كثرة أعداد الأغنام يقابلها ركود التصريف برأس العين

  • 2023/11/12
  • 12:51 م
كثرة أعداد الأغنام يقابلها ركود التصريف

حركة بيع الأغنام شبه جامدة في رأس العين شمال غربي الحسكة - تشرين الأول 2023 (عنب بلدي)

عنب بلدي – رأس العين

يشهد سوق الأغنام في مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة ركودًا في حركة البيع والشراء، ما أدى إلى تكبد مربي الأغنام وتجارها خسائر نتيجة عدم تصريف مواشيهم.

رغم زيادة أعداد الأغنام هذا العام، فإن سوق التصريف تكاد تكون شبه جامدة، لأن حركة البيع والشراء محصورة في منطقة رأس العين وجارتها تل أبيض، دون وجود تصريف للأغنام خارجهما.

وتقع رأس العين بين الحدود التركية ومناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، ولا توجد معابر رسمية بينهما، وتعد تربية المواشي ثاني نشاط اقتصادي يعتمد عليه السكان بشكل أساسي في المنطقة بعد الزراعة.

أعداد كثيرة.. طلب قليل

ماجد العايد، مربي أغنام من قرية المبروكة غربي رأس العين، قال لعنب بلدي، إنه يواجه صعوبة في العثور على مشترين لبعض أغنامه رغم طرحها للبيع منذ أسابيع.

وذكر ماجد الذي يمتلك مئة رأس من الأغنام، أنه حاول بيع بعضها خارج قريته وتوجه إلى سوق رأس العين، لكنه لم يستطيع بيع أي رأس، بسبب كثرة المعروض وعدم وجود مشترين، لافتًا إلى أن صغر المساحة الجغرافية للمنطقة سبب في ضعف البيع.

من جهته، مراد يوسف، وهو مربي أغنام آخر من رأس العين، قال لعنب بلدي، إن هذا العام شهد تحسنًا في أعداد الثروة الحيوانية نتيجة الأمطار، لكن الأسواق جامدة والطلب قليل، مرجعًا السبب إلى ضيق المساحة، وعدم وجود معابر للتصدير.

الطبيب البيطري أنس الصوفي، وهو مسؤول قسم الثروة الحيوانية في مديرية الزراعة بالمجلس المحلي برأس العين، ذكر لعنب بلدي أن عدد الأغنام زاد هذا العام من 100 ألف رأس إلى 137 ألف رأس نتيجة للأمطار التي حسّنت المراعي، مؤكدًا حالة الركود الحاصلة.

لا معابر داخلية للتصريف

يرتاد مربو الماشية السوق يوميًا لبيع ماشيتهم ويعودون دون أن يبيعوا أي رأس منها، وفق ما قاله تاجر الأغنام في رأس العين عدنان الفهد، لعنب بلدي، واصفًا حركة سوق الأغنام بـ”المشلولة”.

وذكر أن المربين كانوا معتادين شراء وبيع الأغنام وتصديرها باتجاه مدينة الرقة وحلب عبر معابر داخلية “غير نظامية”، لكنها مغلقة منذ أشهر، ما أدى إلى تراكم كميات الأغنام دون وجود أي طريقة لبيعها.

من جهته، الطبيب البيطري أنس الصوفي أشار إلى أن المجلس المحلي يعمل على التنسيق مع الجانب التركي لبيع 1700 رأس من ذكور الأغنام بعد شهر ونصف كدفعة أولى، مع خطط لزيادة هذا العدد بسبب وجود فائض من ذكور الأغنام.

وتعد تربية الأغنام في منطقة رأس العين وأرياف المنطقة الشرقية في سوريا أحد أعمدة الاقتصاد المحلي، وتشكل سلالة “العواس” الجزء الأكبر من ماشية تربية الأغنام في رأس العين، إلى جانب وجود أنواع مهجنة مثل “الحمداني” و”الحموية”.

ووفقًا لإحصائيات مديرية الزراعة في رأس العين، فإن حوالي 2750 عائلة تعتمد بشكل أساسي على تربية المواشي كوسيلة رئيسة للعيش.

ويعاني قطاع الثروة الحيوانية في رأس العين نقصًا مستمرًا في الأدوية البيطرية وارتفاع أسعارها، ووصول أدوية منتهية الصلاحية من معابر “غير نظامية” مع “قسد”، وفق تقرير سابق أعدته عنب بلدي.

وتكبدت الثروة الحيوانية والزراعية في رأس العين خسائر كبيرة نتيجة الجفاف الذي ضرب المنطقة في العامين السابقين، وبحسب تقديرات رئيس مكتب الزراعة في المجلس المحلي برأس العين، عمر حمود، فإن عدد الأغنام النافقة بلغ نحو 100 ألف رأس، كما تصحرت أجزاء من الأراضي الزراعية، وجفت آبار الري.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع