“قسد” تستمر باحتجاز صحفيين تزامنًا مع الإعلان عن “إصلاحات” في قطاع الإعلام
أعلنت “الإدارة الذاتية” لشمال شرقي سوريا (المظلة السياسية لـ”قوات سوريا الديمقراطية” قسد) عن جملة من “الإصلاحات” على خلفية الأحداث الأمنية التي شهدتها محافظة دير الزور خلال الشهرين الماضيين.
جاء ذلك بعد وعود كررها قائد “قسد”، مظلوم عبدي، بالإصلاح على الصعيدين الأمني والخدمي، ومنها ما أشار إلى تفعيل دور الإعلام وإعادة هيكلة المجلس التنفيذي في دير الزور وجميع لجانه.
وبينما أُعلن عن تفعيل دور الإعلام في المنطقة، لا تزال “قسد” تحتجز أفرادًا من كادر عمل “وكالة باز نيوز” الإخبارية، للمرة الثانية على التوالي، على خلفية المواجهات التي شهدتها دير الزور بين “قسد” و”مجلس دير الزور العسكري” التابع لها، التي تحولت إلى انتفاضة عشائرية ضد “قسد” لاحقًا.
مكتب “باز” تحول إلى مقر عسكري
في 28 من آب الماضي، خلال اليوم الأول للمواجهات المسلحة التي شهدها المنطقة، استولت “قسد” على مبنى “وكالة باز” الإخبارية في حي الكلاسة بمدينة الحسكة، على خلفية اعتقال بعض كوادرها، وحولته إلى مقر عسكري لقواتها.
مدير “وكالة باز” في ألمانيا، سليمان الناصر، قال لعنب بلدي، إن “قسد” اعتقلت مدير “الوكالة” في سوريا، أحمد عجور، إلى جانب الصحفي والمعد ملحم معيشي، إضافة إلى متدرب جديد أُبلغ فقط باسمه الأول (نضال)، تبع ذلك، في 2 من أيلول الماضي، اعتقال المدير القانوني للوكالة، مروان الشيخ عيسى.
وأضاف الناصر أن تهديدات متكررة تلقاها الفريق العامل في “وكالة باز”، إذ طُلب منهم العمل في الوكالات التابعة لـ”الإدارة” مقابل رواتب شهرية أعلى وتقديم تسهيلات لهم.
وأضاف أن جهات عديدة فشلت بشكل متكرر في إقامة إذاعة أو تلفزيون عربي في المنطقة، وهو المشروع الذي كانت تخطط له “وكالة باز” سابقًا، وتلقت دعمًا من القائد العام السابق لـ”مجلس دير الزور العسكري”، أحمد الخبيل (أبو خولة)، لهذا السبب.
وحول وضع المؤسسة القانوني لدى “قسد” قال الناصر، إن “الوكالة” حصلت على ترخيص في 4 من آب الماضي، وكان ترخيصها صالحًا لمدة عام واحد ويمكن تجديده.
علاقة “الوكالة” بـ”المجلس العسكري”
مع الخلاف الأول الذي نشب بين “مجلس دير الزور العسكري” و”قسد” نهاية تموز الماضي، داهمت “قوى الأمن الداخلي” (أسايش) التابعة لـ”الإدارة الذاتية” مبنى “وكالة باز” واعتقلت جزءًا من العاملين فيه.
وعقب أيام على الإغلاق، أعادت “الشبكة” افتتاح مكتبها، واستأنفت عملها فيه بشكل طبيعي حتى بدء المواجهات الثانية التي نشبت على خلفية اعتقال قائد “المجلس”، أحمد الخبيل، بالحسكة، في 27 من آب الماضي.
مدير “الوكالة” في ألمانيا، سليمان الناصر، قال لعنب بلدي، إن الدعم الذي قدمه الخبيل لـ”باز نيوز” كان غالبًا من نوع لوجستي، وشمل توفير تسهيلات لتيسير عمل المراسلين في دير الزور، بما في ذلك توفير كاميرات وأجهزة لابتوب.
ونظرًا إلى الوضع الأمني في ريف دير الزور، اختار القائمون على “الوكالة” مدينة الحسكة كمقر لهم، بحسب الناصر.
الناصر أشار أيضًا إلى دعم مالي تلقته “وكالة باز” من قبل شيوخ العشائر العربية، مثل قبائل “العكيدات” و”البكارة” و”الجبور” في الداخل والخارج، مشيرًا إلى أنها تمتلك تراخيص كاملة للعمل في ألمانيا أيضًا.
مكتب “وكالة باز” أغلق سابقًا مرتين، تزامنًا مع إشكاليات بين “قسد” و”مجلس دير الزور العسكري” الذي تتهم “الوكالة” بالتبعية له بشكل كامل، وهو ما ينفيه القائمون عليها، إذ يعتبرون أن دعم “المجلس” هو جزئي، ولا يعني التبعية.
ليست الأولى
في 8 من آب الماضي، أعادت “وكالة باز نيوز” المحلية افتتاح مكتبها بمدينة الحسكة بعد أيام على إغلاقه على يد “أسايش” التابعة لـ”بلدية الشعب” التي تهجم عناصرها على كادر “الوكالة” وطردوهم من المكان دون السماح بإخراج أي من معداتهم.
مراسل “باز نيوز” في دير الزور عبد الله محمد، قال في حديث سابق لعنب بلدي، إن المؤسسة الإعلامية استأنفت عملها، بوساطة من القيادة العسكرية في “مجلس دير الزور العسكري”، بعد يوم على إغلاقها.
وقال مدير “باز نيوز”، أحمد عجور حينها (معتقل حاليًا)، إن المؤسسة الإعلامية كانت تعمل بشكل قانوني في المنطقة، وسبق أن استخرجت تراخيص رسمية من “دائرة الإعلام” التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، ولا يوجد أي مشكلات قانونية تخصها.
وأضاف أن إغلاق المكتب جاء بعد خلاف بين إدارتها وأحد مقاولي البناء في الحسكة، حول قانونية البناء الذي يضم مكتب المؤسسة.
عجور قال أيضًا، إن “الوكالة” اشترت جزءًا من البناء في الحسكة ونقلت مقرها له قبل أكثر من ثلاثة أشهر، واستمرت بالعمل فيه ولم تخطر أي جهة المسؤولين عن الشبكة أن للبناء مشكلة قانونية أو مخالفة.
وبذريعة مخالفة في البناء أغلقت “الإدارة الذاتية” المكتب، وطردت العاملين في “باز نيوز” من مكاتبهم، علمًا أن مكاتب أخرى في المبنى نفسه لم يطبق عليها نفس الإجراء.
الإعلام لدى “قسد”
تكررت حالات التضييق على الإعلاميين والصحفيين من قبل “قسد” و“الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا، وتضمنت عمليات اعتقال لصحفيين كرد وعرب من أبناء المنطقة خلال فترات زمنية متفاوتة.
وقبل عدة أشهر تحدثت شبكات إعلامية محلية عن اعتقال صحفيين من قبل “قسد” بتهمة تصوير مواقع عسكرية تتبع لها، سبق ذلك عام 2021، اعتقال الناشط الإعلامي حسام القس من قبل مجهولين، بعد أن اعتدوا عليه بالضرب في منطقة السوق وسط مدينة المالكية شرقي الحسكة، بحسب “الشبكة السورية لحقوق الإنسان“.
وفي تموز 2021، أصدرت “الإدارة الذاتية” بيانًا استنكرت فيه اتهامات منظمات حقوق الإنسان ومنظمات صحفية عالمية لـ”قسد” بانتهاك حقوق الصحفيين في مناطق نفوذها، ووصفتها بأنها “حملات تحاول استهداف (الإدارة الذاتية) وتشويه الحقائق”.
شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في دير الزور عبادة الشيخ.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :