رصدت المخابرات الأمريكية عملية تزويد جماعة “حزب الله” اللبنانية بنظام دفاع صاروخي روسي الصنع، بواسطة مجموعة “فاغنر” التي تعمل في سوريا.
ونقلت قناة “CNN” الأمريكية، مساء الخميس 2 من تشرين الثاني، عن مصدرين مطلعين على المعلومات الاستخبارية، أن مجموعة “فاغنر” التي تعمل في سوريا كُلفت بتسليم نظام الصواريخ أرض- جو “SA-22″، دون تأكيد فيما إذا كان قد تم تسليمه أو مدى قربه من التسليم.
وأوضحت المصادر أن نظام الدفاع الصاروخي قدمته روسيا سابقًا للنظام السوري.
وقال أحد المصادر، إن الولايات المتحدة كانت تراقب حركة نظام الدفاع الروسي المعروف أيضًا باسم “بانتسير”، فيما قال المصدر الآخر، إن التقييم الأمريكي استند جزئيًا إلى معلومات استخباراتية تم الحصول عليها من المناقشات بين رئيس النظام السوري بشار الأسد و”فاغنر” و”حزب الله” حول تسليم النظام الدفاعي.
صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلت أمس أيضًا عن مصادر استخباراتية، أن شركة “فاغنر” قد توفر نظامًا دفاعيًا روسيًا لـ”حزب الله”، دون الإفصاح عن أي دور الأسد في تسليم هذا النظام.
وتأتي احتمالية حصول “حزب الله” على نظام دفاع جوي وسط مخاوف غربية من فتح جبهة جديدة على الحدود الشمالية في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقد حذرت الولايات المتحدة بشكل مكرر “حزب الله” والجماعات الأخرى المدعومة من إيران بعدم التدخل، ونشرت حاملات طائرات وقوات في المنطقة لمحاولة الردع ضد أي تصعيد محتمل.
استهدفت إسرائيل سابقًا هذه الأنظمة الصاروخية داخل سوريا، كجزء من عملية “حرب بين الحروب” التي تسمي إسرائيل هجماتها على المواقع الإيرانية في سوريا.
ما دور روسيا
ليس من الواضح مدى تأثير روسيا على قرار توفير نظام الدفاع الصاروخي لـ”حزب الله”، بحسب القناة الأمريكية، ومع ذلك، استضافت روسيا قادة “حماس” في موسكو في 26 من تشرين الأول الماضي، مما أثار غضب الحكومة الإسرائيلية.
ومنذ وفاة زعيم “فاغنر” يفغيني بريغوزين في آب الماضي، حاول “الكرملين” الاستحواذ على أعضاء وأصول “فاغنر”، بما في ذلك الموجودين في سوريا.
تعتقد المخابرات الأمريكية أن إيران ووكلائها لا يصعدون من ردهم على التدخل العسكري الإسرائيلي في غزة، لتجنب الصراع المباشر مع إسرائيل أو الولايات المتحدة.
كما تعتقد أمريكا، أن إيران لا تحتفظ بسيطرة كاملة على الجماعات الوكيلة، لا سيما على “حزب الله”، لكن المسؤولين الأمريكيين يشعرون بقلق من أن السياسة الداخلية للحزب قد تدفعه إلى تصعيد التوترات المتصاعدة.
ومن المقرر أن يلقي الأمين العام لـ “حزب الله” حسن نصر الله، خطابًا اليوم الجمعة، سيراقب فيه مسؤولو المخابرات الأمريكية أي إشارات حول نوايا الحزب، وفق القناة الأمريكية.
قال “معهد دراسات الحرب” الأمريكي، إن “الحرس الثوري” الإيراني بدأ في 28 من أيلول الماضي إعادة ملء مواقع كانت تسيطر عليها مجموعة “فاغنر” سابقًا في السخنة بريف حمص الشرقي وسط سوريا.
وذكر المعهد في 4 من تشرين الأول الماضي، أن عملية إعادة ملء المواقع تأتي لدعم “الجهود الإيرانية لإقامة وجود دائم في سوريا”.
ولعبت قوات “فاغنر” دورًا بارزًا في حماية المصالح الروسية في سوريا، ومساندة قوات النظام في المعارك العسكرية لبسط سيطرته على أجزاء من البلاد، وحصلت بالمقابل على عقود استثمارية من النظام، وبالأخص في حقول النفط والغاز.
وسبق لوزارة الدفاع الروسية أن أصدرت تعليماتها لقوات “فاغنر” بمغادرة سوريا، أو الانضمام إلى القوات المسلحة الروسية بحلول 20 من أيلول الماضي، وفق “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.