الطاقة الشمسية تنقذ مشاريع الزراعة شرقي الحسكة

  • 2023/10/29
  • 10:14 ص
ألواح طاقة شمسية في أرض زراعية بناحية عامودا شرقي محافظة الحسكة- 15 من أيلول 2023 (عنب بلدي/ ريتا الأحمد)

ألواح طاقة شمسية في أرض زراعية بناحية عامودا شرقي محافظة الحسكة- 15 من أيلول 2023 (عنب بلدي/ ريتا الأحمد)

الحسكة – ريتا الأحمد

لجأ مزارعون في الحسكة إلى تركيب منظومات للطاقة الشمسية، إذ باتت الحل الوحيد لإنقاذ محاصيلهم الزراعية التي تأثرت بقرار رفع أسعار الوقود في المناطق التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية”.

ومع بدء التحضير لموسم زراعة القمح في منطقة عامودا بريف الحسكة الشرقي، تمكن المزارع أسامة الحمدان من إنقاذ مشروعه الزراعي بعد أن عمد إلى تركيب ألواح الطاقة الشمسية، حاله حال مزارعين آخرين، بحسب ما قاله لعنب بلدي.

ألواح الطاقة الشمسية في أرض أسامة الزراعية ليست مرتبطة بالأزمة الحالية، إذ قال لعنب بلدي، إنه يعتمد عليها لتوفير الطاقة منذ سنوات، عندما تعرضت محاصيل القمح والقطن والشعير لخطر الجفاف نتيجة شح موارد الطاقة، وكانت تكلفة الألواح منخفضة آنذاك، كونها لم تكن شائعة الاستخدام بالمنطقة.

واستخدم أسامة الألواح نفسها لتشغيل مضخات استخراج المياه الجوفية التي مكنته من الري بشكل كافٍ.

وأضاف أسامة لعنب بلدي، أن المحروقات متوفرة وكذلك الكهرباء، لكنها صارت اليوم بعيدة المنال، خصوصًا مع رفع سعر المحروقات من قبل “الإدارة الذاتية”.

وسبق أن رفعت “الإدارة” أسعار المحروقات منتصف أيلول الماضي بنسبة 300% تقريبًا، إذ ارتفع سعر ليتر المازوت “الحر” من 1700 إلى 4600 ليرة.

ألواح الطاقة خيار ضروري

اعتاد المزارعون ري أراضيهم عبر مضخات تستخدم الكهرباء أو مولدات تعتمد على المازوت المدعوم، لكن سنوات الحرب الطويلة وانقطاع تغذية الكهرباء بشكل متكرر، تزامنًا مع شح المحروقات ورفع الدعم عنها تدريجيًا، دفعت المزارعين إلى البحث عن خيارات بديلة.

ومن خلال الطاقة التي توفرها الألواح الشمسية في المنطقة ذات الطبيعة الصحراوية نسبيًا، أصبح المزارعون قادرين على تشغيل مضخات سحب المياه لري المحاصيل الزراعية.

أسامة، الذي يملك أرضًا مساحتها حوالي 400 دونم، أشار إلى أن هذا الإجراء وفر عليه تكاليف الوقود الباهظة التي كان يضطر إلى دفعها سابقًا، وتضاعفت أسعارها اليوم، كما تمكن من تجنب الاعتماد على التيار الكهربائي الذي يُقطع عن المنطقة التي يقيم فيها لمدة تصل إلى أربع ساعات يوميًا.

الأسباب التي تحدث عنها أسامة دفعت بعديد من أصدقائه المزارعين في مناطق مختلفة من محافظة الحسكة إلى الاعتماد على الطاقة الشمسية كخيار ضروري، وليس فقط كبديل “صديق للبيئة”، بحسب ما قاله لعنب بلدي.

ألواح طاقة شمسية في أرض زراعية بناحية عامودا شرقي محافظة الحسكة- 15 من أيلول 2023 (عنب بلدي/ ريتا الأحمد)

تكاليف باهظة

بتكلفة تجاوزت 7000 دولار أمريكي، قام فاروق الظاهر، وهو مزارع بقرية سعدون في ريف عامودا شرقي الحسكة، بتجهيز نظام طاقة شمسية يتضمن ألواحًا شمسية وبطاريات وأنظمة قواعد متنقلة، للاستفادة القصوى من ضوء الشمس.

فاروق قال لعنب بلدي، إن استخدام ألواح الطاقة بدلًا عن الكهرباء والمولدات التي تعمل بالمحروقات، شكّل حلًا مثاليًا لأنظمة الري بالرذاذ، إذ بات من الممكن زيادة مساحة الأراضي المروية دون التقيد بحجم موارد المحروقات، أو فترة وصل الكهرباء بالمنطقة.

وأضاف أن القاعدة المتحركة التي تعتمد عليها الطاقة الشمسية تسمح بتتبع حركة الشمس، ما يسهم في الاستفادة من كميات أكبر من الطاقة الشمسية بشكل أفضل، مقارنة بالألواح الثابتة على الأرض التي تعطي أداء أقل.

الطاقة الشمسية تُشغّل آبار المشاريع الزراعية لمدة تتراوح بين 8 و10 ساعات يوميًا، ويبدأ التشغيل عادة في الساعة السابعة صباحًا ويستمر حتى الساعة الخامسة مساء، وتختلف ساعات التشغيل وفق النوع والطراز المستخدم للألواح الشمسية، سواء كانت متحركة أو ثابتة.

أزمة مياه تضاف إلى مشكلات المزارعين

يزيد التغيّر المناخي الذي تعد سوريا من بين الدول الأكثر تأثرًا به الوضع سوءًا مع ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض معدلات الأمطار، ما أدى إلى تراجع مستوى المياه الجوفية.

أسامة قال لعنب بلدي، إن المياه الجوفية كانت تستخرج من عمق 30 مترًا، لكنها تراجعت إلى عمق 80 مترًا مؤخرًا، بناء على تجربته الشخصية.

وأضاف أن المشكلة جعلت من ري المحاصيل أكثر صعوبة، ومع ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض معدلات الأمطار كما حدث العام الماضي، تزداد صعوبة التعامل مع شح المياه ونقص الموارد.

ويرى أسامة أن تراجع منسوب المياه الجوفية جعل ري المحاصيل أكثر صعوبة، إذ صار المزارعون يخرجون لسقاية أراضيهم منذ شروق الشمس حتى غروبها، معتمدين على ألواح الطاقة.

مقالات متعلقة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية