رغم اقتراب نهاية موسمه.. أسعار الباذنجان ترتفع في درعا
سجلت أسعار الباذنجان ارتفاعًا ملحوظًا في أسواق “الهال” بمحافظة درعا جنوبي سوريا، رغم اقتراب انتهاء الموسم، لعدة أسباب، بينها قلة معروض المادة في الأسواق نتيجة تراجع المساحات المزروعة بها.
ووصل سعر الكيلوغرام من الباذنجان إلى نحو 6000 ليرة سورية بعد أن كانت أسعاره تتراوح بين 3500 و4000 ليرة مطلع تشرين الأول الحالي.
وتعتبر محافظة درعا من المحافظات المنتجة للباذنجان، وهو محصول من الخضار الصيفية يكثر عليه الطلب كونه يدخل في صناعة “المكدوس”، أحد أهم مواد المؤونة في درعا.
ويصدّر الباذنجان من درعا إلى المحافظات السورية وخاصة العاصمة دمشق، كما تكثر في محافظة درعا المشاغل الخاصة، وهي عبارة عن شركات تشتري الخضار والفواكه من أسواق “الهال” وتعدها للتصدير بعد فرزها وتحميلها بشاحنات تبريد وتصديرها لدول الجوار.
إحجام عن الزراعة
قال عدد من مزارعي محافظة درعا ممن التقتهم عنب بلدي، إن المساحات المزروعة لهذا الموسم بمادة الباذنجان قليلة مقارنة بالأعوام السابقة، بسبب تناقص مياه الري، وجفاف معظم الآبار والينابيع.
ويعتبر الباذنجان من المحاصيل التي تحتاج إلى الري بكثرة، بحسب المزارع محمد كيوان (32 عامًا) الذي يملك أرضًا مزروعة بالباذنجان في محيط مدينة طفس.
وقال محمد، إن مساحة زراعة الباذنجان تراجعت هذا الموسم وخاصة في ريف درعا الغربي الذي يشهد تراجعًا ملحوظًا في مياه الري، موضحًا أنه قلّص المساحات المزروعة لديه من 25 دونمًا في العام الماضي إلى خمسة دونمات فقط لهذا الموسم.
وحول أسباب ارتفاع سعر الباذنجان قال المزارع، إن الكميات التي تدخل لأسواق “الهال” قليلة، والطلب عليه كبير، وإن الكميات التي تدخل سوق “الهال” صباح كل يوم تنفد بسرعة إذ يكثر طلب التجار على المادة.
من أشهر أنواع الباذنجان في درعا “الحمصي”، وهو المرغوب لصناعة “المكدوس”، وهناك أنواع اخرى كـ”الحموي” و”الأسود”.
بينما يرى المزارع ياسر الخلف (45 عامًا) الذي يملك عشرة دونمات من الباذنجان في مشاريع بلدة المزيريب، أنه مع حلول شهر تشرين الأول يضعف إنتاج المحصول، لأن الموسم يشارف على نهايته، موضحًا أنه خلال شهري آب وأيلول كان يجني المحصول ثلاث مرات في الأسبوع، أما حاليًا فيجنيه مرة واحدة كل أسبوع وبإنتاجية ضعيفة.
في حين أرجع عضو لجنة تجار ومصدري الخضار والفواكه في دمشق، محمد العقاد، أسباب ارتفاع أسعار الخضار والفواكه في الأسواق المحلية لقلة المعروض منها، بعد إحجام المزارعين عن الزراعة لأسباب تتعلق بالتكلفة العالية لمستلزمات الإنتاج، كالمحروقات، والأيدي العاملة، والأدوية، ووسائل نقل الخضار المرتبطة بسعر المازوت.
معامل لصناعة “المكدوس”
تنتشر في درعا معامل تصنع “المكدوس” وتصدّره إلى دول الخليج العربي والأردن عبر معبر “نصيب” الحدودي، ما يزيد الطلب على مادة الباذنجان في المحافظة.
سعد (30 عامًا) عامل في معمل لصناعة “المكدوس” بريف درعا الغربي، قال لعنب بلدي، إن معامل “المكدوس” ظاهرة جديدة في المحافظة، وهي تعتمد على صناعته وتصديره بالدرجة الأولى لدول الجوار، وخاصة الأردن الذي تُرغب هذه المادة فيه.
وأضاف أن المعامل تفضّل حبات الباذنجان الصغيرة وتتعاقد مع تجار “الكمسيون” في أسواق “الهال” لتحويل الباذنجان المرغوب لهم مباشرة.
وقدّر عضو لجنة تجار ومصدري الخضار والفواكه في دمشق، محمد العقاد، كميات الخضار والفواكه التي تصدّر عبر معبر “نصيب” الحدودي بـ600 طن يوميًا، لافتًا إلى أن السعودية أكبر المستهلكين للخضار والفواكه السورية.
وتجاوزت المساحات المزروعة بالخضار الصيفية لهذا الموسم الخطة المقررة من قبل مديرية زراعة درعا.
وقال رئيس دائرة التخطيط والتعاون الدولي في المديرية، حسن الأحمد، إن المساحة المزروعة بالخضار الصيفية في درعا تجاوزت 3303 هكتارات، في حين حُددت الخطة بـ2579 هكتارًا بنسبة 128% من الخطة المرسومة.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :