اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 20 من كانون الأول 2007، قرارًا أعلنت فيه يوم 14 من تشرين الثاني من كل عام باعتباره اليوم العالمي لمرضى السكري، وذلك للاعتراف بالحاجة العاجلة لمتابعة الجهود المتعددة الأطراف لتشجيع وتحسين الصحة البشرية، ولإتاحة إمكانية الحصول على العلاج والتثقيف في مجال الرعاية الصحية.
وجرى اختيار هذا التاريخ إحياء لذكرى السير فريدريك بانتينج، الذي شارك في اكتشاف الإنسولين مع تشارلز بيست قبل مئة عام.
ورغم زيادة أعداد المصابين بمرض السكري في كل عام، تزداد صعوبة الحصول على علاج هذا الداء من ناحية توفره وغلاء سعره في مناطق سيطرة النظام السوري.
وبلغ عدد المصابين بمرض السكري ضمن مناطق سيطرة النظام السوري نحو 190 ألف شخص مسجل ضمن مديريات الصحة، وفق حديث مدير الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة، زهير السهوي، للوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) في تشرين الثاني 2022.
بينما كان عدد الأشخاص المصابين بداء السكري من النمطين الأول والثاني المسجلين في وزارة الصحة أكثر من 169 ألف مريض عام 2021، بحسب الوكالة.
وبحسب تقرير منظمة الاتحاد الدولي للسكري (IDF) في نسخته العاشرة الأحدث لعام 2021، يبلغ عدد مرضى السكري ضمن جميع المناطق السورية الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 و79 عامًا نحو 1.48 مليون شخص.
واحتلت سوريا المركز السابع عربيًا وفق التقرير بأعداد المصابين بعد كل من مصر والسعودية والسودان والمغرب والجزائر والعراق، ووصلت نسبة انتشاره في الفئة المذكورة إلى 14.9%.
وتأثر معظم السكان من قرار رفع أسعار الأدوية مرتين خلال العام الحالي، أولاها في كانون الثاني الماضي بنسب متفاوتة تصل إلى 80%، والأحدث في آب الماضي بنسبة 50%.
جعلت هذه الزيادات مرضى كثرًا إلى شراء ظرف واحد من علبة الدواء رغم حاجتهم إلى العلبة كاملة، والتقنين بالكمية المأخوذة من الدواء نتيجة ارتفاع سعره فوق قدرتهم.
وفشلت حكومة النظام في سوريا بإدارة ملف الأدوية، وبقيت وزارة الصحة تحت رحمة معامل وشركات الأدوية، التي تلجأ في كل مرة يتم رفض طلبها برفع سعر الدواء إلى قطعه من الأسواق والتوقف عن إنتاجه وتوزيعه، ريثما تخضع وزارة الصحة لمطالبها، في ظاهرة تكررت عدة مرات سابقًا.
ونتج عن هذه الظاهرة فقدان الأدوية المصنعة محليًا ومنها أدوية السكري وانقطاعها من الأسواق في فترات متفاوتة أو في العيادات التابعة لمراكز “الهلال الأحمر السوري”.
يحصل مرضى السكري على إنسولين مجاني من عيادة السكري ومن العيادات التابعة لـ”الهلال الأحمر” وبعض المستشفيات العامة، بناء على بطاقة يحملها المريض تسمى “بطاقة سكري”.
ورصدت عنب بلدي انقطاع الإنسولين عن محافظة درعا لمدة ستة أشهر منذ مطلع العام الحالي من العيادات العامة التابعة لـ”الهلال الأحمر”.
ما مرض السكري؟
يعتبر الداء السكري (Diabetes Mellitus) أحد الأمراض المزمنة الشائعة بين البشر، وهو يصيب البالغين والأطفال، ويتمثل هذا الداء بعدم قدرة الجسم على إنتاج هرمون الإنسولين، أو مقاومة خلايا الجسم الإنسولين المفرز وعدم استجابتها له، وهذا ما يتسبب بارتفاع مستويات سكر الغلوكوز في الدم بشكل يفوق الحد الطبيعي.
ولداء السكري نوعان، النمط الأول، أو ما يسمى بالنمط المعتمد على الإنسولين، وكان يسمى سابقًا بالنمط الشبابي، والنمط الثاني، أو ما يسمى بالنمط غير المعتمد على الإنسولين، وكان يسمى سابقًا بالنمط الكهلي.
ما خطورته؟
تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى إصابة 422 مليون شخص بالغ بالسكري على الصعيد العالمي في عام 2014 مقارنة بإصابة 108 ملايين شخص في عام 1980.
وفي عام 2012، كان داء السكري سببًا مباشرًا في 1.5 مليون حالة وفاة عالمية، كما تسبب في وفاة 6.7 مليون شخص في عام 2021.
وعلى مدى العقد الماضي، اتسعت رقعة انتشار مرض السكري في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، إذ يعاني واحد من كل ستة بالغين (نحو 73 مليونًا) من مرض السكري في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومن المتوقع أن يصل عدد البالغين المصابين بالسكري إلى 95 مليونًا بحلول عام 2030 و136 مليونًا بحلول عام 2045، وفق “IDF”.
وتبرز عوامل الخطر المرتبطة بالمرض بزيادة الوزن والسمنة وغيرهما من الأمراض، ويعد مرض السكري سببًا رئيسًا من أسباب الإصابة بالعمى، والفشل الكلوي، والنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وبتر الأطراف السفلية.
ويمكن الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني أو تأخير الإصابة به، باتباع نظام غذائي صحي بالتزامن مع نشاط بدني جيد والامتناع عن التدخين، كما من الممكن علاج مرض السكري وتجنب عواقبه أو تأخير ظهور الأعراض من خلال الأدوية والفحص المنتظم وعلاج أي مضاعفات.
–