موسم قطاف مبكر جراء القصف
تقديرات بإنتاج 115 ألف طن زيتون و22 ألف طن زيت بإدلب
إدلب – شمس الدين مطعون
بدأ مزارعون في مناطق عدة ضمن محافظة إدلب شمالي سوريا بجني محصول الزيتون لهذا العام مبكرًا، لا سيما بعد حملة التصعيد التي شنتها قوات النظام السوري على المنطقة، وأدت إلى موجة نزوح هربًا من القصف، وألحقت أضرارًا ببعض الأشجار.
ويتم عادة جني محصول الزيتون منتصف شهر تشرين الأول، أو بعد هطول “مطرتين” (أن ينزل المطر مرتين متتاليتين)، وهو ما يجعل الثما0ر بجودة أفضل، لاسيما أن معظم المحاصيل تعتمد على الري البعلي، إلا أن بعض المزارعين لم ينتظروا هطول الأمطار، وعملوا على قطاف ثمار الزيتون مطلع تشرين الأول الماضي، ما أسهم في خسائر لبعض المزارعين وتسبب بتراجع كمية المحصول.
محصول قليل بدل الخسارة
“الكحل أفضل من العمى، ومحصول قليل أفضل من خسارة كاملة”، بهذه الكلمات وصف حسن خاروف حال مزارعي المنطقة، إذ أنهى جني محصوله من الزيتون منذ بضعة أيام.
بدأ حسن خاروف، وهو مزارع من مدينة سرمين شرقي إدلب، منذ مطلع الشهر الماضي، بقطاف أشجار الزيتون التي تقع على مقربة من بلدة النيرب، حيث تتعرض المنطقة لقصف متكرر من قبل قوات النظام.
وقال المزارع لعنب بلدي، إنه استغل فترة التهدئة التي تبعت التصعيد الأخير لجني محصوله من الزيتون رغم ضعف الحمولة، التي من الممكن أن تتحسن بعد هطول الأمطار، أو سقايته يدويًا.
وأوضح حسن أن القصف بقي مستمرًا على المدينة ولكن بشكل متقطع، وهو ما شكّل هاجسًا أكبر من عودة التصعيد والنزوح عن المدينة، وبالتالي خسارة المحصول بشكل كامل.
وأشار المزارع إلى أن كل 100 كيلو زيتون تنتج حوالي 25 إلى 30 كيلوغرامًا من الزيت عندما يحين موعد القطاف، بينما تتراجع الكمية في الوقت الحالي بسبب عدم اكتمال نضوج الثمار، إضافة إلى تراجع كمياتها.
خوفًا من السرقة
الشاب يحيى عباس، من بلدة كللي بريف إدلب، انتهى من قطاف محصوله الخاص من الزيتون لهذا العام، والبالغ حوالي 35 شجرة، ويقع على أطراف البلدة.
وقال يحيى لعنب بلدي، إن عائلته قررت قطاف الزيتون عقب ظهور الثمار، دون الانتظار إلى أن تمتلئ بالزيت بشكل جيد، لافتًا إلى أنهم وجدوا بعض الأشجار بلا ثمارها، أي أنها قد تعرضت للسرقة قبل نضوجها الصحيح.
ورغم أن ذلك يضر بإنتاج المحصول، فإنه بات ضرورة ملحة، كما قال يحيى، خوفًا عليه من السرقة، نظرًا إلى انتشار عشرات المخيمات العشوائية، كما يلحق بعض الضرر أحيانًا بأشجار الزيتون من جراء انتشار رعاة الأغنام بمحيط المنطقة.
وأوضح الشاب أن جني الثمار قبل هطول الأمطار يجعل الأمر صعبًا، إذ تكون الأغصان جافة وحبات الزيتون لا تتساقط بسهولة، وهو ما يشكل عوائق إضافية لعمال القطاف، كما أنه لا يجمع كميات زيتون وفيرة.
الجودة متأثرة
الخبير الزراعي عبد الوهاب العلي، قال لعنب بلدي، إن موسم قطاف الزيتون يبدأ بعد هطول الأمطار بكمية كافية للري، لأن أغلب بساتين الزيتون بعلية وبحاجة إلى مياه الأمطار قبل القطاف.
وبحسب العلي، فإن حمولة شجرة الزيتون تتراوح بين 20 و50 كيلوغرامًا بشكل متوسط، ويختلف الإنتاج بحسب عمر الشجرة، وعمليات الخدمة والظروف الجوية، وموعد القطاف، كما تتأثر جودة الزيت بحسب الصنف والتربة، وعمليات الخدمة كالفلاحة، والتسميد، والري.
وأوضح أنه في حال القطاف المبكر تكون جودة الزيت عالية من حيث الخواص الكيماوية، ولكن كمية الزيت أقل، أما في حال التأخير بعملية القطاف فتنخفض الخواص الكيماوية للزيت وتزداد كميته، بينما في موعد القطاف بالوقت المناسب دون تبكير أو تأخير، فيمكن الحصول على زيت بجودة عالية وكمية مناسبة.
880 ألف شجرة في إدلب
قدّرت المديرية العامة للزراعة التابعة لحكومة “الإنقاذ” العاملة في إدلب عدد أشجار الزيتون بنحو 880 ألف شجرة.
المدير العام لمديرية الزراعة، تمام الحمود، قال لعنب بلدي، إن الإنتاج المتوقع لهذا العام يبلغ 115 ألف طن، في حين تُقدّر حاجة السوق منها بـ13 ألف طن للتخليل، والباقي للعصر.
ومن المتوقع أن يصل إنتاج زيت الزيتون إلى 22 ألف طن، وسط توقعات بأن تعادل حاجة المنطقة من المادة 13 ألفًا و500 طن.
وبحسب الحمود، فإن أصناف الأشجار المزروعة في مناطق الشمال السوري من الأنواع ذات الجودة العالية والإنتاج الجيد، كما أن إنتاج هذا العام سيكون ذا جودة مرتفعة، نظرًا إلى عدم إصابة الموسم بالأمراض كذبابة ثمار الزيتون، بسبب ارتفاع درجات الحرارة صيفًا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :