عادت الدوريات الروسية من جديد إلى الجنوب السوري بعد غياب استمر لأكثر من عام، إذ تجولت جنوبي القنيطرة بين بلدة المعلقة وغدير البستان بالقرب من سرية “الصفرة” التابعة لـ”اللواء 90″ التابعة للنظام جنوبي المحافظة.
وأفاد مراسل عنب بلدي في القنيطرة، أن دورية روسية خرجت أمس، الثلاثاء 31 من تشرين الأول، بجولة على مقربة من الحدود مع الأراضي المحتلة، وأجرى عناصرها جولة داخل سرية “الصفرة”.
وغابت الدوريات الروسية عن المنطقة بشكل فاعل منذ أكثر من عام، إذ أخلت الشرطة العسكرية الروسية نقطة “التلول الحمر” شمالي المحافظة منتصف 2021، ولم تعد للمنطقة منذ ذلك الحين، في حين عادت أمس الثلاثاء، وأجرت جولتين في المنطقة نفسها.
مراسل عنب بلدي أفاد أن الآليات العسكرية الروسية شوهدت للمرة الأخيرة مذ نحو ستة أشهر بمدينة “البعث” في مركز محافظة القنيطرة، وخان أرنبة شمالي المحافظة.
وتشهد المحافظة تحركات عسكرية خلال فترة الليل من قبل ميليشيات يرجح تبعيتها لإيران و”حزب الله” اللبناني، منذ مطلع تشرين الأول الماضي، بحسب المراسل.
وسبق أن استهدف مجهولون انطلاقًا من المنطقة نفسها مواقع إسرائيلية في الجولان المحتل، ردت إسرائيل عليها بقصف مواقع لقوات النظام، بحسب ما أعلنت رسميًا.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذه الاستهدافات، كما لم يتهم الاحتلال الإسرائيلي جهة معينة، بينما حمل مسؤولية الاستهدافات للنظام السوري.
وتكررت عمليات الاستهداف الإسرائيلي للجنوب السوري في محافظتي درعا والقنيطرة، ردًا على مصادر إطلاق نار خلال فترات زمنية غير منتظمة.
وفي 30 من تشرين الأول الماضي، قالت وزارة الدفاع بحكومة النظام السوري، إن قصفًا إسرائيليًا مصدره الجولان السوري المحتل طال موقعين لقواتها المسلحة في ريف درعا أسفر عن بعض الخسائر المادية.
وأضافت عبر منشور في “فيس بوك”، أن القصف وقع في ساعة مبكرة من فجر اليوم نفسه.
وفي 25 من الشهر نفسه، قالت الوزارة، إن قصفًا إسرائيليًا استهدف نقاطًا عسكرية في محافظة درعا جنوبي سوريا، أسفر عن مقتل ثمانية عسكريين وجرح سبعة آخرين، إلى جانب بعض الخسائر المادية.
واعترفت إسرائيل بمسؤوليتها عن القصف، مشيرة إلى أنه جاء ردًا على إطلاق الصواريخ من سوريا باتجاه أراضيها، إذ قال حساب الجيش الإسرائيلي عبر “إكس”، إن طائراته المقاتلة قصفت البنية التحتية العسكرية وقاذفات هاون تابعة للجيش السوري.
تغلغل إيران وتنظيم “الدولة”
أسهمت سيطرة النظام السوري بدعم روسي على الجنوب السوري بعودة تنظيم “الدولة الإسلامية” بشكل أخطر مما كان عليه قبل عام 2018.
وفتحت هذه السيطرة الباب على مصراعيه للتغلغل الإيراني جنوبي سوريا، والذي لطالما عارضه الأردن، وأبدت إسرائيل ردود فعل حوله، بحسب ما قاله باحثون وخبراء لعنب بلدي في تقرير سابق يتحدث عن الجنوب السوري بعد التسوية التي اتفقت عليها روسيا مع إسرائيل وأمريكا والأردن، لإعادة سيطرة النظام على المنطقة.
ولم تتخلَ روسيا عن كونها جزءًا أساسيًا من خطة سيطرة النظام على الجنوب السوري التي مضى على تنفيذها خمس سنوات، إذ تتجول بين الحين والآخر آليات عسكرية للجيش الروسي في المنطقة، لكنها لم تعد ذات حضور فاعل بالمنطقة منذ 2021.
اقرأ أيضًا: روسيا تخلف وراءها فراغًا أمنيًا جنوبي سوريا