تخوف من انهيار “قواعد الاشتباك” بين لبنان وإسرائيل.. تحذيرات أمريكية

جنود أمريكيون في قاعدة حامات العسكرية في لبنان وسط تحذيرات من جسر جوي عسكري في تشرين الثاني 2023 (الأخبار)

camera iconجنود أمريكيون في قاعدة "حامات" العسكرية في لبنان في تشرين الثاني 2023 (الأخبار)

tag icon ع ع ع

يعيش لبنان على صفيح ساخن مع استمرار القصف المتبادل ضمن “قواعد الاشتباك” بين قوات تابعة لـ”حزب الله” وقوات الاحتلال الإسرائيلي.

ومع استمرار القصف بين الطرفين، تتخوف دول غربية وجهات سياسية داخلية لبنانية من دخول لبنان في حرب شاملة ضد إسرائيل، بالتزامن مع العمليات العسكرية التي تشنها الأخيرة ضد قطاع غزة.

هذه المخاوف من الدول الغربية دفعتها لإرسال معدات عسكرية إلى مطار “بيروت” الدولي، وفق ما ذكرته صحيفة “الأخبار” اللبنانية المقربة من “حزب الله” اليوم، الاثنين 13 من تشرين الثاني.

ويترافق وصول هذه المعدات مع تحذيرات أمريكية لإسرائيل من شن عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد لبنان، ما يعكس قلقًا أمريكيًا من توسع الصراع وانزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية، خاصة مع تزايد العمليات العسكرية الإسرائيلية جنوبي لبنان خلال الأيام الأخيرة.

تحذيرات أمريكية

وفي ظل التحركات العسكرية في المنطقة، والقصف المتبادل بين “حزب الله” والقوات الإسرائيلية، نقلت واشنطن رسائل جادة لكل من الطرفين بعدم توسيع دائرة الصراع.

موقع “أكسيوس” الأمريكي قال في تقرير اليوم، إن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، في 11 من تشرين الثاني الحالي، عبر مكالمة هاتفية من تصعيد العمليات العسكرية على الجبهة الشمالية.

وفق التقرير، يعكس التقرير حالة القلق الأمريكية حيال توسيع الصراع، ما سيؤدي بدوره إلى حرب إقليمية، وأن الساسة الأمريكيين يرون أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لاستفزاز “حزب الله”.

ومنذ اندلاع القصف المتبادل بين الطرفين، قُتل أكثر من 60 عنصرًا من الحزب وفق ما أعلنه الأخير، فيما لا تذكر إسرائيل سقوط قتلى على الجبهة الشمالية.

“أكسيوس” نقل عن مصدرين أمريكي وإسرائيلي اطلعا على تفاصيل المكالمة، أنها تضمنت حديثًا مباشرًا حول مخاوف واشنطن، بالإضافة إلى طلب الأخيرة توضيحات بشأن الضربة الجوية التي أدت إلى سقوط ضحايا مدنيين لبنانيين في جنوبي لبنان الأسبوع الماضي.

ووفق التقرير، أكد غالانت أن السياسة الإسرائيلية حاليًا تقتضي عدم فتح جبهة ثانية في لبنان، وأن “حزب الله” يصعد هجماته، وأن الأخير “يلعب بالنار”.

غزة تحت النار.. الأسد “مقاوم” خارج التغطية

وتضغط واشنطن على إسرائيل ولبنان لعدم توسيع الصراع، وزار المبعوث الأمريكي، آموس هوكشتاين، العاصمة بيروت، في 8 من تشرين الثاني الحالي، والتقى بمسؤولين لبنانيين.

والتقى هوكشتاين حينها برئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، ورئيس الحكومة المؤقتة، نجيب ميقاتي، وقائد الجيش اللبناني، جوزيف عون، ضمن ثلاثة اجتماعات منفصلة في العاصمة بيروت.

ووفق ما نقلته الوكالة “الوطنية للإعلام” اللبنانية (حكومية)، دعا هوكشتاين إلى بسط الجيش اللبناني سيادته على كامل لبنان، وقال إن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد أن يتمدد الصراع إلى لبنان، وشدد على ضرورة الحفاظ على الهدوء في الحدود الجنوبية، وتطبيق القرار “1701”.

وقالت صحيفة “الأخبار“، المقربة من “حزب الله”، حينها، إن زيارة هوكشتاين، الذي أشرف على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في 2022، تضمنت مهمة خاصة تتعلق بملفات متصلة بقطاع غزة.

وبحسب تقرير “أكسيوس”، لا يبدو أن الرأي العام اللبناني والمسؤولين اللبنانين وكذلك “حزب الله” مهتمون بخوض حرب شاملة ضد إسرائيل، لكن الإدارة الأمريكية تشعر بالقلق من التحركات الإسرائيلية.

وينبع القلق من محاولات إسرائيل دفع الحزب للرد على العمليات العسكرية بشكل كبير، ما يؤدي إلى توسيع الصراع، مشيرة إلى شن طائرة مسيرة دون طيار غارة في العمق اللبناني، الأسبوع الماضي.

“طوفان غزة” يرسم تحالفات الشرق

انهيار “قواعد الاشتباك”

المخاوف الأمريكية ترافقها مخاوف لبنانية مماثلة، عبّر عنها ساسة لبنانيون منذ اندلاع الأعمال العسكرية بقطاع غزة في 7 من تشرين الأول الماضي.

صحيفة “اللواء” اللبنانية نقلت عما أسمتها “مصادر سياسية مطلعة” لبنانية، قولها، إن الوضع جنوبي لبنان يبعث على القلق، وكلما توسعت دائرة الاشتباكات ازداد القلق.

وأضافت في تقرير نشرته اليوم، أن غالبية اللقاءات السياسية داخل لبنان تتمحور حول المستجدات العسكرية، مع تحركات من المعارضة اللبنانية لمنع الانزلاق نحو الحرب، و”انهيار قواعد الاشتباك” في لبنان.

في حين اعتبرت في تقرير ثانٍ أن الكلمة الأخيرة ستكون للميدان العسكري لا للقاءات السياسية، وإذا اندلعت الحرب على نطاق واسع، فسيتوقف مصير لبنان على مصير دول المنطقة.

وفي 10 من تشرين الثاني الحالي، قالت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، إنه ومنذ عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة “حماس” في 7 من تشرين الأول الماضي، سادت مخاوف من إمكانية شنّ إيران هجمات ضد إسرائيل عبر شبكة الميليشيات التابعة لها في المنطقة.

وأضافت أنه وإلى جانب “حزب الله”، هناك ترسانة لا تعد ولا تحصى لميليشيات في سوريا والعراق، وكلما ازدادت وتيرة العنف الإسرائيلي وتقدم القوات في غزة ستزداد الهجمات في لبنان وضد القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا العراق.

الجولان.. جبهة إيرانية لاستثمار “الطوفان”

ووفق التقرير، فإنه ليس من الضروري أن يتكفل الحزب وحده بالمعارك ضد إسرائيل، ويمكن توزيع المهام في لبنان وأماكن أخرى.

في حين يرى الزميل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، دانييل بايمان، ضمن تحليل نشره في المجلة نفسها في 3 من تشرين الثاني الحالي، أن “حزب الله”، يمشي على خط رفيع بين المشاركة في العمليات العسكرية وتجنب حرب واسعة النطاق.

قصف متبادل

تعرضت قرى وبلدات لبنانية على الحدود مع فلسطين المحتلة، جنوبي لبنان، لقصف مدفعي إسرائيلي.

وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية (حكومية) اليوم، الاثنين، إن مناطق اللبونة وطيرحرفا وأم التوت تعرضت لقصف مدفعي، فيما أطلق صاروخ موجه من داخل الأراضي اللبنانية.

فيما شهدت المنطقة، مساء الأحد، تحليقًا لطائرات استطلاع إسرائيلية فوق قرى محافظة صور، كما استهدفت إسرائيل وادي قطمون بأسلحة رشاشة، وألقت قنابل مضيئة في عيتا الشعب.

من جهته، قال “حزب الله” اليوم في بيان، إنه نفذ عدة عمليات ضد قوات إسرائيلية على الحدود، شملت استهدافات لجنود وآليات عسكرية في مثلث الطيحات رويسة العاصي وثكنة دوفيف بصواريخ موجهة وقذائف مدفعية، في حين تبنت كتائب “القسام- لبنان” إطلاق صواريخ إلى داخل فلسطين المحتلة.

قناة “الجديد” اللبنانية قالت إن صافرات إنذار دوت في مراكز قوات حفظ السلام “يونيفيل” على الحدود جراء العمليات العسكرية.

ما دور إيران في عملية “طوفان الأقصى”

وتسود مخاوف من توسع الاشتباكات بين الطرفين، خاصة مع تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، الأحد، سكان بيروت بمصير مشابه لمصير سكان غزة.

وقال غالانت لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية، إن دخول لبنان في الحرب إلى جانب غزة، يعني أن يدفع اللبنانيون الثمن، معتبرًا أن قصف “حزب الله” لم يعد مجرد استفزاز.

جسر جوي

صحيفة “الأخبار” المقرّبة من الحزب، اعتبرت أن خطة الحزب لدعم غزة تأتي بطريقة تراكمية، ترتبط بتطورات العملية العسكرية في غزة.

الصحيفة كشفت في تقرير ثان نشرته اليوم، أن 32 طائرة عسكرية هبطت في مطار “بيروت” الدولي وقاعدة “حامات” العسكرية الجوية، في الفترة بين 8 من تشرين الأول الماضي و10 من تشرين الثاني الحالي، في نشاط لم يشهده لبنان منذ سنوات.

وأوضحت أن تسعًا من هذه الطائرات تتبع لأسلحة الجو البريطانية والأمريكية والهولندية، وحطّت في قاعدة “حامات”، فيما هبطت 23 طائرة في قاعدة مخصصة للطائرات العسكرية والدبلوماسية في مطار “بيروت”، تتبع لفرنسا وإسبانيا وكندا وإيطاليا والسعودية، بينها طائرات مخصصة لنقل العتاد الثقيل.

الصحيفة نقلت عن مصادر في الجيش اللبناني قولها، إن حركة الطائرات تأتي في سياق طبيعي ضمن برنامج طيران سنوي متفق عليه بشكل مسبق.

ظروف المواجهة لم تنضج بعد.. إيران تناوش أمريكا في سوريا

 




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة