قُتل خمسة مدنيين وأُصيب خمسة آخرون في حصيلة غير نهائية لمجزرة نفذتها الطائرات الحربية الروسية في ريف إدلب الغربي اليوم، الثلاثاء 24 من تشرين الأول، وفق “الدفاع المدني السوري”.
ووثق الفريق مقتل خمسة مدنيين (رضيعان وثلاث نساء)، وإصابة خمسة آخرين بينهم رضيع وطفلان، في حصيلة غير نهائية لغارات روسية استهدفت مخيم “أهل سراقب” للمهجرين على أطراف قرية الحمامة في ريف إدلب الغربي.
وقال “المرصد 80” (أبو أمين) المختص برصد التحركات العسكرية في المنطقة، إن طائرات روسية شنت غارات جوية بالصواريخ الفراغية على محيط قرية الحمامة بريف جسر الشغور غربي إدلب.
وذكر في منشور منفصل أن ثلاث طائرات استطلاع روسية تحلق في أجواء الفطيرة كفرعويد، سفوهن، عين شيب، كفر شلايا، بسنقول، جنوبي وغربي إدلب.
ويتواصل استهداف قوات النظام وروسيا مناطق الشمال السوري منذ أكثر من 20 يومًا، مستخدمة في بعض هجماتها صواريخ محملة بذخائر عنقودية.
ووثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” استهداف قوات النظام بصواريخ تحمل مواد حارقة بلدة الأبزمو غرب محافظة حلب، في 20 من تشرين الأول الحالي، ما أدى إلى احتراق سيارتين ودمار جزئي في خمسة منازل.
مجازر شمالي سوريا
ونفذت قوات النظام مجزرة قُتل فيها خمسة أطفال بقصف مدفعي على قرية القرقور بريف حماة الشمالي الغربي، في 22 من تشرين الأول الحالي.
واستجابت فرق “الدفاع المدني” خلال النصف الأول من تشرين الأول الحالي لـ194 هجومًا على 60 مدينة وبلدة في مناطق شمال غربي سوريا.
وتسببت هذه الهجمات بمقتل 49 مدنيًا بينهم 13 طفلًا وعشر نساء، وإصابة 230 مدنيًا بينهم 67 طفلًا و63 امرأة.
ومنذ بداية العام الحالي حتى 15 من تشرين الأول، استجابت فرق “الدفاع المدني” لـ951 هجومًا على مناطق شمال غربي سوريا من قبل قوات النظام وروسيا ومناطق السيطرة المشتركة لقوات النظام و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وتسببت هذه الهجمات بمقتل 112 مدنيًا بينهم 24 طفلًا و16 امرأة، وإصابة 510 مدنيين بينهم 163 طفلًا و77 امرأة.
قصف الشمال تحت غطاء غزة
يتزامن تصعيد النظام السوري في شمال غربي سوريا مع دخول عمليات القصف الإسرائيلي على قطاع غزة الفلسطيني أسبوعها الثالث، مخلفة حتى الآن ما يزيد على 5 آلاف قتيل من المدنيين.
وبعد قصف إسرائيلي متزامن طال مطاري “دمشق” و”حلب” في 12 من تشرين الأول الحالي، اعتبرت وزارة الدفاع في حكومة النظام قصف المطارين جزءًا من “النهج المستمر في دعم الجماعات الإرهابية المتطرفة التي يحاربها الجيش السوري في شمالي البلاد، والتي تشكل ذراعًا مسلحًا للكيان الإسرائيلي (في إشارة إلى قوات المعارضة السورية)”.
النظام وروسيا لا يحتاجان إلى مبررات
تخضع منطقة شمال غربي سوريا لاتفاقية “موسكو” الموقعة بين روسيا وتركيا، وتوقفت العمليات العسكرية من معارك وفتح جبهات منذ توقيعها في 5 من آذار 2020، إلا أن هذه الاتفاقية تعرضت لخروقات متكررة، وتتعرض المنطقة لقصف شبه يومي من قوات النظام، تتخلله غارات جوية روسية.
واعتبر باحثون ومحللون في حديثهم لعنب بلدي أن روسيا والنظام السوري ليسا بحاجة إلى مبرر أو سبب لشن أي عدوان على إدلب أو أي منطقة بالشمال السوري، فالمبررات موجودة طالما أن بشار الأسد يعتبر جميع من ناهضه من السوريين “إرهابيين”، وبالتالي قتالهم مهمة وطنية.
وذكروا أن النظام وحلفاءه يستغلون بعض الظروف الاستثنائية (التصعيد الإسرائيلي على غزة) لترويع المدنيين في الشمال السوري وارتكاب مجازر جديدة، وضرب القدرات العسكرية لـ”هيئة تحرير الشام” (المسيطرة على إدلب) في أسلوب يُشبه إلى حد ما سياسة “جز العشب” التي تهدف إلى منع “الهيئة” وفصائل المعارضة من امتلاك النفَس.
اقرأ أيضًا: سياسة “جز العشب“.. روسيا لا تريد لمنطقة إدلب التقاط أنفاسها
–