خرجت مجموعة من نساء عشيرة “الشعيطات” بمظاهرة مناهضة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) اليوم، الاثنين 30 من تشرين الأول، في بلدة أبو حمام بريف دير الزور الشرقي.
وقال مراسل عنب بلدي في دير الزور، إن المظاهرات جاءت للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين لدى “قسد” بعد التصعيد الأخير الذي شهدته المنطقة جراء المعارك بين العشائر العربية و”قسد”.
وكان من بين المطالب، إيقاف مداهمات “قسد” للبيوت واعتقال أصحابها، وإخلاء سبيل أبنائهن وأزواجهن، الذين تتهمهم “قسد” بالانتماء إلى “قوات العشائر”، إضافة إلى انسحاب “قسد” من المدارس التي اتخذتها كنقاط عسكرية، حسب المراسل.
ليست الأولى
لم تكن مظاهرة اليوم الأولى، بل هي امتداد لمظاهرتين سابقتين خرجتا السبت والأحد الماضيين.
وقالت زينب إحدى المتظاهرات لعنب بلدي، إنها خرجت يوم السبت للمطالبة بالإفراج عن شقيقيها، وبينما كانت المتظاهرات السلميات يسرن في الشارع مع أطفالهن، جاءت دورية عسكرية تابعة لـ”قسد” وبدأت بشتمهن، ما دفع إحدى المتظاهرات لضرب أحد عناصر الدورية بحذائها، وردت الدورية بإطلاق الرصاص في السماء لتفريق المتظاهرات.
ورددت المحتجات شعارات مطالبة بخروج عناصر “قسد” وعلى رأسهم القيادي “انكيل” من المنازل والدوائر الخدمية وخاصة المدارس لاستكمال العام الدراسي.
خلفية المظاهرات
الناشط الإعلامي إبراهيم الحسين من ريف دير الزور، تحدث لعنب بلدي عن وجود اتفاقية بين وجهاء العشائر و”قسد” عند إعادة سيطرة الأخيرة على المنطقة، ينص أحد بنودها على أن يسلم المطلوبون أنفسهم، وعددهم 22، أو يخرجوا من دير الزور مجبرين.
وأضاف الحسين أن “قسد” في ثالث يوم بعد إحكام سيطرتها على المنطقة، بدأت بعملية اعتقالات “عشوائية” طالت العديد من الشبان، وتوالت الحملات المتقطعة دون توجيه تهم للمعتقلين.
وأشار إلى أن “قسد” عند مداهمتها المنازل تعتقل جميع الشبان بعشوائية، وكان آخرها اعتقال الطفل حمادي حسام الكامل، البالغ من العمر سبع سنوات، برفقة والده.
وشنت “قسد”، الأحد 29 من تشرين الأول، حملة اعتقالات في بلدة أبو حمام بحيي الرملية والموح، دون معرفة عدد أو أسماء من شملتهم الحملة، حسب مراسل عنب بلدي.
واستولت “قسد” على عدة منازل من أصحابها، محولة إياها إلى نقاط عسكرية، حسب الحسين.
وقال المراسل، إن “قسد” حولت منزل المدنيين علي عايد الصبعات وعمر الحمد العطيش وعبد الوهاب السلطان وعبد الله الحمد إلى نقاط عسكرية.
اعتقالات وتسوية سابقة
دعت “قسد” سابقًا مقاتلي العشائر في أرياف دير الزور ممن فروا إلى مناطق سيطرة النظام السوري لـ”تسوية” خلال مدة أقصاها 15 يومًا.
وقالت “قسد“، عبر صفحتها الرسمية في “فيس بوك”، في 28 من أيلول الماضي، إنها خصصت بالتعاون مع “قوى الأمن الداخلي” (أسايش) أرقامًا للتواصل عبر تطبيق “واتساب” للبدء بخطوات “التسوية”.
وتزامنًا مع الدعوات لـ”التسوية” شنت “قسد” حملة اعتقالات ومداهمة لبعض المنازل في قرى وبدأت من أرياف دير الزور، واستولت خلال الحملة نفسها على منازل شرقي المحافظة، وحولتها إلى نقاط عسكرية.
وأفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور أن “قسد” استولت، في 27 من أيلول الماضي، على عدة منازل في أحياء بلدة ذيبان بعد حملة أمنية نفذتها في المنطقة على خلفية الانتفاضة القبلية التي شهدتها قرى وبلدات من دير الزور ضدها.
في 28 من آب الماضي، نشبت مواجهات مسلحة في أرياف دير الزور على خلفية اعتقال “قسد” قائد “المجلس العسكري”، أحمد الخبيل (الملقب بـ”أبو خولة”).
وأسفر الاعتقال عن تحالف عشائر من المنطقة مع مقاتلي “المجلس”، وبدأت اشتباكات عسكرية وُصفت بـ”العنيفة” في بعض قرى وبلدات دير الزور خرجت عن سيطرة “قسد” بالكامل، ثم عاودت “قسد” احتواء التوتر فيها.
وانتهت العمليات العسكرية في قرى من ريف دير الزور الشمالي والشرقي، في 9 من أيلول الماضي، بعد نحو أسبوعين من المواجهات المسلحة، بحسب ما أعلنت عنه “قسد” عبر موقعها الرسمي.
وتتهم “قسد” قوات العشائر بأنهم يتلقون تمويلًا ودعمًا من النظام السوري والميليشيات الإيرانية المتمركزة على الضفة الغربية لنهر الفرات، بينما تطالب عشائر المنطقة بتعزيز المكون العربي في “الإدارة الذاتية” التي تهيمن عليها كوادر من حزب “العمال الكردستاني” (PKK)، على حساب العرب من أبناء المنطقة.
اقرأ أيضًا: مقاتلو العشائر يشنون هجومًا على نقاط لـ”قسد” شرقي سوريا
–