ابحثوا عن مدرب للبلوغرانا
عروة قنواتي
عندما أُعلن عن إقالة السيد رونالد كومان، المدير الفني السابق لنادي برشلونة والحالي لمنتخب هولندا، استبشرت جماهير البلوغرانا بمدرب يفهم مستقبل البارسا بعد منغصات وإشكاليات المواسم السابقة، التي شهدت تخبطات بالجملة في صفوف برشلونة حتى ومع وجود ليونيل ميسي النجم الكروي الأبرز في تاريخ النادي وتاريخ كرة القدم بشكل عام.
الإقالة يومها أسفرت عن قدوم السيد تشافي هيرنانديز على عجل من نادي السد القطري الذي لم ينجح وإياه بترك بصمة تُذكر على الصعيد العربي والآسيوي كمدير فني للفريق فيما كان نجم الفريق كلاعب في آخر أيامه كمحترف. تشافي مدرب للبارسا، هناك من اعترض وهناك من تحدث بإسهاب عن مستقبل مشابه لإرث بيب غوارديولا، الذي خاص تجربة للذكرى ولديه تاريخ ناصع خطه بيديه عندما كان تشافي لاعبًا مهمًا في وسط الفريق إلى جانب الرسام إنييستا وصخرة الدفاع كارلوس بويول والأسطورة ليونيل ميسي.
تشافي ومنذ قدومه والرواية الأبرز للعرض هي “بناء فريق للمستقبل”، ولا ننكر هنا دور تشافي المهم بتخلص الفريق من اللاعبين السمان “البقرات المقدسة” وضبط غرفة الملابس، فلم يعد هناك لا ميسي ولا بيكيه ولا بوسكيتس ولا ألبا، لم يبقَ إلا سيرجي روبيرتو من العهد القديم ومنذ موسمين تراه لا يفارق دكة البدلاء إلا قليلًا.
وبعد موسمين قضاهما الفريق الأول منافسًا بعض الشيء في بطولة الدوري الأوروبي، البطولة الثانية في القارة العجوز، وبعد أن أصبح سخرية الصحافة العالمية بما ينافس عليه بعيدًا عن الشامبيونزليغ، عاد إلى البطولة الأولى هذا الموسم بعد أن اعتلى مجددًا منصة الليغا كبطل للموسم الماضي، وأجرى الفريق تحت إشراف السيد خوان لابورتا ورغبة المدرب تشافي عديدًا من الصفقات بين انتقال حر لبعض النجوم ومبالغ صرفت على أسماء مهمة، وعاد الفريق ليكون منبر الشباب الصغار بعد استقطابهم من “لاماسيا” أكاديمية البارسا الشهيرة.
فأي حديث وأي سطر يكتب بعد أسماء ليفاندوفسكي وغندوغان وفيليكس ورافيينيا وكانسيلو وبيدري وغافي وأراوخو وشتيغن، أسماء لأعمدة الفريق الأول التي من المفترض أن تحارب أوروبيًا وأن يكون عملها على المستوى المحلي في إطار السهل الممتنع، ولكن! الفريق إلى اليوم ليس ثابت الخيارات ولا الأسلوب، المتبدل فيه أكثر من الواضح والمستمر، المداورة ومنذ الموسم الماضي تخنق اللاعبين في وسطهم وأجنحتهم أمام إهدار فرص هجومية رهيبة، ورغم أن الدفاع شهد بعض التحسينات، فإن عدم الاستفادة من الغزارة الهجومية في كثير من المباريات تضع الدفاع وحارس المرمى باختبارات صعبة وغير مريحة.
في الموسم الماضي كان الفريق يقدم خلال الشوط الأول بشكل رهيب ويهدي الشوط الثاني للخصم وخصوصًا آخر ربع ساعة، ولطالما شاهدنا هجوم ووسط الخصوم يختبرون قدرة شتيغن على التصدي والدفاع عن الشباك بأكثر من 6 محاولات في المباراة الواحدة، معظم مباريات الموسم الماضي تم كسبها بشق الأنفس.
أما هذا الموسم فتجد جرأة الخصم أيًا كان في الدقائق الأولى والشوط الأول حصرًا وسط حيرة تشكيل برشلونة داخل أرض الملعب، ليعود الفريق إلى الانتشار في الشوط الثاني ومحاولة استدراك ما قد فات أو للتسجيل كيفما كان إن بقيت النتيجة سلبية في الشوط الأول، تحتار هنا، إلى من توجه اللوم، وعلى من سترفع سيف النقد والمحاسبة، على اللاعبين أم على المدرب أم على الإصابات التي ضربت الفريق من بداية الموسم حتى لقاء الكلاسيكو الذي خسره برشلونة بكل غرابة وعاد في الدوري بشق الأنفس وخسر مع شاختار في الشامبيونزليغ بشكل غير معقول.
أنا لا أجد لتشافي مبررًا لكل ما يحصل، وأيضًا من الظلم أن يتم تحميله كل المسؤولية، إنما مستقبل البارسا مع تشافي غامض بصراحة، ولربما يكون مصير شباب الفريق مع مدرب يمتلك خبرة البطولات والمسابقات أفضل، ولربما يكون ترك الوقت مفتوحًا والفرص مستمرة لتشافي ليس في مصلحة البلوغرانا، صحيح أننا في بداية الموسم والنتائج حتى الآن طبيعية، إنما وفي تجارب عديدة يكون طرق باب التغيير في البداية أنجع وأفضل بألف مرة من الحاجة للتغيير في نصف الموسم أو عندما تقع الفأس بالرأس.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :