لبنان.. تعثر مالي في خطة الطوارئ ودعوات لضبط الحدود

  • 2023/11/15
  • 3:47 م
دخان يتصاعد إثر قصف إسرائيلي على قرى حدودية لبنانية في 15 من تشرين الثاني 2023 (AFP)

دخان يتصاعد إثر قصف إسرائيلي على قرى حدودية لبنانية في 15 من تشرين الثاني 2023 (AFP)

تتزايد الأصوات الداعية لضبط الحدود الجنوبية للبنان مع فلسطين المحتلة، مع استمرار القصف المتبادل بين الاحتلال الإسرائيلي، وقوات تابعة لـ”حزب الله”.

تنطلق هذه الدعوات من مخاوف توسع دائرة الصراع ودخول لبنان، الذي يعاني من أزمتين سياسية واقتصادية، في حرب شاملة ضد إسرائيل.

وبالتزامن مع هذه الدعوات، تشهد خطة الطوارئ المقترح تنفيذها في حال توسع الصراع، تعثرًا مع نقص السيولة المطلوبة.

استهدافات داخل لبنان

وقصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم، الأربعاء 15 من تشرين الثاني، مناطق راس الناقورة وشيحين والجبين وطيرحرفا، وفق ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية (حكومية).

كما استهدف القصف المدفعي، مناطق البستان والضبعة والخيام، في حين استهدفت أمس أطراف الضهيرة وعيتا الشعب.

من جهتها، قالت قناة “المنار” التابعة لـ”حزب الله”، إن الأخير استهدف أمس مواقع رويسات العلم والمرج والمالكية، بصواريخ موجهة.

صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، قالت في تقرير نشرته اليوم، إن على إسرائيل رفض أي تهديد قادم من الجبهة الشمالية، حتى لو التزم “حزب الله” بتنفيذ القرار 1701، القاضي بانسحابه إلى شمال نهر الليطاني.

وأضافت أن المستوطنين شمال إسرائيل، يطالبون بـ”إزالة خطر حزب الله”، باعتباره مصدر إزعاج وقلق لعشرات الآلاف منهم.

الصحيفة أشارت إلى أن مرحلة ما بعد “حرب غزة”، ستشهد تغييرًا كبيرًا مع حكومة جديدة، وأهم ما يجب على هذه الحكومة فعله، عدم قبول وجود أي تهديد من صواريخ وطائرات دون طيار، ترتبط بإيران.

وبالتزامن مع العمليات العسكرية المتبادلة، تستمر أصوات لبنانية داخل البلاد، بالمطالبة بعدم دخول لبنان بصراع شامل ضد إسرائيل.

وقال رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع اليوم، إن ما يجري في جنوب لبنان لا يخدم البلاد وشعبها، ويجب ضمان الاستقرار على الحدود، وذلك خلال لقائه مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، يوانا فرونتكسا، في بيروت.

ووفق ما أوردت صحيفة “النهار” اللبنانية، عن جعجع، فعلى الجيش اللبناني تولي مهمة ضبط الحدود، وعدم زج المؤسسة العسكرية في مغامرات وتجارب غير مضمونة النتائج.

وسبق لـ”النهار” أن نقلت مطلع تشرين الثاني الحالي، عن النائبين في البرلمان اللبناني، سامي جميل وستريدا جعجع، تصريحات متقاربة، حول تجنب الحرب ومنع ارتهانها لـ”حزب الله”.

“محور المقاومة” لن يدخل الحرب

ومع استمرار تقدم القوات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة، تتزايد التساؤلات حول احتمالية توسع الاشتباكات والقصف من قبل “حزب الله”.

ولا يبدو أن الحزب سيخطو خطوات أكبر من تلك التي خطاها حتى الآن، رغم إشارة أمينه العام، حسن نصرالله في خطاب ألقاه في 3 من تشرين الثاني الحالي، إلى أن تطور جبهة لبنان يرتبط بجبهة غزة.

وقال نصرالله حينها، إن مسار العمليات العسكرية في غزة، وسلوك إسرائيل تجاه لبنان، يحددان مدى دخول “حزب الله” في المعارك.

ويكتفي الحزب حتى اليوم باستهداف نقاط عسكرية إسرائيلية على الحدود مع فلسطين المحتلة، ضمن “قواعد الاشتباك” المرسومة في 2006.

وكالة “رويترز“، نقلت في تقرير اليوم، عن ثلاثة مسؤولين وصفتهم بـ”الكبار”، من إيران، أن المرشد الأعلى لـ”الثورة الإيرانية”، آية الله علي خامنئي، رفض دخول الحرب إلى جانب حركة “حماس”.

ووفق المعلومات التي أوردتها الوكالة، فإن إيران ستواصل الدعم السياسي والمعنوي، لكنها لن تتدخل بشكل مباشر، وذلك لأن “حماس” لم تخبر لا إيران ولا “حزب الله” بهجومها.

وأضافت أن خامنئي طالب رئيس المكتب السياسي لـ”حماس”، اسماعيل هنية، خلال زيارة الأخير لطهران، بـ”إسكات الأصوات المنتقدة لإيران والحزب”، مشيرة إلى أن “حزب الله” لم يكن جاهزًا في القرى الجنوبية المحاذية لفلسطين المحتلة، وفوجئ بهجوم “حماس”.

كما نقلت عن مصادر قولها، إن “حماس” طالبت “حزب الله”، بضرب العمق الإسرائيلي، فيما يدرك الأمين العام للحزب، حسن نصرالله، أن لبنان لا يتحمل حربًا أخرى مع إسرائيل.

وإلى جانب قوات الحزب، تتواجد عناصر للـ”حزب القومي السوري”، وحركة “أمل”، وكتائب “القسام- لبنان”، في حين أعلن حزب “البعث” في لبنان، عن إطلاق جناح عسكري، للانخراط في المعارك إن توسعت إلى داخل لبنان.

وسبق لصحف إسرائيلة أن حذرت من تصاعد الاشتباكات في جبهة لبنان.

وقالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أمس، إن استهداف “حزب الله” مواقع عسكرية إسرائيلية داخل فلسطين المحتلة، هي “مسرحيات” خطيرة قد تشعل جبهة حرب ثانية في شمال إسرائيل.

وأوضحت أن على إسرائيل التفكير بمدى قدرتها على احتمال إطلاق الصواريخ المستمر من الحزب، وكيفية تكثيف ردها على الاستهدافات دون الانجرار إلى صراع واسع النطاق.

وتتخوف الإدارة الأمريكية من اندلاع صراع شامل في المنطقة، وأرسلت مبعوثها، آموس هوكشتاين، الأسبوع الماضي إلى بيروت والتقى بمسؤولين لبنانيين ضمن ثلاثة اجتماعات منفصلة.

ودفعت المخاوف الأمريكية والغربية لإرسال معدات عسكرية إلى مطار “بيروت” الدولي، وفق ما ذكرته صحيفة “الأخبار” اللبنانية المقربة من الحزب، الاثنين.

كما قال موقع  “أكسيوس” الأمريكي، الاثنين، إن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، في 11 من تشرين الثاني الحالي، عبر مكالمة هاتفية من تصعيد العمليات العسكرية على الجبهة الشمالية.

وفق التقرير، فإن ذلك يعكس حالة القلق الأمريكية حيال توسيع الصراع، ما سيؤدي بدوره إلى حرب إقليمية، وأن الساسة الأمريكيين يرون أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لاستفزاز “حزب الله”.

ومنذ اندلاع القصف المتبادل بين الطرفين، قُتل أكثر من 60 عنصرًا من الحزب، وفق ما أعلنه الأخير، فيما لا تذكر إسرائيل سقوط قتلى على الجبهة الشمالية.

120 مليون دولار لخطة الطوارئ

سبق للحكومة اللبنانية أن أعلنت، في 1 من تشرين الثاني، عن خطة طوارئ مع تصاعد احتمالات الدخول في الحرب بشكل واسع، وكلّفت وزير البيئة، ناصر ياسين بتنفيذها.

لكن الخطة التي تسعى الحكومة لتنفيذها، تواجه نقصًا بمبلغ 120 مليون دولار أمريكي، وهو ما يمثل التقديرات الأولية لكلفتها.

تشمل الخطة قطاعات الصحة والغذاء والإيواء والمسائل اللوجستية، وفق ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية حينها.

صحيفة “الأخبار” المقربة من “حزب الله”، ذكرت أن الحكومة تبحث عن تأمين المبلغ المطلوب، وذلك عبر دعم مالي من المانحين، أو من دول صديقة، أو من مصرف لبنان.

من جهته نشر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا“، بيانًا اليوم، قال فيه إن 300 شخص في لبنان أصيبوا في الاشتباكات بين “حزب الله” وإسرائيل، وقتل 75 شخصًا آخرون.

وأشار إلى أن منظمة “الصحة العالمية”، قيمت قدرات المستشفيات الحكومية جنوبي لبنان، وحددت ثماني مستشفيات كمستشفيات إحالة في الخطوط الأمامية، وخزنت الإمدادات اللازمة لعمليات جراحية.

كما جرى تخزين إمدادات في المستودع المركزي في بيروت.

مقالات متعلقة

دولي

المزيد من دولي