قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، إن سربًا من طائرات “F-16 Fighting Falcon” وصل، الثلاثاء، إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط، ليعمل إلى جانب مجموعة من القوات الأخرى في المنطقة بهدف تعزيز قدرة القوات الأمريكية على الدفاع عن نفسها.
وجاء في إحاطة صحفية للسكرتير الصحفي لـ”البنتاجون”، العميد بات رايدر، الثلاثاء 24 من تشرين الأول، أن ميليشيات مدعومة من إيران هاجمت في أكثر من 12 مناسبة القوات الأمريكية “التي تقوم بمهام مكافحة الإرهاب” في كل من العراق وسوريا.
وأشار رايدر إلى أن بلاده تعلم بمسؤولية جماعات مدعومة من قبل “الحرس الثوري الإيراني” والحكومة الإيرانية عن الهجمات التي طالت القواعد الأمريكية مؤخرًا.
وأضاف، “ما نشهده هو احتمال حدوث تصعيد أكبر قادم من القوات الوكيلة لإيران، وفي النهاية من إيران، ضد القوات والأفراد الأمريكيين في جميع أنحاء المنطقة على المدى القريب جدًا”.
وردًا على تصاعد وتيرة الهجمات على القواعد الأمريكية في المنطقة، نشرت الوزارة مجموعة حاملة الطائرات “USS Dwight” في منطقة عمل القيادة المركزية، ووجهت إلى المنطقة بطارية دفاع جوي وكتائب صواريخ “باتريوت” إضافية، بحسب “البنتاجون”.
العميد رايدر أشار إلى أن الجهود المبذولة لحماية القوات الأمريكية في المنطقة هي أحد ثلاثة أهداف رئيسة ركزت عليها وزارة الدفاع الأمريكية منذ بدء الأحداث في فلسطين.
منذ الهجوم الإرهابي الذي شنته (حماس)، كنا واضحين أيضًا أننا لا نريد أن نرى الوضع في إسرائيل يتسع، ليتحول إلى صراع إقليمي أوسع (…) رسالتنا إلى أي دولة أو مجموعة تفكر في محاولة الاستفادة من هذا الوضع لتوسيع الصراع هي أن لا تفعل.
العميد بات رايدر السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأمريكية |
وفي 7 من تشرين الأول الحالي، شنت “حماس” عملية عسكرية حملت اسم “طوفان الأقصى”، استهدفت خلالها بهجوم جوي وبري وعبر الصواريخ المستوطنات المحاذية لقطاع غزة أو ما يعرف باسم “غلاف غزة” جنوبي فلسطين.
وردت إسرائيل على العملية بقصف مكثف ومتواصل على قطاع غزة، وسط تلويح باجتياح عسكري بري لا يزال مستمرًا، بينما أبدت الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل مرارًا.
استهدافات لقواعد أمريكية
منذ بدء التصعيد على الأراضي الفلسطينية، شهدت القواعد العسكرية التابعة لقوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا في سوريا والعراق استهدافات متكررة عبر طائرات مسيّرة أو صواريخ بشكل متكرر.
وفي 23 من تشرين الأول الحالي، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم) عن تعرض قاعدة “التنف” العسكرية التابعة للتحالف الدولي شرقي سوريا للاستهداف، وتوعدت باتخاذ الإجراءات كافة للدفاع عن أعضاء قوات التحالف في المنطقة.
وجاء في منشور لـ”سينتكوم” عبر “إكس”، أن الجيش الأمريكي دمر طائرتين مسيّرتين هجوميتين بالقرب من القوات الأمريكية وقوات التحالف قبل أن تصل إلى أهدافها، دون أن تسفر عن ضحايا أو أضرار.
وتزامن إعلان “سينتكوم” حينها مع دوي أصوات انفجارات قادمة من قاعدة “حقل كونيكو” الأمريكية شرقي محافظة دير الزور، بحسب ما أفاد مراسل عنب بلدي في المنطقة.
وفي 19 من الشهر الحالي، شهدت قاعدة “كونيكو” الأمريكية انفجارات يعتقد أنها ناتجة عن استهداف، بحسب المراسل، لم تعلّق عليها أمريكا رسميًا حتى اليوم.
وتزامن الاستهداف مع آخر طال قاعدة “عين الأسد” الأمريكية الجوية في العراق، دون أضرار.
وتبنت “فصائل المقاومة العراقية” جزءًا من هذه الاستهدافات، إذ سبق وقالت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، إن “فصائل المقاومة العراقية استهدفت قاعدتي (التنف) و(الركبان) التابعتين للاحتلال الأمريكي في سوريا، بواسطة طائرتين مسيرتين، وحققت إصابات مباشرة فيهما”.
وسبق أن قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جون كيربي، إن ارتفاع الهجمات الصاروخية والطائرات دون طيار على القواعد الأمريكية، يقف خلفه وكلاء مدعومون من إيران.
تهديدات سابقة
في 9 من تشرين الأول الحالي، هدد السياسي العراقي هادي العامري، زعيم منظمة “بدر” السياسية والعسكرية المقربة من إيران، الأمريكيين بقوله، “إذا تدخلوا (في التصعيد بفلسطين) فسوف نتدخل، وسنعتبر كل الأهداف الأمريكية مشروعة”.
وتضم منظمة “بدر” جزءًا من قوات “الحشد الشعبي” العراقي، وهي منظمة عسكرية شبه حكومية تضم العديد من الفصائل المدعومة من إيران، بحسب وكالة “رويترز“.
وفي 13 من تشرين الأول الحالي، بعد مرور نحو أسبوع على بداية المواجهات في غلاف غزة الفلسطينية، نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية معلومات عن أن الفصائل العراقية تلقت رسائل متواترة من الإيرانيين، أفادت أغلبيتها بأن التدخل المباشر في الحرب يحتاج إلى ظرف آخر، وقد يحدث هذا الظرف قريبًا “بالاعتماد على اتساع رقعة الحرب ومشاركة أطراف أكثر”.
وأضافت أن اتصالات أجريت بالفعل بين قادة فصائل فلسطينية والعراقيين لمناقشة الأوضاع في قطاع غزة، أعلن زعيم “عصائب أهل الحق” (ميليشيات شيعية مقربة من إيران)، قيس الخزعلي، عن واحدة منها، كانت مع رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية.
–