أكدت مديرة التواصل في “اللجنة السورية التركية المشتركة”، إناس النجار، لعنب بلدي استمرارية العمل بقرار رئاسة الهجرة التركية بتجديد “إذن السفر” للمرة الرابعة للاجئين السوريين الذين كانوا مقيمين في المناطق المتضررة من الزلزال.
وقالت إناس النجار لعنب بلدي، إن قرار تجديد “إذن السفر” الصادر سابقًا كان حتى إشعار آخر دون تحديد فترة زمنية، ويدل على فتح الباب أمام اللاجئين بشكل دائم.
تضارب في دوائر الهجرة
ويتداول أشخاص بعد انتهاء مدة “إذن السفر” للمرة الثالثة قبل أيام عن رفض بعض دوائر الهجرة التركية تجديده لهم، بحجة الانتظار فترة زمنية مدتها أسبوع حتى إصدار قرار جديد من العاصمة التركية أنقرة، يسمح بمنحهم إذنًا جديدًا.
عمر لاجئ سوري كان يقيم في ولاية هاتاي، قال لعنب بلدي، إنه ذهب، الاثنين 30 من تشرين الأول، إلى مركز دائرة الهجرة في مدينة اسطنبول بمنطقة أسنيورت، لكنه لم يستطيع الحصول على إذن جديد رغم انتهاء إذنه السابق.
وأضاف عمر (تحفظ على ذكر اسمه الكامل لأسباب أمنية) أن الموظفين العاملين على مدخل إدارة الهجرة في أسنيورت رفضوا إدخاله للمبنى الداخلي الذي تتم فيه المعاملات القانونية وعمليات التجديد، إذ أخبروه بالتعليمات من الباب الخارجي.
أفاد عمر بأنه سينتظر حتى الأسبوع المقبل ليحاول مرة أخرى استخراج الإذن في دائرة الهجرة التركية بأسنيورت.
وفي هذا السياق، أوضحت إناس نجار أنه لا يمكن أن يتوقف منح “إذن السفر” أمام اللاجئين، إلا بعد إصدار قرار من الحكومة التركية حول إلغاء منحه أو بيان ينص على ضرورة عودة اللاجئين إلى ولاياتهم التي يحملون بطاقات “الحماية المؤقتة” (الكملك) التابعة لها.
وترى النجار أن رفض تجديد الإذن الرابع لبعض اللاجئين السوريين من الممكن أن تكون له أسباب أخرى دون تحديدها، مشيرة إلى أنهم يستطيعون التواصل بشكل مباشر مع “اللجنة السورية التركية المشتركة” للنظر في سبب رفض إدارة الهجرة التركية التجديد لهم.
محمد القداح لاجئ سوري كان يقيم في ولاية هاتاي وجاء إلى اسطنبول بعد وقوع الزلزال في 6 من شباط الماضي، تحدث لعنب بلدي أنه حصل على “إذن سفر” للمرة الرابعة من مركز “سلطان بيلي” في القسم الآسيوي من اسطنبول، على عكس ما حدث مع عمر بالطلب منه الانتظار أسبوع حتى إصدار قرارات جديدة بشأن منح اللاجئين الإذن الرابع.
ويأتي رفض تجديد “إذن السفر” للاجئين السوريين في بعض دوائر الهجرة التركية في ظل الحملات الأمنية المكثفة التي تعمل عليها الحكومة التركية لمواجهة المهاجرين “غير الشرعيين”، ما يعرضهم لخطر الترحيل.
ويتعرض من لا يحمل “إذن السفر” من السوريين للتوقيف من قبل السلطات التركية بحجة أنه يملك بطاقة الحماية المؤقتة “كملك” صادرة عن ولاية مختلفة عن مكان إقامته، ثم يتعرض للاحتجاز عدة أيام والترحيل لولاية مطابقة لـ”الكملك” أو لولاية مختلفة مع مخالفة مالية.
بلغ عدد السوريين في تركيا المقيمين تحت “الحماية المؤقتة ” ثلاثة ملايين و259 ألفًا و853 شخصًا، بحسب أحدث إحصائية صادرة عن رئاسة الهجرة التركية في 26 من تشرين الأول الحالي.
إذن بشرط
سمحت رئاسة الهجرة التركية، في 11 من تموز الماضي، للسوريين المغادرين من الولايات التركية المنكوبة بالزلزال لولايات أخرى، بتجديد “إذن السفر” المطلوب للإقامة بشكل قانوني في الولاية الجديدة للمرة الثالثة بشروط.
ونقلت “اللجنة السورية التركية المشتركة” القرار عن الهجرة، وأوضحت أن موافقة دوائر الهجرة على طلب تجديد “إذن السفر” للسوريين من حملة بطاقات “الحماية المؤقتة” يرتبط بوضع منزل كل عائلة في ولايتها المنكوبة، بحيث يكون التجديد متاحًا لأفراد الأسر التي كانت تقطن في منزل مصنف ضمن خانة “المتضرر بشدة” (ağır hasarlı).
ويمنع السوريون منذ عام 2016 في تركيا من مغادرة الولايات المسجلين فيها، أو الإقامة في ولايات أخرى من دون “إذن سفر” صادر عن “إدارة الهجرة التركية”.
–