية، قال عبد السلام الحسين (42 عامًا) من سكان القامشلي، إنه استطاع توفير سعر مدفأة مازوت وملحقاتها، من خلال توفير مبالغ على مدار أشهر من عمله في مطعم بأجرة يومية تصل إلى 20 ألف ليرة سورية.
تضاعفت أسعار وسائل التدفئة عن العام الماضي في مدينة القامشلي بالحسكة شمال شرقي سوريا، بحسب جولة أجرتها عنب بلدي على محال تجارية في المدينة.
وشكّلت أسعار المدافئ المرتفعة قبيل فصل الشتاء عائقًا أمام درء البرد لمعظم الأهالي، وخاصة للأسر الفقيرة ومحدودة الدخل.
وقال عبد السلام الحسين لعنب بلدي، إنه اشترى مدفأة مازوت بسعر 600 ألف ليرة سورية متوسطة الحجم، بعد زيارات لعدة محال.
وذكر أنه كان ينوي شراء مدفأة أكبر، لكن السعر المرتفع جعله يقبل بحجم أصغر، كما اشترى خمسة “بواري” بسعر 25 ألف ليرة للواحد، لافتًا إلى أن سعرها العام الماضي كان 10 آلاف ليرة سورية.
إقبال ضعيف
مع حلول فصل الشتاء، تنتشر محال بيع أدوات التدفئة بمختلف أنواعها، وتصبح التجارة فيها مربحة.
محمد أنور (45 عامًا)، وهو صاحب محل لبيع المدافئ في القامشلي، قال لعنب بلدي، إن الإقبال على المدافئ الجديدة لا يزال ضعيفًا بالمقارنة مع السنوات السابقة، مرجحًا عدم إمكانية بيع الكمية التي اشتراها هذا العام، في حال بقيت المبيعات ضعيفة.
وأضاف أن الأسعار مرتفعة هذا العام ومتباينة حسب نوع وحجم المدفأة، وأن أرخص مدفأة مازوت سعرها نحو 500 ألف ليرة سورية، ويصل سعر بعض المدافئ إلى مليوني ليرة (138 دولارًا أمريكيًا).
وذكر البائع أن أغلب البضائع محلية الصنع (يقتصر الأمر على صناعة البواري وملحقاتها من أكواع وغيرها)، أو مستوردة من مناطق سيطرة النظام.
وتتراوح أسعار مدافئ من نوع “أولمر” بين 400 و600 دولار (بين 5.5 و8.5 مليون ليرة سورية)، ولا تباع بكثرة نظرًا إلى سعرها المرتفع جدًا، ولحاجتها إلى مازوت بجودة مرتفعة.
ووصل سعر صرف الليرة أمام الدولار الأمريكي إلى 14400 ليرة سورية لكل دولار واحد، وقت تحرير هذا التقرير، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص برصد حركة العملات.
السخانات حل غير عملي
ارتفعت أسعار المدافئ التي تعمل على الكهرباء (السخانات)، وقال نواف الخليل، وهو صاحب محل لبيع الأدوات الكهربائية من بلدة القحطانية، إن أسعار السخانات تراوحت بين 200 و500 ألف ليرة سورية، بحسب النوع والحجم والاستطاعة.
وأضاف لعنب بلدي، أن أسعارها تقاس بالدولار كون معظمها مستوردًا من تركيا، لافتًا إلى أن الطلب قليل عليها، وتناسب مكاتب ومحال تجارية، ولا تفيد عادة في تدفئة الشقق السكنية الكبيرة.
وذكر أن مشكلة عدم توفر الكهرباء تحول دون الاستفادة من السخانات، فبعضها بحاجة إلى اشتراك ثلاثة “أمبيرات” لتشغيلها، لذلك تبدو السخانات كحل بديل غير عملي، لأن سعر الاشتراك بـ”الأمبير” أصبح 15 ألف ليرة سورية.
الليرة وتكاليف الشحن
بحسب تجار قابلتهم عنب بلدي، فإن ارتفاع أسعار مدافئ المازوت سببه تدهور قيمة الليرة السورية وارتفاع تكلفة التصنيع، نتيجة غلاء المواد الأولية وتكاليف العمالة.
وتتفاوت الأسعار بحسب الماركة وجودة المواد المستخدمة، وكذلك تكاليف الطاقة وأجور العمال في ورشات تصنيع المدافئ.
عدنان محمد (31 عامًا) صاحب سيارة شحن (إنتر) من القامشلي، قال لعنب بلدي، إن أسعار الشحن تضاعفت كثيرًا خاصة بعد قرار زيادة أسعار المحروقات.
وأوضح أن الشحنة التي كانت تكلفة نقلها مليون ليرة أصبحت 2.5 مليون ليرة، وهذا ينطبق على شحن ونقل المدافئ بمختلف أنواعها، سواء من معبر “سيمالكا” (البضاعة المستوردة من تركيا عبر إقليم شمال العراق) أو من مناطق سيطرة النظام.
وفي منتصف تموز 2023، رفعت “الإدارة الذاتية” أسعار المحروقات، وارتفع سعر ليتر المازوت المخصص للمركبات من 525 إلى 2300 ليرة سورية، وارتفع سعر ليتر المازوت “الحر” من 1700 إلى 4600 ليرة.
ونتيجة لهذه الأسعار، لجأ العديد من السكان إلى صيانة مدافئهم القديمة أو شراء أدوات مستعملة “من سوق الخردة”، وتراوحت أسعار مدافئ المازوت المستعملة بين 100 ألف و300 ألف ليرة سورية، حسب الحجم والحالة الفنية، بحسب جولة أجراها مراسل عنب بلدي على محال الخردة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :