شوارع مظلمة وحافلات مزدحمة.. بيئة خصبة للنشل في اللاذقية
خسر السبعيني أمجد، وهو موظف متقاعد في اللاذقية، كامل راتبه بعد دقائق قليلة من الحصول عليه، إذ تم نشله دون أن يشعر بشيء، في آب الماضي.
قال أمجد، إنه لا يدري بالضبط متى تعرض للنشل، إذ حصل على راتبه من كوة الصراف الآلي، ثم صعد في باص النقل الداخلي “الرمل الشمالي- كراجات”، ليعود إلى منزله في حي الرمل الشمالي، ويتفاجأ حين هم بشراء بعض المواد الغذائية بأنه لا يملك المال.
سجل السبعيني ضبطًا بالحادثة، ثم مضى في حال سبيله، دون أي جديد يذكر، قائلًا، “عوضي على الله، محرز حدا يسرق 160 ألف ليرة”.
تكثر حوادث النشل في اللاذقية، وتعتبر البيئة مكانًا مثاليًا لتلك الجرائم، فإنارة الشوارع تغيب ليلًا، والزحام كبير في “كراجات” النقل، وكذلك في باصات النقل الداخلي.
في عام 2022، كان ميسم (45 عامًا) بانتظار حافلة تقله إلى قريته في صلنفة، وانتظر قرابة الساعتين دون جدوى، وفي كل مرة كان يركض مع حشد من الناس إلى الحافلة الخاصة بقريته دون أن يظفر بمقعد له، قبل أن يحقق هدفه.
انتبه ميسم في الطريق إلى أنه فقد مبلغ 130 ألف ليرة سورية، كان قد تقاضاه من عمله في إحدى ورشات البناء بالمدينة حينها، ما أدخله في حيرة من أمره، فقد كان يضع المبلغ في جيب سرواله، وبالتالي كان يجب عليه أن يشعر بأي حركة قريبة منه.
برر الرجل ما حدث معه، بأنه ربما النشال استغل ركضه باتجاه الباص وانشغاله بالحصول على مقعد والتدافع الحاصل ففعل ما يريد دون أن يشعر به أو يراه أحد.
سارع ميسم لتسجيل ضبط بالواقعة، كون النشال أخذ محفظته التي تحوي بطاقته الشخصية، وخاف أن يتم استخدامها “بمصيبة أكبر”، على حد تعبير الرجل.
لم تعد النقود إلى ميسم، لكن الشرطة اتصلت به بعد يومين، تخبره أنه تم العثور على محفظته مرمية بالقرب من مديرية النفوس في حي الزقزقانية، وفيها هويته الشخصية وبعض الأوراق الأخرى، بينما كانت خالية من النقود.
سرقة الحقائب
في مدينة جبلة، تتخذ السرقات طابعًا أكثر جرأة، حيث اشتكت سيدات وفتيات من تعرضهن لحوادث سرقة حقائبهن من قبل شبان على دراجة نارية مستغلين عدم وجود إنارة في الشارع.
في 19 من تشرين الأول الحالي، كانت سُها تغادر محل الألبسة الذي تعمل فيه بشارع “الفروة” بمدينة جبلة، حين باغتها شابان على دراجة نارية، وهي تستعد لدخول أحد الشوارع الفرعية المظلمة، باتجاه منزلها، وسرقا حقيبتها ومن ثم هربا.
حادثة السرقة أوقعت الشابة أرضًا، وأدت إلى إصابتها في قدمها اليسرى إصابة طفيفة، وكان هاتفها المحمول داخل الحقيبة، ولم ينفعها “البيل” الصغير الذي تستخدمه في إضاءة الطريق أمامها بشيء، حتى حين صرخت لم يستطع أحد اللحاق بالشابين.
وقالت سُها، إنها سمعت الكثير من القصص المشابهة، وغالبية الضحايا هن من النساء خصوصًا كبيرات السن، مرجعة السبب في انتشار هذه الظاهرة إلى عدم توافر الإنارة الشارعية الكافية، نتيجة التقنين الكهربائي في المدينة.
وخلال اجتماع مجلس محافظة اللاذقية في أيلول الماضي، تم طرح ظاهرة حوادث النشل والسرقات في المحافظة، إلا أن الاجتماع لم يخرج بأي جديد حولها.
ويرى كثير من أهالي المحافظة أن التقصير الأكبر من الشرطة، ففي حين يتم فرض رقابة صارمة على حرية التعبير وانتقاد النظام أو مسؤوليه، فإنه لا أحد يعمل على تسيير دوريات شرطة لضبط السرقات، أو العمل لإنارة الشوارع.
ويعتبر الفقر المسبب الأول لتلك الحوادث التي ازدادت مؤخرًا، فمع تراجع الدخل وقلة فرص العمل، يلجأ العديد من الشباب إلى امتهان السرقة أو التسول.
اقرأ أيضًا: اللاذقية.. أطفال ينشطون في التسول ونبش القمامة
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :