حالات تسمم بسبب تلوث المياه في حي الهلالية بالقامشلي

سُجلت في حي الهلالية بمدينة القامشلي شمال شرقي سوريا حيث تسيطر “الإدارة الذاتية” (المظلة السياسية لـ”قوات سوريا الديمقراطية” قسد) حالات تسمم بمياه الشرب.

وقالت إذاعة “آرتا إف إم” المحلية، إن تلوث مياه الشرب بمياه الصرف الصحي في الحي تسبب بحالات إقياء وإسهال، ما دفع العائلات للامتناع عن استخدام مياه الشبكة حتى اليوم، الثلاثاء 7 من تشرين الثاني.

شفان حسو، من سكان حي الهلالية، قال لعنب بلدي، إن تسرب مياه الصرف الصحي إلى شبكة مياه الشرب في الحي تسبب في تسجيل حالات إقياء وإسهال بين الأهالي، وبخاصة بين الأطفال الذين أسعف بعضهم إلى مستشفيات المنطقة.

التسرب وقع منذ عدة أيام، بحسب ما أفاد مراسل عنب بلدي في القامشلي، وأثارت الرائحة الكريهة لمياه الشرب الشكوك بين الأهالي في الحي.

عطل تم إصلاحه

إلهام صوري من سكان حي الهلالية، قالت لعنب بلدي، إن ابنها تلقى العلاج في مستشفى “السلام” الخاص بالقامشلي بعد أن أدخل له نتيجة تعرضه للتسمم قبل يومين، ولم تكن تعرف حينها أن الالتهاب الذي أصابه ناتج عن تلوث المياه.

وأضافت أن حرارة ابنها، البالغ من العمر سبع سنوات، ارتفعت قبل يومين وبدت عليه آثار المرض إذ أصيب بإسهال شديد، ما دفعها لنقله إلى المستشفى في حالة إسعاف، وطلب الطبيب المشرف حينها عدة تحاليل أثبتت أن ابنها أصيب بحالة تسمم والتهاب معوي بسبب تلوث مياه الشرب.

سهيلة حاج ربيع، من سكان الحي نفسه، قالت لعنب بلدي إنها فضلت تجنب مياه الشرب القادمة عبر مؤسسات “الإدارة الذاتية” بسبب الحديث المنتشر عن تلوث المياه في المنطقة، رغم أنها لم تعانِ من حالة مرضية بسببها، وفضلت الانتقال مؤقتًا لمنزل عائلتها في حي الاشورية بالحسكة ريثما تُحل مشكلة المياه.

إداري في مديرية المياه بمدينة القامشلي تحفظ على ذكر اسمه كونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، قال إن سبب المشكلة في حي الهلالية هو احتقان في أنابيب الصرف الصحي مع وجود كسر فرعي في شبكة المياه.

وأضاف أن مديرية المياه أبلغت عن طريق “الكومين” (مختار الحي) وأهالي المنطقة بحالة تلوث للمياه، ولم تتمكن المديرية من التحقق من حالة التلوث بناء على نتيجة تحليل المياه مخبريًا، وارتفعت الشكاوى من قبل الأهالي في الساعات اللاحقة.

وبعد إجراء تحليل ثانٍ وتحديد أسباب التلوث، اكتشفت مديرية المياه أن أحد أنابيب المياه مكسور وبدأت بإصلاحه، بينما توجه مكتب الصرف الصحي بالقامشلي لتنظيف خطوط الصرف.

وبحسب الإداري فإن مياه الشرب تمر اليوم بعملية التعقيم عن طريق الكلور، وستكون جاهزة للشرب خلال اليومين المقبلين كأقصى حد.

انعدام الأمن المائي يهدد بالنزوح

في تقرير أصدرته منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة“، الاثنين، قالت إن سكان مناطق النزاع يتعرضون لتأثيرات مضاعفة بحال حصول اختلال في النظم الخدمية العامة وضعف في أداء الدولة.

وتهدد أزمة المياه في المنطقة السكان بالنزوح بحسب التقرير.

وبالإضافة إلى محدودية وصولهم إلى طيف واسع من الخدمات الأساسية، يصبح السكان أكثر عرضة للافتقار إلى المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي، بسبب تضرر البنية التحتية أو استهدافها أو نتيجة لاستخدام المياه كسلاح من قبل الأطراف المتنازعة.

وأضافت أنه في شمال شرقي سوريا، يعاني السكان من مثل هذه الحالات المتكررة في منطقة تعيش ظروفًا “هشة واستثنائية” من حيث قلة المياه ومشكلات الصرف الصحي والنظافة العامة، إذ تشهد المنطقة تدهورًا في توفر المياه لأسباب طبيعية، بالإضافة إلى تلك المرتبطة بالصراع.

وتسود المنطقة أزمة مياه حادة بسبب الجفاف الناجم عن تغيرات المناخ، وانخفاض منسوب تدفق نهر الفرات، والتناقص المزمن في مستويات المياه الجوفية، بالإضافة الى الاستخدام الممنهج لمياه محطة علوك كسلاح في النزاع الجاري.

اقرأ أيضًا: الحسكة “منكوبة”.. أزمة مياه تخنق الأهالي شمال شرقي سوريا

وكانت مديرية المياه في الحسكة أعلنت مطلع تموز الماضي، أن المحافظة وتل تمر وقراهما ومخيمي “واشوكاني” و”رأس العين” مناطق “منكوبة” تكاد تنعدم الحياة فيها بسبب أزمة المياه.

شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في الحسكة ريتا أحمد.