جامعيو دمشق تحت ضغط المصاريف الشخصية والنقل وشراء المحاضرات
“الله يعين العالم”، تقول الطالبة الجامعية ريم، واصفة مدى معاناة الطلاب في تأمين مصاريفهم الشخصية والجامعية، إذ بدأت مؤخرًا عامها الدراسي الأول في “المعهد التقاني لإدارة الأعمال والتسويق” بدمشق.
ريم هي الفرد الأصغر ضمن عائلة نزحت من مخيم “السبينة“ إلى نهر عيشة في ريف دمشق مع بداية الثورة السورية عام 2011.
عملت في الصيف بأحد محال الملابس في منطقة الحمرا بدمشق، لمساعدة والدها مريض القلب والمعيل الوحيد للعائلة، والذي بات يعمل بجمع وبيع البلاستيك والألمنيوم بعد أن كان موظفًا في أحد المعامل التي أغلقت أبوابها منذ عشرة أعوام.
تكلفة يوم جامعي “عادي“
تسرد ريم يومها الجامعي الأول ابتداءً من المواصلات، وتحسب التكلفة اليومية ذهابًا وإيابًا من منزلها بريف دمشق إلى دمشق، حيث تقع الجامعة، وتعادل 4000 ليرة سورية، موزعة على 1000 ليرة للباص من نهر عيشة إلى البرامكة، و1000 أخرى من البرامكة إلى الجامعة في المزة.
“في حال لم أتناول شيئًا في المنزل قبل الخروج من البيت، ورغبت بتناول فطيرة ما، فإن سعر الفطيرة الواحدة يبلغ 3000 ليرة”، وتتابع “لو أردت الصحصحة بفنجان قهوة سأدفع 4000 ليرة”، مشيرة إلى أن الأسعار ربما تكون فوق قدرة البعض، ويعود ذلك للأوضاع المادية المتفاوتة بين الطلاب، وإن كان الغالبية من محدودي الدخل، على حد تعبيرها.
وأصدرت جامعة دمشق لائحة أسعار جديدة لعدد من المواد الأساسية المتوفرة في مقاصف الحرم الجامعي، 1 من تشرين الثاني.
وسألت عنب بلدي الطالبة عن مدى تطابق أسعار اللائحة مع الأسعار على أرض الواقع، لتجيب بأن الأسعار “متقاربة“ لكن بزيادة 500 ليرة على كل مادة، الأمر الذي ذكرته ريم من باب المصداقية لا الأهمية، فالـ500 ليرة “لا تشتري علكة“، بحسب قولها، لكن تراكم هذه المبالغ قد يشكل فرقًا بنسبة الأرباح لمالك المقصف.
تتقاسم ريم مع إحدى صديقاتها تكلفة باقة إنترنت، لتوفير المصاريف إذ إن الطالب الذي لا يحمل في هاتفه المحمول باقة إنترنت، منقطع عن العالم الخارجي حتى عودته إلى المنزل، إذ لا تتوفر شبكة إنترنت مفتوحة للطلبة في الجامعة.
ويبلغ سعر باقة الإنترنت “2 جيغا” للأجهزة الخلوية المحمولة 67 ألفًا و400 ليرة، بعد أن كانت ريم تشتريها بـ 30 ألف ليرة، الأمر الذي دفعها لاستبعاد الإنترنت من قائمة مشترياتها الشهرية “حتى إشعار آخر“.
ورفعت “الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد” التعرفة الأساسية لخدمات الاتصالات الخلوية 25 و35% على ، و30% زيادة على تعرفة خدمات الاتصالات الثابتة والإنترنت ابتداءً من مطلع تشرين الثاني الحالي.
تكاليف المحاضرات
تبدأ المكتبات ببيع المحاضرات الدراسية مع بداية الدروس الجامعية، إذ يكتب طالب في الدفعة باتفاق مع المكتبة المحاضرات، وتتولى المكتبة أمر طباعتها.
وحسب اللائحة التي حددتها جامعة دمشق، يبلغ سعر طباعة الورقة الواحدة 150 ليرة للوجه الواحد، و 250 ليرة للطباعة على الوجهين، إلا أن الأسعار الحقيقية في المكاتب تتراوح بين 600 و 700 ليرة للورقة الواحدة، وفي حال انقطاع التيار الكهربائي “الشائع الحدوث”، يصل سعر طباعة الورقة إلى ألف ليرة، وذلك لانتقال المكتبة للعمل باستخدام المولدة الكهربائية، تقول ريم.
يبلغ سعر المحاضرة الواحدة 18 ألف ليرة، وبالنسبة لفرع ريم فإن تكلفة المحاضرات في الفصل الأول ستبلغ 126 ألف ليرة.
وبالنسبة للكتب الجامعية، يعتمد الطلاب على شراء الكتب المستعملة من طلاب الدفعات السابقة بنصف سعر الكتب الجديدة تقريبًا، وأمّنت ريم نسخة مستعملة من كتب الفصل الأول، وهي سبعة كتب، بمبلغ 80 ألف ليرة، في حين أن سعرها جديدة 126 ألف ليرة.
ويعتبر فرع “إدارة الأعمال” من الكليات النظرية التي لا تتطلب أدوات خارجية غير المحاضرات والكتب، أما في حال الكليات العملية ككلية العمارة، يختلف مصروف الطالب تمامًا، ويضاف إليه تكلفة الأقلام والأوراق والكرتون، وسائر الأدوات التي يحتاجها الطالب في عمله.
وبحساب بسيط لما يدفعه الطالب، يحتاج الجامعي في دمشق شهريًا حوالي 100 ألف ليرة للمواصلات، تعادل 8 دولارات أمريكية، ويختلف باختلاف مكان الإقامة والكلية، ومثلها أو ضعفها للمحاضرات والمصاريف الشخصية التي تنقص وتزيد أيضَا بحسب كل طالب.
في حين يبلغ الحد الأدنى للأجور في سوريا نحو 186 ألف ليرة (13.5 دولار تقريبًا)، والذي يغطي 1.9% فقط من وسطي تكاليف المعيشة للأسرة السورية.
وبحسب “مؤشر قاسيون لتكاليف المعيشة“، وصل وسطي تكاليف المعيشة لأسرة سورية مكوّنة من خمسة أفراد في نهاية شهر أيلول لهذا العام، تسعة ملايين و500 ألف ليرة سورية (حوالي 683 دولار).
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :