قال “المركز السوري للإعلام وحرية التعبير”، إن أحد عناصر “لواء القدس” سيمثل أمام القضاء الهولندي، في ظل عدة محاكمات أوروبية لمتهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سوريا.
وأضاف المركز عبر حسابه في موقع “إكس“، الاثنين 30 من تشرين الأول، أن عنصر “لواء القدس” سيمثل أمام القضاء الهولندي في 30 من تشرين الثاني المقبل بعد تقديم “المركز السوري للإعلام وحرية التعبير” شكوى قانونية.
ما القضية؟
بناء على الشكوى المقدمة، ألقى فريق الجرائم الدولية لدى الشرطة الهولندية في مدينة “كيركراده” (Kerkrade) القبض على المشتبه به “م.” وهو فلسطيني– سوري عمره 34 عامًا، في 24 من أيار 2022، وأحاله إلى قاضي التحقيق بتهم تتعلق بالاشتباه بارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سوريا خلال السنوات الماضية.
وحسب المركز، تضمّن ملف الشكوى الذي قدمه مجموعة من الأدلة التي تثبت ارتكاب المشتبه به مجموعة من الانتهاكات التي ترتقي إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مشيرًا إلى وجود خمس شهادات لشهود، منهم ثلاثة كانوا ضحايا مباشرين لجرائم المشتبه به.
كما احتوى الملف على قوائم لضحايا تم توثيقهم في قواعد بيانات مركز توثيق الانتهاكات، بالإضافة إلى تحقيقات استقصائية أعدها فريق التقاضي في المركز، ومجموعة من الأدلة البصرية ومعلومات من المصادر المفتوحة، بحسب المركز.
وكان مدير مشروع التقاضي الاستراتيجي في المركز، المحامي طارق حوكان، أشار إلى أن فريق التقاضي بدأ التحقيق في ملف المشتبه به في حزيران 2020، بعد تلقي المركز خبر وصوله إلى هولندا، وتقدمه بطلب لجوء.
وبحسب شهادات الشهود التي وثّقها المركز، تبيّن أن المشتبه به من مواليد 1988، وشارك منذ بداية المظاهرات في سوريا في العام 2011 بقمع المتظاهرين، ومواجهتهم بالسلاح وإطلاق الرصاص الحي عليهم، بحسب المركز.
وقال المركز، إن المشتبه به كان قائد مجموعة في “لواء القدس”، وشارك باقتحام منازل المدنيين واعتقالهم برفقة دوريات مشتركة من “الأمن العسكري” و”المخابرات الجوية”، واقتيادهم إلى سجن مطار “النيرب” والأكاديمية العسكرية، حيث كانوا يتعرضون للتعذيب الشديد هناك.
وكانت الشرطة الهولندية أصدرت بيانًا، أعلنت فيه عن اعتقالها للمشتبه به، وأشارت فيه إلى أنه كان يعمل مع “لواء القدس” في سوريا الذي شُكّل عام 2013، وكان يعمل بشكل وثيق مع جهاز المخابرات والقوات الروسية.
وبحسب البيان، فإن من الممكن أن يتم وضع “لواء القدس” في خانة المنظمات الإرهابية الدولية التي هدفها ارتكاب جرائم دولية أسوة بتنظيم “الدولة الإسلامية” الذي وضع في نفس الخانة سابقًا.
“لواء القدس”
عند اندلاع الثورة السورية عام 2011، أوكل محمد أحمد السعيد، الذي ولد في مخيمات التهجير الفلسطينية، وتحديدًا بمخيم “النيرب” بحلب، وهو في الأساس مهندس عمل في مجال المقاولات والبناء، ووفرت له مهنته نسج شبكة علاقات مع مسؤولي النظام، وبالأخص مع فرع “المخابرات الجوية” في المنطقة الشمالية، مهمة تمويل مجموعات من أبناء المخيمات الفلسطينية للعمل لمصلحة النظام، والتي نشطت في قمع المظاهرات القريبة من المخيم، والمظاهرات التي انطلقت في جامعة “حلب” ومحيطها، إلى جانب القيام بعمليات الاعتقال العشوائي بحلب، التي طالت العشرات من طلاب الجامعات.
ونظرًا لحاجته إلى مزيد من العناصر، بادر النظام إلى تسليح عدد كبير من أبناء مخيم “النيرب”، ومنحهم بطاقات أمن تتبع لـ”المخابرات الجوية”.
وفي تشرين الأول 2013، أعلن محمد السعيد تأسيس “لواء القدس” بدعم من من فرع “المخابرات الجوية” في المنطقة الشمالية الذي شجع عمليات تجنيد واسعة في صفوف الفلسطينيين.
ومع تمركز الميليشيات الإيرانية بالقرب من مطار النيرب بدأ “لواء القدس” يتلقى دعمه المادي واللوجستي من قبل “فيلق القدس” الإيراني، وانتقل بعدها من قمع المظاهرات إلى تبني العمل المسلح بالكامل، وانتشرت لافتاته ضمن المخيم، ليشارك في القسم الأكبر من العمليات الحربية التي قام بها النظام في حلب، وفي غيرها من المناطق.
يتهم “لواء القدس” بارتكاب جرائم وانتهاكات بحق السوريين، بإشراف قائده محمد السعيد، إلى جانب ضلوع اللواء في تنفيذ عمليات اختطاف والمطالبة بفدية وقتل وتعذيب وتهجير.
–