حالة صحية يزداد انتشارها بسبب الحروب.. بتر الأطراف
د. أكرم خولاني
قد يلجأ الأطباء لبتر جزء أو كامل أحد أطراف جسم المريض في بعض الأوضاع الطبية القصوى، وفي بعض الحالات قد يحدث فقدان أحد الأطراف عند التعرض لحادث ما، ورغم أن هذه الحالة الصحية ليست شائعة كثيرًا، فإنها ازدادت انتشارًا بين السوريين نتيجة ما يتعرضون له من قصف وانفجارات ومعارك.
ما المقصود بالبتر
“البتر” (Amputation) هو فقد لأحد أطراف الجسم أو جزء منه، وغالبًا ما يكون القدم أو الساق أو اليد أو الساعد أو إصبع اليد أو القدم، ولا يمكننا أن نطلق تسمية البتر على فقد عضو يوجد داخل الجسم، مثل الكبد أو الكلى أو الأمعاء لأن ذلك يسمى “استئصالًا”.
قد يحدث البتر في موقع حصول الحادث المتسبب بالبتر مباشرة، كما في حالات حوادث السير أو هجوم الحيوانات أو التعرض للقطع بأداة حادة كالسكين أو آلة قاطعة بأدوات اللحامين والنجارين، أو قد يحصل في غرفة عمليات جراحية كإجراء طبي يجريه الجراحون. وعادة ما يتم اللجوء للبتر عندما يصبح وجود الطرف أو جزء منه عبئًا على الجسم، وقد يلحق الضرر الكبير إن بقي متصلًا بالجسم كما في حالات الغرغرينا، حيث يتم قطع الطرف المصاب منعًا لانتشار الإصابة في بقية أنحاء الجسم.
ويمكن أن أن يتم البتر بأكثر من مستوى حسب الحالة التي استوجبت البتر:
البتر في الأطراف السفلية، يشتمل على:
· بتر القدم: وتشمل أنواع البتر التي تقع تحت هذه الفئة بتر إصبع القدم وبتر منتصف القدم.
· بتر الساق: وهذا البتر يكون تحت الركبة ويشمل أي بتر يتم من الركبة حتى الكاحل.
· فصل الركبة: يحدث هذا البتر عند مستوى مفصل الركبة.
· بتر الفخذ: ويتم فوق الركبة ويشمل بتر أي جزء من الفخذ من عند الحوض حتى مفصل الركبة.
· فصل الحوض: يكون من عند مفصل الورك مع الفخذ بأكمله.
البتر فى الأطراف العلوية، يشتمل على:
· بتر اليد: يشمل بتر الأصابع أو الإبهام أو جزء من اليد تحت الرسغ.
· فصل الرسغ: يتم بتر كامل اليد عند مستوى الرسغ.
· بتر الساعد: يعني البتر تحت الكوع حتى الرسغ.
· بتر العضد: يشمل البتر فوق الكوع حتى الكتف أي في الجزء العلوي من الذراع.
· فصل الكتف: بتر يتم عند مستوى الكتف وقد يتم استئصال عظم الترقوة.
ما أسباب بتر الأطراف طبيًا
السبب الأكثر شيوعًا للجوء إلى البتر هو ضعف الدورة الدموية في الطرف، بسبب تلف الشرايين أو تضيقها، فمن دون تدفق الدم الكافي لا تستطيع خلايا الجسم الحصول على الأكسجين والمواد الغذائية التي تحتاج إليها من مجرى الدم، ونتيجة لذلك يبدأ النسيج المصاب بالموت، ويمكن أن تظهر العدوى فيه، ومن الحالات التي قد تسبب البتر:
· تعرض أحد الأطراف لصدمة وتهتك شديدين نتيجة حادث ما، كما في حوادث السير أو الانهيار (متلازمة الهرس).
· الإصابة بحروق شديدة.
· دورة دموية ضعيفة أو معدومة في الطرف المصاب.
· فقدان الإحساس تمامًا في الطرف المصاب، ما يعرض المريض لخطر الإصابات والحروق المختلفة دون أن يشعر.
· الإصابة بأورام خطيرة في عظام أو عضلات أحد الأطراف.
· شلل تام في أحد الأطراف.
· التهابات وعدوى وجروح لا تشفى، رغم إخضاع المريض لمختلف أنواع العلاجات بما في ذلك المضادات الحيوية.
· المعاناة من أمراض معينة، مثل: مرض الشريان المحيطي، الخثرات والجلطات الدموية، التهاب العظم والنقي، الغرغرينا، الورم العصبي.
· السكري: إن تقرحات القدم السكرية هي السبب الأكثر شيوعا في فقد أو بتر الأطراف السفلية.
كيف تجرى جراحة البتر
عادة ما يجري عمليات البتر الجراحية اختصاصيو الجراحة العظمية، وتتم تحت التخدير العام، ومعظم عمليات البتر يتم فيها قطع جزء فقط من الطرف المصاب، ولا يتم بتر الطرف كاملًا إلا في حالات استثنائية.
قبل البتر
يستخدم الجراح عدة طرق لتحديد مكان القطع ومقدار الأنسجة اللازم إزالتها، مع الحرص على ترك أكبر قدر ممكن من الأنسجة السليمة، وتشمل هذه الطرق:
التحقق من وجود نبض بالقرب من المكان الذي يخطط الجراح لإزالته.
مقارنة درجة حرارة الجلد للطرف المصاب مع الأطراف السلمية.
البحث عن مناطق الجلد الأحمر.
التحقق لمعرفة ما إذا كان الجلد بالقرب من الموقع الذي يخطط الجراح لقطعه ما زال حساسًا للمس.
خلال البتر
تتم إزالة الأنسجة المريضة وأي عظم غير سليم.
غلق الأوعية الدموية والأعصاب.
تقصير العظم وتنعيمه في منطقة البتر، حتى يصبح من السهل تغطيته بالجلد والأنسجة المحيطة بمنطقة البتر.
قطع وتشكيل العضلات وتقطيبها وتثبيتها إلى العظم لتقوية الجزء المتبقي من الطرف المبتور بحيث تكون نهاية الطرف قادرة على الاتصال بطرف اصطناعي.
قد يختار الجراح إغلاق الجرح على الفور عن طريق الخياطة (بتر مغلق)، فيقوم بإغلاق وتقطيب مكان البتر وتغطيته بضماد خاص مع أنبوب يساعد على تصريف أي سوائل قد تخرج من منطقة البتر في أثناء عملية التعافي.
أو قد يترك الجراح الموقع مفتوحًا لعدة أيام في حال الحاجة إلى إزالة إضافية للأنسجة، ثم يغلق الجرح ويغطيه بضماد معقم.
بعد الجراحة مباشرة
يعطى المريض مسكنات ألم قوية في الأيام الأولى بعد العملية.
يرافق اختصاصي علاج طبيعي المريض في هذه الفترة الحرجة لتعليمه بضعة تمارين بسيطة تساعد على منع التجلطات خلال بقائه في السرير.
يمكن أن يشعر المريض بتورم بمنطقة البتر في الفترة الأولى بعد العملية، ويخف التورم مع الوقت ومع استخدام الضمادات الضاغطة المناسبة.
من الناحية المثالية، يجب أن يلتئم الجرح بالكامل في غضون أربعة إلى ثمانية أسابيع، لكن قد تحدث بعض المضاعفات التي تؤخر الشفاء مثل التهاب مكان البتر أو عدم شفاء الجرح، لذلك إذا ظهرت أي من الأعراض خاصة بعد عودة المريض إلى المنزل يجب اللجوء للطبيب فورًا:
الشعور بدفء أو احمرار أو ليونة غير طبيعية بالجلد في منطقة البتر.
خروج سوائل أو قيح وصديد من منطقة الإصابة.
زيادة تورم منطقة البتر مع مرور الوقت.
هذه المضاعفات تكون نادرة الحدوث لدى المرضى الذين يقومون بإجراء عملية بتر مخطط لها مسبقًا.
بعد شفاء الجرح
قد يعاني بعض المرضى من الشعور وكأن الطرف المبتور ما زال متصلًا بالجسم ويؤلم، وتسمى هذه الحالة بألم الطرف الشبحي.
ويمكن أن تكون عملية التكيف البدني والعاطفي لفقدان أحد الأطراف طويلة، وسيشمل الشفاء والتأهيل على المدى الطويل ما يلي:
تمارين لتحسين قوة العضلات والتحكم.
أنشطة للمساعدة في استعادة القدرة على القيام بالأنشطة اليومية وتعزيز الاستقلال.
استخدام الأطراف الاصطناعية والأجهزة المساعدة.
الدعم العاطفي، بما في ذلك المشورة للمساعدة في التغلب على الحزن لفقدان الطرف وتعديل صورة الجسم الجديدة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :