اهتمام إسرائيلي بجبهة لبنان.. القصف المتبادل مستمر

  • 2023/11/14
  • 4:09 م
أنصار حزب الله يتابعون كلمة حسن نصرالله في بيروت 11 من تشرين الثاني 2023 (AFP)

أنصار حزب الله يتابعون كلمة حسن نصرالله في بيروت 11 من تشرين الثاني 2023 (AFP)

تحتل أخبار القصف المتبادل بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وقوات تابعة لـ”حزب الله”، جنوبي لبنان، مساحة واسعة من الأخبار والتقارير التحليلية اليومية في الصحف الإسرائيلية.

ويأتي هذا الاهتمام في ظل استمرار القصف المتبادل بين الطرفين من جهة، وتهديدات المسؤولين الإسرائيليين من جهة أخرى.

ويضاف إلى ما سبق، التخوفات الأمريكية من توسع الصراع ليشمل جبهات جديدة إلى جانب جبهة غزة، وتحديدًا الجبهة اللبنانية.

قصف متبادل

الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية (حكومية) قالت اليوم، الثلاثاء 14 من تشرين الثاني، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفت عبر طائرات مسيرة أطراف بلدة بليدا وغرب ميس الجبل، مع إطلاق قنابل ضوئية في مركبا.

كما استهدفت طيرحرفا ومناطق رأس الناقورة واللبونة بقصف مدفعي عنيف، تبعه تحليق لطائرات الاستطلاع في المنطقة بين الناقورة والقرى المتاخمة للحدود مع فلسطين المحتلة.

الوكالة نقلت عن “حزب الله” استهدافه اليوم نقطة تجمع لجنود إسرائيليين في موقع المرج، فيما أعلن، الاثنين، عن مقتل ثلاثة من عناصره في القصف المتبادل.

كما أعلن عن استهدافه، الاثنين، مواقع المالكية والرمثا وثكنة برانيت والراخب وحدب يارون.

المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، قال في منشور عبر حسابه في “إكس” اليوم، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت هدفًا مشبوهًا رصد قرب شواطئ عكا.

وفي سياق متصل، قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في بيان اليوم، إن الغارة الإسرائيلية التي أدت إلى مقتل ثلاثة أطفال في سيارة بجنوبي لبنان، في 5 من تشرين الثاني الحالي، تعد جريمة حرب.

وأضافت أن استهداف السيارة يظهر استهتارًا طائشًا بحياة المدنيين.

وفي سياق منفصل، أعلن “حزب البعث” اللبناني، عن إطلاق جناح عسكري للانخراط في المعارك إن توسعت إلى داخل لبنان، وفق ما أعلنه أمينه العام في لبنان، علي حجازي، الاثنين.

وإلى جانب “البعث” و”حزب الله”، تمتلك عدة أحزاب لبنانية أجنحة عسكرية، منها “الحزب القومي السوري”، وحركة “أمل”.

“طوفان غزة” يرسم تحالفات الشرق

تحذيرات في الصحافة الإسرائيلية

في ظل تصاعد القصف المتبادل بين الطرفين، أفردت الصحافة الإسرائيلية عدة تقارير تتحدث عن احتمالية اندلاع حرب شاملة بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي.

وقالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية اليوم، إن “مسرحيات” “حزب الله” المتمثلة باستهداف مواقع عسكرية إسرائيلية داخل فلسطين المحتلة، هي “مسرحيات” خطيرة قد تشعل جبهة حرب ثانية في شمال إسرائيل.

وأوضحت أن على إسرائيل التفكير بمدى قدرتها على احتمال إطلاق الصواريخ المستمر من الحزب، وكيفية تكثيف ردها على الاستهدافات دون الانجرار إلى صراع واسع النطاق.

ظروف المواجهة لم تنضج بعد.. إيران تناوش أمريكا في سوريا

واستهدفت صواريخ “حزب الله” ضواحي مدن عكا وحيفا، في ظل تزايد خطر سوء التقدير الإسرائيلي على الجبهة الشمالية، مع مخاوف من انعدام سيطرة إسرائيل على وتيرة التصعيد، وفق الصحيفة.

وأضافت أن “حزب الله” لديه الحرية بإطلاق صواريخ “الكاتيوشا” والصواريخ المضادة للدبابات والطائرات المسيرة، مع تحرك تدريجي للجبهة الشمالية باتجاه الجنوب الإسرائيلي، وأدت هذه الهجمات إلى إصابة 18 شخصًا على الأقل، ومقتل موظف في شركة الكهرباء.

وفي حين تحدثت “هآرتس” عن الصواريخ التي يملكها الحزب، أشارت “معاريف” في تقرير نشرته، في 12 من تشرين الثاني الحالي، إلى أن الجبهة الشمالية قد تواجه هجمات واسعة النطاق عبر الطائرات المسيرة.

التحليلات الإسرائيلية تشير إلى أن “حزب الله”، ورغم عدم انخراطه في المعارك بشكل شامل حتى اليوم، فإنه يتجه للمضي بشكل تدريجي، رغم اعتقاد الإدارة الأمريكية أنه لا يرغب بالانخراط بشكل كامل.

غزة تحت النار.. الأسد “مقاوم” خارج التغطية

وتتخوف الإدارة الأمريكية من اندلاع صراع شامل في المنطقة، وأرسلت مبعوثها، آموس هوكشتاين، الأسبوع الماضي إلى بيروت والتقى بمسؤولين لبنانيين ضمن ثلاثة اجتماعات منفصلة.

كما أن المخاوف الأمريكية ومن دول غربية، دفعت هذه الدول لإرسال لإرسال معدات عسكرية إلى مطار “بيروت” الدولي، وفق ما ذكرته صحيفة “الأخبار” اللبنانية المقربة من الحزب، الاثنين.

كما قال موقع  “أكسيوس” الأمريكي، الاثنين، إن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، في 11 من تشرين الثاني الحالي، عبر مكالمة هاتفية من تصعيد العمليات العسكرية على الجبهة الشمالية.

وفق التقرير، فإن ذلك يعكس حالة القلق الأمريكية حيال توسيع الصراع، ما سيؤدي بدوره إلى حرب إقليمية، وأن الساسة الأمريكيين يرون أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لاستفزاز “حزب الله”.

ومنذ اندلاع القصف المتبادل بين الطرفين، قُتل أكثر من 60 عنصرًا من الحزب وفق ما أعلنه الأخير، فيما لا تذكر إسرائيل سقوط قتلى على الجبهة الشمالية.

الجولان.. جبهة إيرانية لاستثمار “الطوفان”

“أكسيوس” نقل عن مصدرين أمريكي وإسرائيلي اطلعا على تفاصيل المكالمة، أنها تضمنت حديثًا مباشرًا حول مخاوف واشنطن، بالإضافة إلى طلب الأخيرة توضيحات بشأن الضربة الجوية التي أدت إلى سقوط ضحايا مدنيين لبنانيين في جنوبي لبنان الأسبوع الماضي.

ووفق التقرير، أكد غالانت أن السياسة الإسرائيلية حاليًا تقتضي عدم فتح جبهة ثانية في لبنان، وأن “حزب الله” يصعد هجماته، وأن الأخير “يلعب بالنار”.

بدورها قالت صحيفة “الأخبار” اللبنانية اليوم، إن “حزب الله” يسعى لضمان خلو المواقع المحتلة من أي أجهزة تجسسية، وتثبيت حالة تهجير المستوطنين بعمق يتجاوز خمسة كيلومترات.

الطائرات دون طيار تلعب دورها

وترى “معاريف” أن الحزب “في مرحلة اختبار أدوات، وستكون الطائرات المسيرة جزءًا لا يتجزأ من أي حملة عسكرية واسعة النطاق من لبنان وسوريا والعراق.

الصحيفة خففت من المخاطر عبر ذكرها لـ”قدرات الجيش الإسرائيلي”، الذي تعلم من تجربة السعودية في مواجهة طائرات “الحوثيين” المسيرة في اليمن، والتي استهدفت في الماضي منشآت حيوية سعودية.

التقييم الإسرائيلي الحالي يربط بين التقدم في غزة وزيادة الضغط على الجبهة الشمالية، مع إطلاق عدد متزايد من الطائرات المسيرة، التي تميل فيها الكفة لمصلحة إسرائيل، وفق الصحفية.

ويتخوف ساسة لبنانيون من توسع الصراع ودخول البلاد التي تعاني من أزمة سياسية واقتصادية حادة في نفق مظلم.

وقالت صحيفة “اللواء” اللبنانية، الاثنين، نقلًا عما أسمتها “مصادر سياسية مطلعة” لبنانية، قولها، إن الوضع جنوبي لبنان يبعث على القلق، وكلما توسعت دائرة الاشتباكات ازداد القلق.

وأضافت أن غالبية اللقاءات السياسية داخل لبنان تتمحور حول المستجدات العسكرية، مع تحركات من المعارضة اللبنانية لمنع الانزلاق نحو الحرب، و”انهيار قواعد الاشتباك” في لبنان.

ما دور إيران في عملية “طوفان الأقصى”

في حين اعتبرت في تقرير ثانٍ أن الكلمة الأخيرة ستكون للميدان العسكري لا للقاءات السياسية، وإذا اندلعت الحرب على نطاق واسع، فسيتوقف مصير لبنان على مصير دول المنطقة.

وفي 10 من تشرين الثاني الحالي، قالت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، إنه ومنذ عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة “حماس” في 7 من تشرين الأول الماضي، سادت مخاوف من إمكانية شنّ إيران هجمات ضد إسرائيل عبر شبكة الميليشيات التابعة لها في المنطقة.

وأضافت أنه وإلى جانب “حزب الله”، هناك ترسانة تعد ولا تحصى لميليشيات في سوريا والعراق، وكلما ازدادت وتيرة العنف الإسرائيلي وتقدم القوات في غزة ستزداد الهجمات في لبنان وضد القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا العراق.

ووفق التقرير، فإنه ليس من الضروري أن يتكفل الحزب وحده بالمعارك ضد إسرائيل، ويمكن توزيع المهام في لبنان وأماكن أخرى.

في حين يرى الزميل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، دانييل بايمان، ضمن تحليل نشره في المجلة نفسها في 3 من تشرين الثاني الحالي، أن “حزب الله” يمشي على خط رفيع بين المشاركة في العمليات العسكرية وتجنب حرب واسعة النطاق.

مقالات متعلقة

دولي

المزيد من دولي