اعزاز – ديان جنباز
نشطت حركة بيع المواد الغذائية والمشروبات على العربات في اعزاز بريف حلب الشمالي مؤخرًا، كمشاريع صغيرة توفر للمشتغلين فيها دخلًا بسيطًا يؤمّن احتياجات عائلاتهم.
ولا تعد الحالة جديدة، لكنها صارت أكثر نشاطًا، خاصة مع تراجع القدرة المالية للأهالي، لأنها تعتمد على رأس مال محدود، إذ تنتشر العربات على الأرصفة وفي المنتزهات والحدائق.
الجديد في هذه العربات أنها تحمل أفكارًا جديدة على المنطقة، كمشروب قصب السكر، ومنها مواد موسمية كحلقات البطاطا المقلية والذرة، وأكلات الأطفال كـ”غزل البنات” و”البوشار” وغيرهما.
ويتجه كثيرون للعمل في هذه المشاريع لكونها توفر دخلًا أفضل من أجور العامل اليومية، إذ تتراوح أجور المياومة بين 50 و80 ليرة تركية (ثلاثة دولارات وسطيًا)، وتختلف باختلاف عدد ساعات العمل وطبيعة المهنة من زراعة أو أعمال يدوية أو أعمال بناء.
عصير قصب السكر
يبيع الشاب يوسف جيجو عصير قصب السكر على “بسطة” أمام سيارته في اعزاز، مستلهمًا الفكرة من مسلسلات وأفلام مصرية، بسعر من 10 إلى 25 ليرة تركية، تبعًا لاختلاف حجم الكأس.
وقال لعنب بلدي، إنه استورد آلة صنع العصير من مصر، ووصلت إليه عبر معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا، وتابع باستيراد قصب السكر من خلال أحد التجار.
وعن طريقة تقديمه، ذكر أنه يضع القصبة في فتحة صغيرة موجودة في أعلى آلة العصر ويشغلها عن طريق مولد كهربائي، ويبدأ بالضغط على القصبة، ومن ثم يخرج العصير من أسفلها من خلال صنبور صغير يصب في إناء بلاستيكي مع مكعبات ثلجية وشرائح الليمون.
وأوضح يوسف، وهو مهجّر من محافظة حلب، أنه لا توجد إمكانية لخفض الأسعار بسبب التكلفة المرتفعة لاستيراد هذا النبات، إذ يقوم بجلب أطنان من القصب، وتصل تكلفة الطن الواحد إلى 650 دولارًا أمريكيًا (كل دولار يعادل 28 ليرة تركية).
أفضل من المياومة
يلجأ معظم أصحاب المشاريع الصغيرة والعربات إلى الطرقات الرئيسة والحدائق العامة في المدينة، ويبحثون عن أماكن التجمعات، لجذب انتباه الزبائن.
مصعب بدران، مهجر من معرة النعمان بريف إدلب، ويقيم في اعزاز، قال لعنب بلدي، إنه اختار مكانًا لعربته (ثلاث عجلات) بجوار الحديقة “العثمانية” بالمدينة، من أجل بيع حلقات “البطاطا المقلية”، وكسب زبائن أكثر.
واستلهم الشاب فكرة تقطيع البطاطا على شكل حلزوني من منصة “تيك توك”، ويضع البطاطا في الزيت، ثم يضيف إليها نكهات مثل “الجبنة والكاري والكاتشب والخل والحد”، ويبيع قطعة البطاطا بعشر ليرات تركية.
من جانبه، مصطفى خير الله، اعتبر أن بيع الذرة على عربته خيار أفضل من الجلوس دون عمل، ويمكن أن يكون أفضل من العمل بأجرة يومية، بجهد أقل واستقلالية أكثر.
وذكر مصطفى لعنب بلدي أن يوميته تتراوح ما بين 100 و150 ليرة تركية، مع تغطية جميع مستلزمات تحضير الذرة، كالملاعق، والأطباق، والنكهات.
ويعتبر الغاز الأكثر تكلفة بعملية تحضير الذرة، ويبلغ سعر الأسطوانة 350 ليرة تركية، ويحتاج إلى تبديلها كل 10 إلى 15 يومًا.
ويحاول كثيرون في الداخل السوري تأمين فرص عمل مناسبة، أو تنفيذ مشاريع تجارية جديدة برأس مال بسيط.
وبحسب فريق “منسقو استجابة سوريا” العامل في المنطقة، فإن مؤشرات الحدود الاقتصادية للسكان في منطقة شمال غربي سوريا ارتفعت بناء على سعر الصرف، وكمية الاحتياجات وارتفاع الأسعار.
وقال الفريق، إن حد الفقر المعترف به ارتفع إلى 6473 ليرة تركية، وحد الفقر المدقع إلى 4669 ليرة تركية.
ويعاني عدد كبير من سكان شمال غربي سوريا الفقر المدقع، وتراجعًا وعجزًا في القدرة الشرائية وقلة فرص العمل.