تدور حالة من القلق والجدل بعد فرض معبر “جرابلس” الحدودي مع تركيا مبالغ مالية والحصول على إذن سفر خارجي من قبل اللاجئين في تركيا الراغبين بزيارة سوريا.
ونشر معبر “جرابلس” عبر “فيس بوك” قرار رفع الرسوم إلى 200 دولار، بعد إعلان أول حدد الرسوم بـ100 دولار.
ويأتي رفع الرسوم مناقضًا للتوضيحات التي حصلت عليها عنب بلدي من المجلس المحلي في مدينة جرابلس قبل أسبوع، إذ قال إنه يتم العمل على تخفيض الرسوم وإعفاء الأطفال دون سن الـ5 سنوات وخفض الرسوم بنسبة 50% للطلاب الجامعيين.
ولاقى منشور رفع الرسوم، في 15 من تشرين الثاني، انتقادات واسعة، إذ يعادل مبلغ 200 دولار أمريكي 5740 ليرة تركية، بحسب موقع “investing” المختص برصد حركة العملات.
وأوضح معبر “جرابلس” أن مبلغ 100 دولار أمريكي لزيارة اللاجئين السوريين المسجلين سابقًا إلى الشمال السوري، لن يطرأ عليه تغيير، ولن يطالَبوا بدفع مبالغ إضافية بعد قرار رفع رسوم الزيارة إلى 200 دولار أمريكي.
وذكر المعبر لعنب بلدي أن رسوم الزيارة تعود إلى المجالس المحلية في مدينتي جرابلس والباب بريف حلب، ولا صلة لمعبر “جرابلس” بريف حلب الشمالي الشرقي بها.
وأضاف أن إدارة المعبر معنية بالإجازات الخاصة بالسوريين في ولاية غازي عينتاب وأصحاب الجنسية المزدوجة من اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا.
تواصلت عنب بلدي مع المجلس المحلي في مدينة “جرابلس” لمعرفة أسباب رفع رسوم الزيارة، لكنه لم يصرح بتفاصيل رسمية عن أسباب رفعها.
إذن سفر خارجي؟
وبعد أيام من رفع الرسوم بدأت عمليات الموافقة على طلبات المتقدمين من اللاجئين السوريين بتركيا لزيارة الشمال السوري، ليتداول السوريون في تركيا عبر مواقع التواصل الاجتماعي طلب المجلس المحلي في “جرابلس” ضرورة إحضار “إذن سفر خارجي” لتجاوز حدود المعبر، ما خلق حالة من القلق حول إحضار هذه الوثيقة.
تواصلت عنب بلدي مع المكتب الإعلامي لمعبر “جرابلس” ليؤكد عدم إلزام الأشخاص وثيقة “إذن سفر خارجي” لزيارة الشمال السوري، بالإشارة لتصحيح ما ورد من رسائل للاجئين السوريين الموافق على طلبهم.
ونشر المعبر عبر “فيس بوك“، في 17 من تشرين الثاني الحالي، منشورًا أوضح من خلاله عدم ضرورة إحضار الوثيقة.
أحمد حاج محمد، لاجئ سوري وصلت الموافقة على إجازته، في 17 من تشرين الثاني، قال لعنب بلدي إن المجلس المحلي في جرابلس أنشأ مجموعة “واتساب” تضم المقبولين في نفس التاريخ لإخبارهم بالأوراق اللازمة والتي من ضمنها “إذن السفر الخارجي”.
وأفاد أحمد أنه لم يستخرج الإذن وعبر حدود معبر “جرابلس” باتجاه الأراضي السورية عن طريق بطاقة “الحماية المؤقتة”، دون طلب أي وثيقة أخرى من الموظفين على المعبر.
كود “V87”
الناشط الحقوقي طه الغازي، قال لعنب بلدي، إن استخراج “إذن سفر خارجي” للاجئين السوريين في تركيا يؤدي إلى إبطال بطاقة “الحماية المؤقتة” في لحظة استخراج الشخص للإذن.
وأضاف الغازي، أنه يوجد خوف من وضع الدولة التركية كود “V87” على الأشخاص الذين يغادرون الأراضي التركية عبر المعابر الحدودية السورية- التركية المشتركة، تحت ما يسمى بالعودة الطوعية للشخص، مع وضع منع دخول لمدة خمس سنوات، وهذا ما حصل سابقًا مع بعض الأشخاص الذين ذهبوا بإجازات العيد التي كانت تفتح بشكل رسمي من الدولة لتركية.
“V87″، هو رمز يتخذ بحق السوريين المقيمين في تركيا ويحملون بطاقة “الحماية المؤقتة”، في حال عودتهم عودة طوعية إلى سوريا، أو توقيعهم أوراق العودة الطوعية.
وأشار الغازي إلى أن عدم نشر بيان أو اعتراف رسمي للزيارة صادر عن الحكومة التركية، يخلق حالة من القلق والخوف من إمكانية أن تكون إجازة “غير رسمية”، أو أنها عبارة عن توافق بين المجالس المحلية بصورة استثنائية مع مكتب الوالي في مدينة غازي عنتاب لتنظيمها.
وأوضح الناشط الحقوقي، أن الدولة التركية تنظر إلى العودة القسرية للاجئين السوريين بأنها “عودة طوعية للمناطق الآمنة”، وزيارة اللاجئين السوريين لهذه المناطق في ظل هذه الادعاءات سترسخ الصورة بشكل أكبر.
ويرى الغازي، أن الإعلام التركي الحكومي والمعارض سيتعامل مع زيارة اللاجئين للشمال السوري عبر الإجازة المحددة لتأكيد فرضية “المنطقة الآمنة”.
في 18 من نيسان الماضي، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، إن المنطقة الآمنة على الحدود السورية- التركية “تشكلت بشكل فعلي” وستمتد من إدلب إلى منبج مرورًا بعفرين وجرابلس.
وتتعهد الحكومة التركية بتأهيل هذه المنطقة في الشمال السوري، لإعادة نحو مليون لاجئ إليها، ما أدى لطرح فرضيات وخطط وضعت على الطاولة التركية لخلق بيئة اقتصادية تسمح للسورين بتحسين وضعهم المعيشي والاقتصادي بخلق فرصة جديدة للعيش.
ومن هذه المشاريع “نموذج حلب” الذي نقلته صحيفة “صباح” التركية نقلًا عن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بتوجيه تعليمات لتنفيذ المشروع الذي يهدف لإعادة اللاجئين إلى بلادهم.
ما شروط الزيارة
كانت السلطات التركية سمحت، في 6 من تشرين الثاني الحالي، للسوريين المقيمين على أراضيها بزيارة مناطق شمال غربي سوريا عبر معبر “جرابلس” الحدودي، ضمن شروط تتضمن دفع 100 دولار أمريكي للمجلس المحلي عن كل زائر.
يحق لكل سوري يمتلك بطاقة “الحماية المؤقتة” (الكملك) أو الجنسية المزدوجة أو الإقامة السياحية وغيرها من الإقامات التسجيل للزيارة.
ويشترط على الراغب بالتسجيل للزيارة إرسال أحد أقاربه إلى المجلس المحلي في “جرابلس” مع صورة عن “الكملك” أو الهوية المزدوجة مع صورة لإشعار التسديد يسلم لديوان رئاسة المجلس.
ويستطيع الزائر دفع المبلغ المطلوب إما عن طريق الدفع المباشر لدى مالية المجلس أو عن عبر حوالة بنكية بتركيا على حساب المجالس المحددة.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في تركيا ثلاثة ملايين و250 ألفًا و510 لاجئين سوريين تحت “الحماية المؤقتة”، بحسب أحدث إحصائية رسمية صادرة عن رئاسة الهجرة التركية.
وفي 13 من تشرين الثاني الحالي، أدانت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” فرض رسوم على السوريين العائدين إلى بلادهم، معتبرة أنها “غير شرعية”، وتنتهك حق المواطن السوري بالعودة إلى بلده في الوقت الذي يريده ومن أي مكان من العالم.
وطالبت “الشبكة السورية” المجالس المحلية في الشمال و”الحكومة السورية المؤقتة” والمسؤولين عن إدارة معبر “جرابلس” من الجانب السوري بإلغاء الرسوم التي وصفتها بـ”التعسفية”، مشيرة إلى أن الرسوم تشكل عائقًا أمام السوريين الراغبين بزيارة عائلاتهم وأقاربهم في مناطق شمال غربي سوريا.
اقرأ أيضًا: توضيحات من معبر “جرابلس” حول زيارة السوريين في تركيا إلى الشمال
–