ألقى رئيس النظام السوري، بشار الأسد، كلمة في القمة العربية الإسلامية، التي انعقدت في العاصمة السعودية، الرياض، في 11 من تشرين الثاني، انتقد خلالها التصعيد الإسرائيلي المتواصل في غزة.
وخلال كلمته أشار الأسد إلى أن التصعيد الإسرائيلي على غزة استمرار لسياق عمره 75 عامًا، و32 عامًا من “سلام فاشل” نتيجته الوحيدة المطلقة، غير القابلة للنقض والتفنيد، هي أن “الكيان ازداد ظلمًا، والوضع الفلسطيني ازاد ظلمًا وقهرًا وبؤسًا”.
“لا الأرض عادت ولا الحق رجع، لا في فلسطين، ولا الجولان”، أضاف الأسد، دون التطرق للجهة المسؤولة عن إعادة الأرض في فلسطين والجولان.
وتابع أن “هذه الحالة أنتجت حالة سياسية مفادها أن المزيد من الوداعة العربية تساوي المزيد من الشراسة الصهوينة تجاهنا، والمزيد من اليد المدودة من قبلنا تساوي المزيد من المجازر بحقنا”.
ولم يتطرق الأسد في كلمته إلى الاستهدافات الإسرائيلية المتكررة على مواقع حيوية وحساسة في مناطق سيطرة النظام، وأبرزها مطار “دمشق” الدولي، ومطار “حلب”، وهي استهدافات تعطل حركة المطارات وتخرجها عن الخدمة، ولا تقابل بأكثر من بيان مكرر يصدر عن وزارة الدفاع يسجل توقيت القصف، ويؤكد تصدي الدفاعات الجوية له.
يتحدث عن المجارز
الأسد اعتبر أن بحث المجازر في غزة غير ممكن دون البحث في المجازر الصهيونية التي جرت بحق الفلسطينيين سابقًا، معتبرًا أن الطارئ اليوم هو “تفوق الصهيونية على نفسها في الهمجية”.
حديث الأسد جاء متعارضًا مع الواقع الذي فرضه في سوريا بالحديد والنار، إذ تحدثت تقديرات الأمم المتحدة عن مقتل أكثر من 306000 مدني في سوريا، بين آذار 2011، وآذار 2021، وفق تقرير صدر في أيار الماضي.
وفي تقريرها السنوي، الصادر في آب 2023، وثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” اعتقال 135638 مواطنًا لدى قوات النظام السوري، بينهم نحو 3700 طفل، ويتعرض المعتلقون لـ83 أسلوبًا مختلفًا في التعذيب، وفق تقرير منفصل لـ”الشبكة”.
وفي تشرين الأول الماضي، وبالتزامن مع تصريحات للنظام ومحاولات تسجيل موقف متضامن مع غزة، وثقت “الشبكة” نزوح أكثر من 120000 شخص، في شمال غربي سوريا، تحت وطأة قصف قوات النظام، وحليفه الروسي.
وعلى مدار أكثر من عقد، تسبب النظام بتهجير ونزوح ملايين السوريين، إلى جانب تهجير الفلسطينيين من مخيمات عدة، أبرزها “اليرموك” بدمشق، قبل حصاره وإخضاعه بالمدفعية.
وتعيش نحو 1635 عائلة فلسطينية، تتوزع في مخيم “كللي” شمالي إدلب ومنطقة أطمة وعقربات ودير بلوط ومدينة إدلب، كما يوجد في سرمدا فلسطينيون من عرب الـ48 الذي قدموا إليها بعد تهجيرهم في عام 1948، إضافة إلى وجودهم بريف حلب في كل من اعزاز وعفرين وجنديرس والباب.
كما هجّرت قوات النظام وحلفاؤها معظمهم من مخيم “حندرات” بحلب ومخيم “اليرموك” و”خان الشيح” جنوب دمشق إلى الشمال السوري، ويقطنون في تجمعات سكنية خاصة بالمهجرين الفلسطينيين، وجزء منهم يسكن داخل المدن.
ويواجه النظام السوري دعوى مقدمة من كندا وهولندا، ضده، في محكمة العدل الدولية (مقرها لاهاي)، بسبب فشله “الجسيم والمنهجي” في الوفاء بالتزامات سوريا المتعلقة بمنع التعذيب وغيره من أشكال المعاملة القاسية واللاإنسانية والانتهاكات العديدة لأحكام اتفاقية مناهضة التعذيب.
القمة الثانية في السعودية
تعتبر مشاركة الأسد في القمة الحالية هي الثانية له في قمة عربية، بعد قمة جدة في 19 من أيار الماضي، كما أنها الأولى التي تجمع الأسد بقادة على مستوى العالم من دول منظمة التعاون الإسلامي.
وكانت الخارجية السعودية أعلنت اليوم، السبت، دمج القمة العربية الطارئة من أجل غزة بقمة منظمة التعاون الإسلامي.
وذكرت الخارجية السعودية في بيان لها، أن هذه الخطوة تأتي استجابة للظروف الاستثنائية التي تشهدها غزة، وبعد تشاور سعودي مع جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
تأتي القمة في ظل مواصلة إسرائيل تصعيدها ضد قطاع غزة منذ 7 من تشرين الأول الماضي، ما تسبب بمقتل أكثر من 11000 فلسطيني وخسائر فادحة على مختلف المستويات.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي الفلسطيني، الجمعة، أن أكثر من 50% من الوحدات السكنية في غزة تضررت جراء غارات وقصف الاحتلال الإسرائيلي.
وذكر المكتب أن 40000 وحدة سكنية هُدمت بالكامل، وأن الجيش الإسرائيلي ألقى 32000 طن من المتفجرات على غزة، وأكثر من 13000 قنبلة، بمتوسط 87 طنًا من المتفجرات لكل كيلومتر.
اقرأ المزيد: الأسد يدين في فلسطين ما يرتكبه في سوريا
–