زار وفد من الأمم المتحدة مدينة سرمين شرقي إدلب، للاطلاع على آخر التطورات التي شهدتها المدينة عقب حملة قصف مكثف شنتها قوات النظام طالت المنطقة خلال الفترة الماضية.
وأفاد مراسل عنب بلدي في إدلب، أن الوفد وصل إلى المنطقة مساء اليوم، الخميس 26 من تشرين الأول، والتقى مع أفراد فيها، إضافة إلى مسؤولين في المجلس المحلي.
مسؤول المكتب الإغاثي في المجلس المحلي لمدينة سرمين، محمد أحمد تاج الدين، قال لعنب بلدي، إن الوفد طلب قبل أيام إجراء زيارة للقاء وجهاء وأعيان من المدينة، ومسؤولين عن القطاع الخدمي والصحي، ومكاتب الإغاثة ومركز “الدفاع المدني” فيها.
وجرى الاجتماع داخل مبنى المجلس المحلي في المدنية، حيث حضر ضمن الوفد مسؤولون عن الأمن والسلامة يتبعون للأمم المتحدة، وأجروا جولة في المدنية.
وأوضح تاج الدين، أن المجتمعين أبلغوا الفريق “الأممي” بالخدمات الضرورية التي تحتاجها المدينة، عقب دمار جزء من بنيتها التحتية جراء قصف النظام.
وأشار إلى أن وجهاء المنطقة أوضحوا للوفد، أن القسم الأكبر من أهالي المدينة عادوا لمنازلهم، بعد حملة النزوح الأخيرة التي شهدتها في 7 تشرين الأول الحالي.
من جهته، وعد الفريق الأممي ببحث المتطلبات التي تحتاجها المدينة، وتقديم المساعدات اللازمة خلال الفترة المقبلة.
وقبل النزوح الأخير بلغ عدد عائلات سرمين 5200، منها 1750 عائلة مهجرة من مناطق أخرى، ومنذ مطلع الأسبوع الحالي، شهدت المدينة عودة لعشرات الأهالي الذين نزحوا مؤخرًا، بحسب مراسل عنب بلدي في المنطقة.
وتبعد مدينة سرمين حوالي سبعة كيلومترات فقط على خطوط التماس بين فصائل المعارضة وقوات النظام، ويشكل قربها من خطوط التماس مصدر قلق للأهالي، إذ تقع في مرمى نيران قوات النظام وحلفائه على مدار السنوات الماضية.
ولا تزال بعض الأحياء شاهدة على الدمار الذي خلفته حملة النظام وروسيا على الشمال السوري أواخر 2019، وحالت الخشية من تكرار عمليات القصف والظروف المادية الصعبة، لعدم ترميم المباني المدمرة من قبل الاهالي.
عقب نزوح وعودة
شهدت مناطق شمال غربي سوريا قصفًا متكررًا من قوات النظام السوري استمر خمسة أيام، بدأ في 7 من تشرين الأول الحالي، في تصعيد عسكري هو الأحدث على المنطقة، ما تسبب بنزوح آلاف الأشخاص من منازلهم إلى مناطق أخرى أكثر أمنًا.
وفي حديث سابق لعنب بلدي، قال مسؤول الإغاثة في المجلس المحلي لمدينة سرمين، إن بعض الأهالي اضطروا للعودة إلى مدينتهم، عقب نزوحهم، بسبب عدم قدرتهم على تحمل أعباء الانتقال واستئجار منزل آخر بمبلغ كبير، فضلًا عن عدم تأقلمهم مع السكن في مراكز الإيواء الجماعي أو المخيمات.
وسبق في 12 من الشهر الحالي، أن زار وفد “أممي” شمال غربي سوريا، للاطلاع على أوضاع النازحين واحتياجاتهم، والاستجابة الإنسانية الطارئة من قبل شركاء الأمم المتحدة.
وترأس الوفد نائب المنسق الإقليمي الإنساني للأزمة السورية، ديفيد كاردن، مع ممثلين من مفوضية الأمم المتحدة و”يونيسف” ومنظمة الصحة العالمية وإدارة خدمات الدعم الاجتماعي.
ونشر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية حينها تقريرًا، تحدث عبره عن أوضاع المنطقة بعد القصف على شمال غربي سوريا وحجم الأضرار، وخطة استجابة الأمم المتحدة لمساعدة النازحين إثر القصف.