الحسكة – ريتا أحمد
يواجه مسافرون في مدينة القامشلي شرقي محافظة الحسكة صعوبات في التنقل، بسبب ارتفاع أسعار تذاكر الحافلات الخاصة من المحافظة إلى مدينة دمشق.
وتتمثل الصعوبات بارتفاع في تكاليف تذاكر السفر برًا وجوًا، واختلافها بين شركة وأخرى، ما يعوق حركة الطلاب والمرضى، خاصة الذين يحتاجون إلى السفر إلى دمشق بشكل مستمر.
وبعد رفع “الإدارة الذاتية” العاملة في المنطقة سعر المحروقات قبل شهرين، ارتفع سعر تذكرة الحافلة العادية من 40 ألفًا إلى 85 ألف ليرة سورية، وسعر التذكرة “رجال أعمال” من 50 ألفًا إلى 120 ألفًا.
هديل العمر، طالبة طب في دمشق، قالت لعنب بلدي، إن تذكرة السفر بالحافلة (البولمان) تبلغ 85 ألف ليرة سورية للحجز العادي، بينما يبلغ سعرها في حافلة “رجال الأعمال” 120 ألف ليرة سورية، لافتة إلى أن السعر يختلف بين شركة وأخرى.
وذكرت هديل أن السعر مرتفع مقارنة بالوضع المعيشي والدخل، الأمر الذي يدفعها إلى زيارة عائلتها مرة واحدة خلال فصل الدراسة، أو حتى تأجيلها لنهاية العام الدراسي.
من جهته، محمود فايز (45 عامًا)، يقيم في بلدة معبدة، ويحتاج إلى الانتقال إلى مستشفيات دمشق كل 20 يومًا لتلقي العلاج، بعد تشخيص إصابته بمرض السرطان منذ نحو ستة أشهر.
وقال محمود لعنب بلدي، إنه في كل مرة يجد نفسه مضطرًا لدفع مبالغ تفوق قدرته المالية، لأن تكلفة السفر من مدينة القامشلي إلى دمشق تفوق مليون ليرة سورية بواسطة الطيران، لأنه لا يتحمل عناء السفر برًا لطول الوقت الذي يتجاوز 18 ساعة.
وذكر أنه لولا وجود أقرباء له خارج سوريا يساعدونه في مصاريف السفر والعلاج لكانت حالته سيئة جدًا.
محروقات وصيانة
موظف في شركة نقل خاصة بمدينة القامشلي قال، إن رفع أسعار تذاكر “البولمان” ضروري لضمان استمرار الخدمة، نتيجة لارتفاع أسعار الوقود بنسبة 300% الذي فرضته “الإدارة الذاتية” على الشركات السياحية بما فيها شركات النقل الخاصة.
وأضاف لعنب بلدي أن المخصصات من المحروقات لا تكفي لتسيير رحلة من القامشلي إلى دمشق بشكل كامل، والأمر لا يقتصر فقط على ارتفاع أسعار المحروقات، وإنما صيانة “البولمان” باتت مكلفة وبالدولار، وهذا الأمر يكبد الشركة تكاليف باهظة.
ورفعت “الإدارة الذاتية” أسعار المحروقات منتصف أيلول الماضي بنسبة 300% تقريبًا، إذ ارتفع سعر ليتر المازوت “الحر” من 1700 إلى 4600 ليرة.
مسؤولة “الرئاسة المشتركة للإدارة العامة للمحروقات في شمال شرقي سوريا”، عبير محمد خالد، علقت على القضية بقولها، إن ارتفاع سعر مادة المازوت شمل كل المنشآت الصناعية، والسيارات السياحية، والمستشفيات الخاصة والشركات الخاصة، ومؤسسات “الإدارة الذاتية” المدنية والعسكرية.
ويبلغ سعر صرف الدولار الأمريكي الواحد 14300 ليرة سورية، وقت تحرير هذا التقرير، بحسب موقع “الليرة اليوم” المختص بمراقبة سعر صرف العملات.
خيار الجو رفاهية
يعد خيار السفر الجوي أمرًا شبه مستحيل ورفاهية، مع تراجع الخيارات أمام المدنيين، فطائرة “اليوشن” لم تعد خيارًا متاحًا، وأصبح استخدامها مقتصرًا على القطاع العسكري فقط.
وبالنسبة لـ”الشركة السورية للطيران”، فإن الحجز يكون عادة عبر وسيط، وتبلغ تكلفة التذكرة العادية نحو 600 ألف ليرة سورية، بينما يتجاوز ثمن تذكرة شركة “أجنحة الشام” 850 ألف ليرة.
وتعد أسعار التذاكر مرتفعة مقارنة بالوضع المعيشي والاقتصادي، رغم رفع “الإدارة الذاتية” رواتب موظفيها بنسبة 100%، في آب الماضي.
وارتفعت رواتب الموظفين من 520 ألف ليرة سورية كحد أدنى إلى مليون و40 ألف ليرة سورية، وبلغ الحد الأدنى في الجامعات ثلاثة ملايين و90 ألف ليرة، بعد أن كان مليونًا و545 ألف ليرة سورية.
وارتفعت المبالغ المخصصة لـ”طلاب المناطق المنكوبة” من 250 ألفًا إلى 500 ألف ليرة سورية، و”عوائل الشهداء” من 225 ألفًا إلى 450 ألف ليرة سورية كحد أدنى.
أما قوات الأمن التابعة لـ”الإدارة الذاتية” فارتفعت رواتبها من 620 ألف ليرة سورية إلى مليون و240 ألف ليرة كحد أدنى.