استياء شعبي جراء إغلاق “قسد” فرنًا في بلدة العزبة بدير الزور
أثار إغلاق “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) فرن “الكيلاني” في بلدة العزبة بريف دير الزور الشمالي، أمس 23 من تشرين الأول، استياء أهالي المنطقة.
وقال مراسل عنب بلدي في دير الزور، إن “قسد” حولت مبنى الفرن إلى نقطة عسكرية بعد أن احتجزت معداته ونقلتها إلى جهة مجهولة.
وأبدى سكان المنطقة استياءهم وغضبهم جراء إغلاق الفرن، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الأهالي، وخاصة مع ارتفاع أسعار الطحين وأسعار الخبز السياحي.
اقرأ أيضًا: شمال شرقي سوريا.. خبز “الأفران العامة” رديء وغير كاف
ربيع أحمد، نازح من بلدة حطلة، قال لعنب بلدي، إن قرار الإغلاق “ليس بمكانه في ظل ما نعيشه من ظروف اقتصادية صعبة، لأن الخبز أهم مادة في حياتنا”.
وأضاف، “أن على الإدارة دعم الخبز والمحروقات، بدلًا من أعمال نحن بغنى عنها مثل حفر الأنفاق وإنشاء مقار عسكرية تكبد الملايين”، معبرًا أن الأهالي بحاجة لهذه الأموال أكثر بكثير من أي خطوات ومشاريع غير مدروسة هدفها “لانتقام وتصفية حسابات بين القيادات والكوادر”.
من جهتها، وصفت ريم (50 عامًا)، وهي وأم لخمسة أطفال، القرار بـ”غير المسؤول”، متهمة “الإدارة” بعدم الاهتمام بما يعانيه الناس.
وترى ريم، أن بوسع “الإدارة” اتخاذ قرار “أفضل بكثير” من إغلاق الفرن، إذا حدّت من “الفساد” الموجود ضمن هيئاتها، وألقت القبض على المختلسين الذين نهبوا الملايين.
منير، أحد أبناء المنطقة، قال لعنب بلدي، إن استيلاء “قسد” على الفرن يعد “ضربة كبيرة” للمنطقة، إذ إن الفرن يؤمن الخبز لأكثر من 5000 نسمة في بلدة العزبة، مُعبرًا عن خيبته اتجاه القرارات التي أصدرتها الإدارة الذاتية خلال مؤتمر “تعزيز الأمن والاستقرار نحو تطوير وترسيخ التشاركية بدير الزور”.
مخرجات المؤتمر
جاء إغلاق الفرن بعد يوم من عقد “الإدارة المدنية” التابعة لـ”الإدارة الذاتية” (المظلة السياسية لـ”قسد”) مؤتمرًا تحت اسم “تعزيز الأمن والاستقرار نحو تطوير وترسيخ التشاركية بدير الزور”.
وطرحت “الإدارة”، حسب ما أعلنته الأحد، 22 من تشرين الأول، جملة من المخرجات مكونة من 42 بندًا، أبرزها إعادة هيكلة المجالس المحلية والتشريعية والتنفيذية والبلديات، وترتيب قوى “الأمن الداخلي” و”مجلس دير الزور العسكري” خلال ستة أشهر.
وشملت “الإصلاحات” إعادة النظر في تراخيص الأفران ومحطات الوقود والمعامل، وتنظيمها وفق القانون المعمول به في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
ممتلكات “أبو خولة”
مصدر محلي تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، قال لعنب بلدي، إن ملكية الفرن تعود لقائد “مجلس دير الزور العسكري” أحمد الخبيل (أبو خولة)، وكانت إدارة المحروقات تزوده بمادة المازوت المدعوم، وله مخصصات كباقي الأفران في دير الزور.
وأضاف المصدر، أن الاستيلاء على الفرن جاء في سياق حملة “قسد” لمصادرة ممتلكات الخبيل.
وأعلنت “قوات سوريا الديمقراطية” عن عزل قائد “مجلس دير الزور العسكري” أحمد الخبيل، وذلك عبر بيان نشرته في موقعها الرسمي، في 30 من آب الماضي.
وبحسب البيان، فإن قرار عزل الخبيل جاء جراء ارتكابه “جرائم جنائية بحق الأهالي والمتاجرة بالمخدرات“، وسوء إدارة الوضع الأمني في دير الزور، ودوره السلبي في زيادة نشاط خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، واستغلال منصبه في “مصالحه الخاصة والعائلية بما يخالف النظام الداخلي لقوّات سوريا الديمقراطية”.
وأضاف البيان، أن قرار العزل جاء بناء على أمر اعتقال صادر عن النيابة العامة في شمال شرقي سوريا، بسبب ارتكابه “العديد من الجرائم والتجاوزات المتعلقة بتواصله والتنسيق مع جهات خارجية معادية للثورة”.
وفي 28 من آب الماضي، نشبت مواجهات مسلحة في دير الزور على خلفية اعتقال “قسد” لقائد “المجلس العسكري”، ما أسفر عن تحالف عشائر من المنطقة مع مقاتلي “المجلس”، وبدأت اشتباكات عسكرية وُصفت حينها بـ”العنيفة” في بعض قرى وبلدات دير الزور خرجت عن سيطرة “قسد” بالكامل، ثم عاودت “قسد” احتواء التوتر فيها.
وتحولت الأحداث من خلاف بين “المجلس العسكري” و”قسد” إلى مطالب بتعزيز المكون العربي بإدارة المنطقة، وتعزيز الخدمات فيها، وهي مطالب يرددها أبناء المنطقة منذ سنوات، ولطالما خرجت احتجاجات بمناطق متفرقة من أرياف دير الزور حاملة المطالب نفسها.
شارك في إعداد هذا الخبر مراسل دير الزور عبادة الشيخ.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :