أمريكا: وجهنا رسالة “ردع” لإيران عقب استهداف قواعد بسوريا والعراق
قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل، إن بلاده وجهت رسالة “ردع عالية ومباشرة” لإيران بشأن استعدادها لحماية أفرادها ومصالحها بقوة.
وذكر باتيل خلال إحاطة صحفية أمس، الثلاثاء 7 من تشرين الأول، أن واشنطن ستتخذ أي خطوات ممكنة لحماية موظفيها ومصالحها في المنطقة، إلى جانب أنها كانت واضحة لدول المنطقة فيما يتعلق بحرصها على ضمان حل “الصراع” القائم بالمنطقة، في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأضاف خلال إجابته على أسئلة الصحفيين، أن هذه الهجمات ذات أهمية بالنسبة لواشنطن، وهي إحدى الجوانب التي أثارتها بلاده مباشرة مع الحكومة العراقية، إذ وصف رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني هذه الهجمات بأنها غير مقبولة.
وأشار باتيل إلى أن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع الحكومة العراقية لاتخاذ خطوات بهدف محاسبة المسؤولين عن الهجمات.
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جون كيربي، اتهم “الحرس الثوري الإيراني” بالوقوف وراء هجمات تطال مواقع أمريكية في سوريا والعراق.
وأضاف خلال إحاطة صحفية، “نحن نعلم أن هذه الجماعات مدعومة من (الحرس الثوري الإيراني) ونظامه، ونعلم أن إيران تراقب هذه الأحداث عن كثب، وفي بعض الحالات، تعمل بنشاط على تسهيل هذه الهجمات وتحفيز الآخرين الذين يرغبون في استغلال الصراع لمصلحتهم”.
وتصاعدت الهجمات على قواعد امريكية في العراق وسوريا بعد 7 من تشرين الأول الماضي، عندما شنت “كتائب القسام”، الذراع العسكرية لـ”حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) عملية عسكرية حملت اسم “طوفان الأقصى”، استهدفت خلالها بهجوم جوي وبري وعبر الصواريخ، المستوطنات المحاذية لقطاع غزة أو ما يعرف باسم “غلاف غزة” جنوبي فلسطين.
وردت إسرائيل على العملية بإعلان هجوم حمل اسم “السيوف الحديدة” تزامن مع قصف مكثف ومتواصل على قطاع غزة ثم تحول لاجتياح بري لم تعرف نتائجه حتى اليوم، في حين خلّف القصف أكثر من عشرة آلاف قتيل بحسب وزارة الصحة الفلسطينية العاملة في القطاع.
إيران ترد
قال سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إرافاني، إن بلاده لم تشارك قط في أي عمل أو هجوم ضد القوات الأمريكية في سوريا والعراق.
وجاءت التصريحات التي أدلى بها مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، ردًا على رسالة كتبتها الولايات المتحدة إلى مجلس الأمن، تتهم فيها إيران بالعمل ضد قواتها في سوريا والعراق، بحسب ما نقلته وكالة “مهر” الإيرانية.
إرافاني، وجه رسالة للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، جاء فيها أن الولايات المتحدة تحاول “إضفاء الشرعية على أعمالها العسكرية غير القانونية في سوريا”، وأن الادعاءات بأن إيران تشارك بهجمات على قواعد أمريكية في سوريا والعراق لا أساس لها من الصحة، وتهدف لـ”تبرير انتهاك الولايات المتحدة المستمر للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة في سوريا”.
وسبق أن نفى وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أن تكون طهران مسؤولة عن هذه الهجمات.
اقرأ أيضًا: لماذا لا ترد أمريكا على ضربات إيران في سوريا والعراق
وفي 13 من تشرين الأول الماضي، بعد مرور نحو أسبوع على بداية المواجهات في غلاف غزة الفلسطينية، نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية معلومات عن أن الفصائل العراقية تلقت رسائل متواترة من الإيرانيين، أفادت أغلبيتها بأن التدخل المباشر في الحرب يحتاج إلى ظرف آخر، وقد يحدث هذا الظرف قريبًا “بالاعتماد على اتساع رقعة الحرب ومشاركة أطراف أكثر”.
وأضافت أن اتصالات أجريت بالفعل بين قادة فصائل فلسطينية والعراقيين لمناقشة الأوضاع في قطاع غزة، أعلن زعيم “عصائب أهل الحق” (ميليشيات شيعية مقربة من إيران)، قيس الخزعلي، عن واحدة منها، كانت مع رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية.
وبحسب المعلومات، التي قالت “الشرق الأوسط” إنها تأكدت منها عبر ثلاثة أعضاء من الإطار التنسيقي العراقي (تجمع لأحزاب شيعية تتولى مفاصل الحكم في العراق)، فإن “المقاومة الفلسطينية لن تترك وحيدة، وإن لطهران “خطة مدروسة لهذه الحرب”، فيما استخدم كثيرون داخل التحالف هذه الأيام عبارة “المواجهة المفتوحة جغرافيًا”، لوصف رد فعل الفصائل الموالية لإيران بشأن المعارك في غزة.
وفي 9 من تشرين الأول الماضي، هدد السياسي العراقي هادي العامري، زعيم منظمة “بدر” السياسية والعسكرية المقربة من إيران، الأمريكان بقوله، “إذا تدخلوا (في التصعيد بفلسطين) فسوف نتدخل، وسنعتبر كل الأهداف الأمريكية مشروعة”.
وتضم منظمة “بدر” جزءًا من قوات “الحشد الشعبي” العراقي، وهي منظمة عسكرية شبه حكومية تضم العديد من الفصائل المدعومة من إيران، بحسب وكالة “رويترز“.
هجمات مستمرة
عقب التصريحات التي أطلقها نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، نفذت جهات تتهم بالتبعية لإيران هجمات على القواعد العسكرية نفسها، أمس الثلاثاء 7 من تشرين الثاني، وطالت موقع في سوريا والعراق.
وقالت “المقاومة الإسلامية في العراق” عبر معرّفها الرسمي في “تيلجرام” عبر سلسلة بيانات، إنها استهدفت قاعدة “حرير” الأمريكية شمالي العراق، بطائرتين مسيرتين، تبعها إستهداف مماثل لقاعدة أمريكية في مطار “أربيل”، دون معلومات عن حجم الأضرار.
ولم يمض على الاستهدافين سوى ساعة واحدة، حتى أعلنت الجهة نفسها استهداف القاعدة الأمريكيية في “القرية الخضراء” شرقي دير الزور عبر طائرات مسيّرة.
تبع ذلك هجوم رابع استهدف القاعدة الأمريكية في “حقل غاز كونيكو” شمال شرقي دير الزور برشقة صاروخية.
ولم تعلن الولايات المتحدة عن الأضرار الناجمة عن الاستهدافات حتى لحظة تحرير هذا الخبر.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :