أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عن نيتها نشر 300 جندي أمريكي إضافي في منطقة عمليات القيادة المركزية الأمريكية من الولايات المتحدة، بحسب ما قاله السكرتير الصحفي للوزارة العميد بات رايدر.
وبحسب مؤتمر صحفي عقده العميد بات رايدر أمس، الثلاثاء 31 من تشرين الأول، فإن هذه القوات ستوفر القدرات في مجال إبطال الذخائر المتفجرة، والاتصالات، ومهام الدعم الأخرى للقوات الموجودة بالفعل في المنطقة.
وأضاف أن هذه القوات لن تذهب إلى إسرائيل، مشيرًا إلى إنها تهدف لدعم جهود الردع الإقليمية ومواصلة تعزيز قدرات حماية القوات الأمريكية.
رايدر أكد أنه لن يناقش مواقع انتشار محددة لهذه القوات، لكنه أشار إلى إنها ستنتشر ضمن نطاق عمل القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم).
وتشمل مسؤولية القيادة المركزية للولايات المتحدة منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك مصر في إفريقيا وآسيا الوسطى وأجزاء من جنوب آسيا، بحسب ما ورد عبر موقعها الرسمي.
وتبدأ أولويات نشاط “سينتكوم” بردع إيران، ثم مكافحة “المنظمات المتطرفة العنيفة”، والتنافس الاستراتيجي، بحسب ما وفرته عبر موقعها الرسمي.
وفي إجابة على أسئلة صحفيين، قال رايدر إنه منذ الضربات الأمريكية على مواقع لميليشيات إيرانية في سوريا، في 26 من تشرين الأول الماضي، كانت هناك ستة هجمات إضافية على القواعد الأمريكية.
وأضاف أن “هجمات صغيرة النطاق”، ثلاثة في العراق، وثلاثة في سوريا، إذ بلغ إجمالي الهجمات التي تعرضت لها القواعد الأمريكية في سوريا والعراق 27 هجومًا، 16 في العراق و11 في سوريا.
وشدد السكرتير الصحفي لـ”البنتاجون” على أن القوات الأمريكية موجودة في سوريا والعراق لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” فقط، وهو ما تكرر مرارًا على لسان مسؤولين أمريكيين منذ مطلع العام الحالي.
رايدر قال إن هذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها هذه المجموعات “الوكيلة لإيران” القواعد الأمريكية لعدد كبير من الأسباب “المزعومة” المختلفة، لذا فإن هذا في حد ذاته ليس أمرًا غير معتاد، مشددًا على أن الولايات المتحدة ستفعل ما يتعين عليها القيام به لحماية قواتها.
وأضاف أن لدى الولايات المتحدة العلم بأن المجموعات التي تستهدف القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، تمول وتدرب وتُرعى من قبل الحكومة الإيرانية، محملًا الحكومة الإيرانية المسؤولية عن ذلك.
صباح اليوم الأربعاء، دوت انفجارات صارت معتادة في محيط قواعد أمريكية شرقي دير الزور، وأخرى شرقي محافظة الحسكة، بحسب ما أفاد مراسلا عنب بلدي في المحافظتين.
ورصد مراسل عنب بلدي في دير الزور تحليق طيران يتبع للتحالف الدولي في الأجواء عقب استهداف شهدته قاعدة “حقل العمر” شرقي المحافظة، إلى جانب صاروخ آخر سقط في بلدة الصور بالقرب من القاعدة دون معلومات عن أضرار.
وبينما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الاستهدافين حتى لحظة تحرير هذا الخبر، قالت “المقاومة الإسلامية في العراق”، إنها استهدفت قاعدة “التنف” التابعة للتحالف الدولي شرقي محافظة حمص.
ولم يعلن التحالف الدولي، أو أمريكا عن استهدافات طالت قواعدها في سوريا خلال الساعات الماضية.
نفي إيراني ورد أمريكي
في 28 من تشرين الأول الماضي، قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إنه لا ارتباط لبلاده مع الجماعات التي طالت القوات الأمريكية في سوريا، معتبرًا أن الميلشيات المنتشرة في المنطقة تتصرف من تلقاء نفسها ولم تتلف أي توجيهات من طهران.
وأضاف عبد اللهيان في مقابلة مصورة مع وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية، أن الجماعات المسلحة المعادية للولايات المتحدة لا تتلقى أي أوامر أو تعليمات من بلاده، لافتًا إلى أن الجانب الأمريكي يزعم أن هذه الأمور مرتبطة بإيران، ولكن هذه المجموعات “تقرر بنفسها، وبشكل مستقل”.
ونفى عبد اللهيان بحسب المقابلة التي ترجمتها عنب بلدي، إرسال بلاده أي قوات جديدة سواء إلى سوريا أو إلى أجزاء أخرى من المنطقة، مضيفًا أن قوات بلاده يقتصر عملها على مراقبة التطورات فقط، ووفقًا لمصالحهم الوطنية.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت، فجر الجمعة 27 من الشهر نفسه، عن أن طائرتين مقاتلتين أمريكيتين قصفتا منشآت للأسلحة والذخيرة تابعة لإيران في شمال شرقي سوريا، ردًا على الاستهدافات المتكررة لقواعدها في سوريا والعراق.
وعلق وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، على الهجمات التي وصفها بـ”الضربات الدقيقة” قائلًا إنها جاءت للدفاع عن النفس، وردًا على سلسلة من الهجمات المستمرة و”غير الناجحة” في معظمها ضد أفراد أمريكيين في العراق وسوريا من قبل الميليشيات المدعومة من إيران.