لمسؤوليته عن "كارثة بيئية وإنسانية في سوريا"
تقرير بيئي بريطاني يوصي بعدم دعوة الأسد “لقمة المناخ” بدبي
أوصى تقرير لمنظمة بيئية بريطانية، بعدم دعوة رئيس النظام السوري بشار الأسد لقمة المناخ “COP 28” في الإمارات، واعتبرها “غير مناسبة”، لأنه وحكومته مسؤولان عن “كارثة بيئية وإنسانية واضحة ومستمرة في سوريا”.
وأطلقت منظمة “Temple Garden Chambers” البريطانية التقرير، قبل مناقشته في البرلمان البريطاني اليوم الأربعاء 8 من تشرين الثاني، بمشاركة معدّه قاضي المحكمة الجنائية الدولية السابق، هوارد موريسون، وعضو البرلمان من حزب “العمال”، بيل ريبيرو-آدي، وعضو البرلمان من حزب “المحافظين”، هنري سميث.
وأوضح موريسون في تقريره أن الأسد مسؤول عن “الدمار الشامل والأضرار التي لحقت بالبيئة” من خلال هجمات النظام وحملات القصف واستخدام الأسلحة الكيماوية خلال “الحرب الأهلية” التي استمرت لسنوات.
وكان قد دعي الأسد إلى “قمة المناخ” في دبي منذ أيار الماضي، بعد إعادة قبوله في الجامعة العربية، وسيكون هذا أول ظهور علني له في مؤتمر عالمي منذ عام 2011.
وأفاد موريسون أن انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا موثقة بشكل جيد، ولكن “بسبب الطريقة التي دمرت بها البلاد بشكل منهجي، علينا أيضًا أن نأخذ في الاعتبار الأثر البيئي الهائل نتيجة استخدام الأسلحة المتفجرة، والهجمات على آبار النفط، والأضرار التي لحقت بأنظمة إدارة المياه والنفايات، وإزالة الغابات المرتبطة بالنزاع، إذ لا يزال لها عواقب بيئية مدمرة على البلد والسكان”.
ما الأضرار البيئية؟
ذكر التقرير أن الهجمات على قطاع النفط تسبب في حرائق وتسربات، دمرت “مساحات كبيرة من الأراضي المزروعة والرعي وقتلت الماشية”، كما كان لها “تأثير خطير” على صحة السوريين، بما في ذلك زيادة عدد أمراض الجهاز التنفسي والجلدية، وأفادت النساء عن “تعرضهن لإجهاض متكرر بعد تسرب النفط”.
وجاء في التقرير أن المياه استخدمت “كسلاح حرب” في سوريا، فيما يؤدي عدم حصول السوريين على مياه آمنة ونظيفة إلى مشاكل صحية متعددة، وأن الأضرار التي لحقت بأنظمة الصرف الصحي للمياه أدت إلى تلويث المياه الجوفية.
وتضاعف الإنتاج اليومي من النفايات خلال الـ 12 سنة الماضية إلى حوالي 850 طنًا يوميًا، لكن هذه النفايات الزائدة كانت “تترك في الشوارع أو يتم إشعال النار فيها، مما يؤدي إلى إطلاق أبخرة وسموم خطيرة”.
وبسبب عدم القدرة على الوصول إلى الوقود وارتفاع أسعار الطاقة، نشأت سوق “ضخمة” للحطب للأغراض المنزلية مثل التدفئة والطهي، وأدى الطلب المتزايد، إلى جانب عدم إنفاذ اللوائح البيئية المحلية، إلى تمكن المدنيين والجماعات الإجرامية والميليشيات من قطع مناطق الغابات من أجل بيع الأخشاب لتحقيق الربح.
عملية التحطيب المكثفة قلصت الغطاء الحرجي في سوريا بمعدل “ينذر بالخطر” خلال الـ 12 سنة الماضية، ويحذر التقرير من أن هذا يؤدي إلى مشاكل بيئية خطيرة، بما في ذلك زيادة خطر الفيضانات وانخفاض في التنوع البيولوجي.
قاضي المحكمة الجنائية الدولية السابق، هوارد موريسون عبّر عن وجود “تناقض” في “وجود شخص مسؤول عن مثل هذه الأضرار البيئية الفظيعة والتي كان بالإمكان تجنبها” ضمن قمة المناخ.
وكانت منظمة “الحملة السورية” (The Syria Campaign) قد أطلقت عريضة تطلب من الإمارات المستضيفة إلغاء دعوة رئيس النظام السوري لحضور الدورة 28 لمؤتمر “القمة العالمية للعمل المناخي”.
وجاء في نص العريضة التي وقع عليها لحد الآن أكثر من 6146 شخصًا حول العالم، أنه بدلًا من محاسبة النظام السوري، يمنح الأسد “الفرصة المثالية لتبييض جرائمه ضد الإنسانية في أول مؤتمر دولي له منذ عام 2011”.
وسبق أن انتقدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية دعوة الأسد لحضور “قمة المناخ”، واصفة بأنه “لأمر مشين” أن يستغل مؤتمر يهدف إلى تحفيز العمل المناخي الطموح لإعادة حكومة النظام إلى الساحة الدولية، دون أي محاولة لضمان المساءلة عن انتهاكاتها الكبيرة.
وقالت المنظمة، إنه ينبغي للحكومات المشاركة في “COP28” ضمان التحقيق في الجرائم الجسيمة المرتكبة في ظل حكم الأسد ومقاضاة مرتكبيها.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :