دعت “اللجنة المركزية” في ريف درعا الغربي، ممثلين عن مجموعات عسكرية محلية في محافظة درعا، لاجتماع بهدف تحقيق التنسيق فيما بينها لعدة أهداف، أبرزها تنسيق الجهود لـ”مكافحة التطرف” و”مكافحة الفساد”، ومتابعة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم لضمان الأمن والاستقرار في المحافظة.
وأفاد مراسلا عنب بلدي في درعا أن الاجتماع، الذي عقد السبت 4 من تشرين الثاني، حضره ممثلون عن فصائل محلية منها معارض للنظام، وأخرى تتبع لـ”الأمن العسكري”، إضافة إلى “لجان مركزية” من درعا البلد، وأرياف المحافظة.
ورصد مراسل عنب بلدي غربي درعا رتلًا عسكريًا يتبع لـ”اللواء الثامن” المشكل من قبل روسيا عام 2018، وآخر يتبع للقيادي عماد أبو زريق التابع لـ”الأمن العسكري” أيضًا دخلا مدينة طفس لحضور الاجتماع في جامع “التقوى” إلى جانب فصائل اللجنة المركزية في الريف الغربي ووفد من درعا البلد.
واعتذر وفد منطقة الجيدور (تضم مجموعة قرى أبرزها جايم وانخل) بسبب الأوضاع الأمنية فيها، إذ أدى خلاف عشائري في المنطقة لمقتل ستة أشخاص في اليوم نفسه.
قيادي في مجموعة عسكرية محلية بريف درعا الغربي، كان حاضرًا للاجتماع، قال لعنب بلدي إن الفصائل نشرت عشرات الحواجز في محيط مدينة طفس لتأمين المنطقة تزامنًا مع الدعوة للاجتماع.
وأضاف أن الحديث تمحور حول توحيد الجهود في محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” ومن يتستر على خلاياه ومقاتليه، وإيجاد حلول لتجارة المخدرات، والعمل على الحد من عمليات السطو والسرقة المنتشرة بالمنطقة.
وأضاف أن هناك تشكيلًا عسكريًا جديدًا جرى الحديث عنه تحت مسمى “درع حوران” سيشكل مستقبلًا، وتوقع الحديث عنه خلال اجتماع منفصل لقيادة عسكرية للمنطقة تنسق فيما بينها.
ما قصة “درع حوران”
في 24 من حزيران 2020، وخلال كلمة ألقاها في خيمة عزاء لقتلى يتبعون لـ”الفيلق الثامن” الذي شكلته روسيا لعناصر “التسوية” في سوريا، قال قائد “اللواء الثامن” وأحد أبرز وجوه المعارضة العسكرية (سابقًا) في درعا، أحمد العودة، إنه يخطط لتشكيل فصيل عسكري يحمل اسم “درع حوران” لتوحيد جهود المحافظة.
وقال العودة، “قريبًا ستكون حوران جسد واحد وجسم واحد وجيش واحد، وهذا التشكيل لن يكون لحماية حوران فقط، إنما الأداة الأقوى لحماية سوريا”.
وفي تقرير سابق أعدته عنب بلدي حول التشكيل الذي لم يبصر النور حينها، قال مصدر عسكري في الفصائل المحلية، إن تشكيلًا يتألف من هيئة وقيادة مركزية تمثل المنطقة الغربية والشرقية ودرعا البلد، يُنتظر تشكيله.
وأضاف أن ثلاثة قادة سيكونون على رأس التشكيل، وكل قائد سيختار معه معاونين، إضافة إلى تمثيل منطقة الجيدور.
توتر أمني في درعا
يتفاوت التوتر الأمني في محافظة درعا بين اليوم والآخر، لكنه مستمر لم ينقطع منذ سيطر النظام السوري على المحافظة جنوبي سوريا في تموز 2018، يتجلى بعمليات استهداف واغتيال شبه يومية تشهدها المحافظة.
ويضاف إلى ذلك حالات الاقتتال العشائري والعائلي بين الحين والآخر.
ويعتبر انتشار خلايا من تنظيم “الدولة الإسلامية” سببًا يدفع قوات النظام إلى تنفيذ حملات أمنية وعسكرية في بعض المناطق لملاحقو هذه الخلايا، دائمًا ما تصتدم بالفصائل المحلية الرافضة لدخول النظام لقرى وبلدات من المحافظة.
وعلى مدار السنوات الماضية تحولت المنطقة الجنوبية من سوريا إلى منصة تهريب للمخدرات نحو الأردن، إضافة إلى انتشار تجارة المواد المخدرة داخليًا.