تستمر التحضيرات لإطلاق مؤتمر الاستثمار الأول في الشمال السوري، المزمع عقده في 20 كانون الأول المقبل، في مدينة الراعي بريف حلب الشمالي، بهدف جذب الاستثمار، وتحسين القطاع الاقتصادي في المنطقة.
ويشترك بتنظيم المؤتمر وزارة المالية والاقتصاد في “الحكومة السورية المؤقتة”، ونقابة الاقتصاديين السوريين، ومركز الدراسات والأبحاث في جامعة “حلب الحرة”، ومؤسسة “2020 IDEA”.
جذب الاستثمارات
وقال وزير الاقتصاد في “الحكومة المؤقتة”، الدكتور عبد الحكيم المصري لعنب بلدي، إن المؤتمر يهدف إلى جذب الاستثمارات والارتقاء بالبيئة الاستثمارية في الشمال، وتقييم واقع الاستثمار، والوصول إلى شراكات استراتيجية فيه.
وأضاف أن المؤتمر يهدف إلى لفت الانتباه للإمكانيات الموجودة في المدن الصناعية في المنطقة، ومحاولة إيجاد حلول للتحديات التي تعيق العمل الاستثماري، ووضع خارطة للاستثمار من منظور التنمية المستدامة.
وأوضح المصري أن ذلك يتم من خلال تقييم واقع الاستثمار وتحديد المتطلبات، وتحفيز طاقات الشباب، من خلال تقديمهم لقصص النجاح أو المبادرات.
من جهته، قال رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر، المهندس علي حلاق، إن المؤتمر يتضمن عدة محاور أبرزها، دعم الاستثمار في البعد السياسي والأمني والقانوني، ومناقشة واقع الاستثمار في قطاعات الصناعة والزراعة والتجارة والبناء، ومناقشة متطلبات تأهيل البنية التحتية كمحفز للاستثمار، وبحث سبل توفير مصادر التمويل، والحديث حول المدن الصناعية والمناطق الحرة، ودور السلطة السياسية في الاستثمار.
وأضاف حلاق، أنه جرى عقد ورشتين تحضيريتين مع غرف التجارة والصناعة وتجار مناطق الشمال في مدينتي الراعي والباب، إضافة إلى التواصل مع المستثمرين المحليين للمشاركة في المؤتمر.
تشجيع على الحضور
يوجه القائمون على المؤتمر دعوات لأشخاص معنيين بالاستثمار خارج سوريا، وتعمل “الحكومة المؤقتة” على تأمين موافقات الدخول لهم لمدة يومين أو ثلاثة، ما يشجعهم على حضور المؤتمر، لأن هناك نسبة كبيرة منهم ترى أن المنطقة غير مستقرة ولا توجد فيها بيئة استثمارية، بحسب ما أفاد الوزير المصري.
ولا يدّعي المصري أن الوضع في الشمال السوري مستقر بشكل كامل، لكنه مقبول للعمل الاستثماري وفق ما قال، مضيفًا أنه من المهم أن يعرف المستثمرون ما هو موجود في المنطقة.
وذكر الوزير أن الاستثمارات الكبيرة تحتاج إلى رأس مال كبير، وربما لدى أصحابها تخوف مبدئي من إقامتها في المنطقة، لكن هناك صناعات صغيرة تحتاج لأيدي عاملة ومواد أولية منتجة محليًا، ومن الممكن إقامتها في المنطقة.
ويعتمد نجاح المؤتمر بحسب الوزير، على العمل ضمن فريق واحد مع جميع الجهات المالية في مناطق الشمال السوري، بالإضافة إلى وجود هيئة علمية للمؤتمر تضم أساتذة ودكاترة موجودين في دول مثل أمريكا وكندا ودول أوروبا والدول العربية، ومنهم غير سوريين.
وقال المهندس علي حلاق، إن نقاط قوة المؤتمر تتمثل بوجود أوراق بحثية لأكاديميين، ومعرض لإظهار الصناعات المحلية، وفتح باب الحديث عن قصص نجاح في قطاع الاستثمار بالمنطقة.
معوقات الاستثمار
في 13 من أيلول 2022، زار وفد من المستثمرين العرب والسوريين مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، عددهم نحو 15 شخصًا، وهم مستثمرون بعدد من المجالات، من بينها التعليمية، ولا يملكون استثمارات شمال غربي سوريا.
وجرى الحديث مع الوفد حينها عن المشاريع ذات الكثافة العمالية (اليد العاملة)، والتي تعتمد على المواد الأولية المتوفرة في المنطقة، وعن العقبات أمام الاستثمار ووعود بتذليلها بالتعاون مع الخبراء وعدة جهات.
وعن الصعوبات أمام إقامة مشاريع استثمارية في المنطقة قال المصري، إن المعوقات في غالبيتها خارجة عن إرادة الجهات المحلية، نتيجة عدم الاعتراف بالوثائق الرسمية الصادرة عن مؤسساتها، كون الاعتراف بهذه المؤسسات سياسي وليس قانوني، كشهادة المنشأ والفواتير وغيرها.
وأضاف المصري، أن هناك صعوبة في التسويق، وهو أمر مرتبط بموضوع الاعتراف السياسي، إضافة لعدم وجود بنك له تواصلات دولية، لأن التاجر الذي يستثمر في الشمال السوري يحتاج إلى مؤسسات مالية من أجل تحويل الأموال، كذلك هناك شكاوى من ارتفاع سعر الكهرباء، وتخوف من عدم الاستقرار الأمني في المنطقة.
وأشار المصري إلى أن هذه المعوقات سيتم التطرق لها في المؤتمر، مع وجود محفزات لهم بانخفاض الضرائب، ومحاولة تذليل العقبات أمامهم.
وشهدت مناطق شمال غرب سوريا تشييد خمس مدن صناعية شمالي حلب وواحدة في إدلب، في تطور ملحوظ في الواقع الاستثماري في المنطقة، رغم تردي الأوضاع الاقتصادية، وقلة فرص العمل.
اقرأ أيضًا: مناطق صناعية ترسم اقتصاد ريف حلب