قالت نائبة السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) سابرينا سينغ، إن الجيش الأمريكي نفذ ضربة عسكرية ضد منشأة واحدة شرقي سوريا تابعة لـ”الحرس الثوري الإيراني”، وجماعات متحالفة مع إيران ردًا على تهديدات وهجمات مستمرة ضد القواعد الأمريكية في كل من سوريا والعراق.
وأضافت سينغ خلال إحاطة صحفية أمس، الخميس 9 من تشرين الثاني، أن الهدف الذي أغارت عليه الطائرات الأمريكية هو منشأة لتخزين الأسلحة يستخدمها “الحرس الثوري” والمجموعات المرتبطة به، ولا تزال الولايات المتحدة نجري تقييمًا للضربة، لكن التحليل الأولي أشار إلى عدة انفجارات ثانوية بعد الاستهداف، كانت متوقعة.
وهدفت الضربة الأمريكية، بحسب سينغ، إلى تعطيل وإضعاف قدرات الجماعات المسؤولة بشكل مباشر عن مهاجمة القوات الأمريكية في المنطقة.
وأوضحت، “نسعى إلى إيصال رسالة واضحة لإيران مفادها أننا نحملها مسؤولية الهجمات على القوات الأمريكية، ونتوقع أن تتخذ إيران إجراءات لتوجيه وكلائها بالتوقف”.
وأشارت سينغ إلى أن الأعمال الأمريكية العسكرية لا تشير إلى تغيير في نهج الولايات المتحدة تجاه “الصراع” في فلسطين، وليس لديها أي نية للتصعيد في المنطقة، لكنها ملتزمة بالدفاع عن النفس وحماية الأفراد الأمريكيين.
وفي أحدث تحديث للمعلومات حول نتائج الهجمات على القواعد الأمريكية بسوريا والعراق، قالت سينغ، إنه في الفترة الممتدة بين 17 من تشرين الأول و9 من تشرين الثاني، تعرضت القوات الأمريكية وقوات التحالف للهجوم 46 مرة على الأقل، منها 24 هجومًا في العراق، و22 هجومًا آخرًا في سوريا من خلال مزيج من طائرات دون طيار وصواريخ هجومية.
وخلال الساعات الماضية، تعرض جنود أمريكيون لثلاث إصابات طفيفة إضافية، لكن جميعهم عادوا إلى الخدمة، ما رفع أعداد المصابين إثر هذه الهجمات إلى 56 جريحًا، ما بين حالات “الدماغ الرضية” وإصابات طفيفة أخرى، لكن الجميع عاد للخدمة، بحسب سينغ.
وكانت القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم)، قالت فجر أمس الخميس، إنها نفذت غارة جوية على منشأة في سوريا يستخدمها “الحرس الثوري الإيراني” والجماعات التابعة له دون معلومات عن حجم الأضرار التي خلفها الهجوم.
وذكرت عبر حسابها الرسمي في “إكس”، مساء الأربعاء 8 من تشرين الثاني، أن الهجوم جاء في أعقاب سلسلة من الهجمات ضد أفراد أمريكيين في العراق وسوريا.
وقال “البنتاجون“، إن القوات العسكرية الأمريكية نفذت بناء على توجيهات من الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ضربة “دفاع عن النفس” على منشأة شرقي سوريا يستخدمها “الحرس الثوري الإيراني” والجماعات التابعة له.
إيران تتنصل
مع بداية التصعيد في سوريا والعراق، نفى وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أن تكون طهران مسؤولة عن هذه الهجمات، خلال مقابلة مع وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية.
تبع ذلك حديث سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إرافاني، في 7 من تشرين الثاني الحالي، عنما قال إن بلاده لم تشارك قط في أي عمل أو هجوم ضد القوات الأمريكية في سوريا والعراق.
وجاءت التصريحات التي أدلى بها مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، ردًا على رسالة كتبتها الولايات المتحدة إلى مجلس الأمن، تتهم فيها إيران بالعمل ضد قواتها في سوريا والعراق، بحسب ما نقلته وكالة “مهر” الإيرانية.
إرافاني وجه رسالة للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، جاء فيها أن الولايات المتحدة تحاول “إضفاء الشرعية على أعمالها العسكرية غير القانونية في سوريا”، وأن الادعاءات بأن إيران تشارك بهجمات على قواعد أمريكية في سوريا والعراق لا أساس لها من الصحة، وتهدف لـ”تبرير انتهاك الولايات المتحدة المستمر للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة في سوريا”.
تهديد علني
في 9 من تشرين الأول الماضي، هدد السياسي العراقي هادي العامري، زعيم منظمة “بدر” السياسية والعسكرية المقربة من إيران، الأمريكيين بقوله، “إذا تدخلوا (في التصعيد بفلسطين) فسوف نتدخل، وسنعتبر كل الأهداف الأمريكية مشروعة”.
وتضم منظمة “بدر” جزءًا من قوات “الحشد الشعبي” العراقي، وهي منظمة عسكرية شبه حكومية تضم العديد من الفصائل المدعومة من إيران، بحسب وكالة “رويترز“.
وفي 13 من الشهر نفسه، بعد مرور نحو أسبوع على بداية المواجهات في غلاف غزة الفلسطينية، نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية معلومات عن أن الفصائل العراقية تلقت رسائل متواترة من الإيرانيين، أفادت أغلبيتها بأن التدخل المباشر في الحرب يحتاج إلى ظرف آخر، وقد يحدث هذا الظرف قريبًا “بالاعتماد على اتساع رقعة الحرب ومشاركة أطراف أكثر”.
وأضافت أن اتصالات أجريت بالفعل بين قادة فصائل فلسطينية والعراقيين لمناقشة الأوضاع في قطاع غزة، أعلن زعيم “عصائب أهل الحق” (ميليشيات شيعية مقربة من إيران)، قيس الخزعلي، عن واحدة منها، كانت مع رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية.
وبحسب المعلومات، التي قالت “الشرق الأوسط” إنها تأكدت منها عبر ثلاثة أعضاء من الإطار التنسيقي العراقي (تجمع لأحزاب شيعية تتولى مفاصل الحكم في العراق)، فإن “المقاومة الفلسطينية” لن تترك وحيدة، وإن لطهران “خطة مدروسة لهذه الحرب”، فيما استخدم كثيرون داخل التحالف هذه الأيام عبارة “المواجهة المفتوحة جغرافيًا”، لوصف رد فعل الفصائل الموالية لإيران بشأن المعارك في غزة.