عنب بلدي – إدلب
تحصل كل عائلة على قسيمة تحوي 30 أو 40 نقطة بحسب أفراد العائلة، ولا تصرف النقاط إلا في “بيت الخير“، وهو المشروع الذي يوزع في الوقت الحالي، المساعدات على عائلات الشهداء والمعتقلين في مدينة إدلب.
“بيت الخير”، مشروع بدأته منظمة “بنفسج” في إدلب، الثلاثاء 23 شباط على أن يستمر لعشرة أيام، ويعتمد على صرف قسائم النقاط الموزعة مسبقًا على المستفيدين مجانًا، من خلال مديرية إغاثة إدلب، المسؤولة عن تنسيق أعمال المنظمات، وإحصاء وتسجيل الأهالي في المدينة.
كيف تحتسب النقاط للعائلات؟
وتحصل العائلة المكونة من أربعة أشخاص وما فوق، على قسيمة بـ 30 نقطة، بينما تمنح العائلة المؤلفة من ثلاثة أفراد وما دون، قسيمة تحتوي على 20 نقطة فقط، ويجري التوزيع لـ60 عائلة يوميًا تفاديًا للازدحام، بحسب القائمين على المشروع.
تقابل كل نقطة حوالي 500 ليرة سورية، أي أن أكبر العوائل ستستفيد من مبلغ 15 ألف ليرة، وفق فؤاد السيد عيسى، مدير برامج منظمة “بنفسج” في الداخل السوري، وقال لعنب بلدي إن 800 عائلة شهيد ومعتقل في إدلب سيستفيدون من المشروع لمرة واحدة.
يتجول مالك البطاقة بحرية كاملة، ويأخذ ما يشاء ضمن حاجته، بحسب حسين سويد، مدير البيت، وأوضح لعنب بلدي، أن صالة العرض مقسمة مناصفة بين الألبسة، ومواد التنظيف، أو أدوات المطبخ، والسجاد، ومواد أخرى، متمنيًا أن يستمر العمل فيه، “ليستفيد منه أهالي مدينة إدلب ككل، طالما هناك نفاد في المواد”.
ولا تصرف القسيمة إلا في “بيت الخير”، تشتري فيها العائلة كل احتياجاتها، وأوضح سيد عيسى أن كل مادة في البيت، سُعّرت بحسب مبيعها في السوق، واستعيض عنها بالنقاط، وفق آلية حسابية معينة.
مدير برامج المنظمة في سوريا، فصّل في أسعار بعض المواد في البيت الذي يضم سلعًا جديدة ومستعملة، “الجاكيت الجديد سعره ثلاث نقاط، بينما ينخفض سعر النوعية الأخف منه إلى نقطتين، وتزداد النقاط أول تقل حسب طبيعة المنتج”.
وتجمع العائلة كل ما تحتاجه بالنقاط التي تملكها، ثم تسلم القسيمة لمحاسب “بيت الخير”، بحسب سيد عيسى، وأشار إلى أن المشروع سيبدأ بعد عشرة أيام مرحلته الثانية التي تشمل أربعة آلاف نازح وفقير في مدينة إدلب.
المشروع أفضل من طرود الإغاثة
خالد العبد الله، من سكان ريف إدلب، شكر المنظمة ووصف في حديثه لعنب بلدي الفكرة بـ”الممتازة”، إذ تمكن الشخص من اختيار ما يريد، “وهذا لم يكن موجودًا في الفترة السابقة”.
وأوضح العبد الله أن معظم العائلات تحصل على المساعدات عن طريق سلل، معتبرًا أن البيت “أفضل وأسهل بكثير من استلام طرود الإغاثة والمساعدات التي تصلنا، والتي باعها الكثير من العوائل ولم يستفيدوا من ثمنها إلا بشيء بسيط”.
أما محمد ضهراوي، وهو أحد النازحين من مدينة حماة ويقطن في إدلب، فاعتبر أن “بيت الخير”، وفّر متطلبات كل منزل وعائلة، مضيفًا، لعنب بلدي، أن القسائم التي وزعت “تشعرك وكأنك تشتري بمالك الخاص، بعد معاناة طويلة بطرق التوزيع سابقًا، والتي من الممكن أن تشعرك بالذل إلى حد ما”.
مشروع “فريد” ينفذ لأول مرة
منسق البرامج والشراكات في منظمة “بنفسج”، عمرو تريسي، تحدث لعنب بلدي عن فكرة المشروع، وجاءت لأسباب عديدة، منها أن معظم المنظمات تملك ألبسة وبالات جديدة، لكن كلفة توزيعها عالية، إذ تتطلب استئجار سيارات توزيع وتوفير كوادر، “لذلك تعمد المنظمات إلى توزيعها في المناطق القريبة، وبالتالي لا توزع بشكل عادل”.
سببان آخران دعيا “بنفسج” للتوجه إلى مشروع “بيت الخير”، وهو أن الأسواق لا تضم جميع المتطلبات الخاصة بالمواد غير الغذائية، إضافة إلى أن بعض المنظمات توزع قسائم بقيمة معينة، على أن تصرف من أماكن ومحال محددة، وفي هذه الحالة من الممكن ألا يجد المستفيد غايته، أو أن يشتري مادة ويخزنها ويبيعها دون الاستفادة منها، وفق تريسي.
علاقة المستفيد في الحالات السابقة تصبح مع القطاع الخاص، واعتبر تريسي أن الرقابة تصبح أضعف للمستفيد والرجل المسؤول عن البيع، وبالتالي وجدت المنظمة أن تأمين ما يلزم وتوزيعه من خلال قسائم بنظام النقاط، حلًا لتفادي ما سبق.
وهناك أشخاص يقيّمون المواد التي تصل إلى “بيت الخير”، وأوضح تريسي أنها تصل بكثرة من خلال متبرعين، أو محال تجارية، أو شركات، وحتى منظمات، مردفًا “تعاونا مع منظمات مثل IHH، إذ نحتسب قيمة ماتملكه المنظمة ونحولها لنقاط ونعرضها في البيت”.
ويسعى القائمون على “بيت الخير” في الوقت الراهن إلى توفير قرابة خمسة آلاف جاكيت للأطفال، من خلال اتفاق تحدث عنه تريسي، وجرى مع منظمة إنقاذ الطفل “Save”، قائلًا “تحدثنا مع المنظمة التي تملك جواكيت بنوعية ممتازة، ونتفق حاليًا على آلية التسليم والتوزيع”.
تدير المنظمة مشاريع مختلفة في مدينة إدلب، واعتبر تريسي أن “بيت الخير”، مشروع فريد نفذ لأول مرة، خاتمًا حديثه “شيء جميل أن تحفظ كرامة الإنسان، ليشعر أنه يملك المال الذي يستطيع شراء ما يشاء به، وهو أمر مختلف عن أن تلزمه بمواد لا يستفيد منها”.
تأسست منظمة “بنفسج” في مدينة إدلب عام 2011، من خلال مجموعة من الشباب الطامح لخدمة المدينة وأهلها، وتوسعت منذ ذلك الحين وحتى اليوم، بعد أن وصل عدد الكوادر العاملة فيها إلى 350 شابًا وشابة.