النظام وروسيا يواصلان قصف الشمال السوري

إسعاف مصاب بقصف لقوات النظام السوري على الأحياء السكنية في مدينة أريحا جنوبي إدلب- 22 من تشرين الأول 2023 (الدفاع المدني السوري)

camera iconإسعاف مصاب بقصف لقوات النظام السوري على الأحياء السكنية في مدينة أريحا جنوبي إدلب- 22 من تشرين الأول 2023 (الدفاع المدني السوري)

tag icon ع ع ع

يستمر تصعيد قوات النظام السوري وروسيا عسكريًا على مناطق شمال غربي سوريا، مستهدفًا المدنيين والمرافق الطبية والبنى التحتية، منذ مطلع تشرين الأول الحالي.

واستهدفت قوات النظام صباح اليوم، الاثنين 23 من تشرين الأول، بالمدفعية الثقيلة محيط مدن وقرى جسر الشغور وإحسم والرويحة ومحمبل والفطيرة والعنكاوي، وكنصفرة جنوبي إدلب، وفق مراصد عسكرية عاملة في المنطقة.

ويتواصل الاستهداف بعد ليلة دامية عاشتها مناطق شمالي سوريا، إذ ارتكبت قوات النظام مجزرة قُتل فيها خمسة أطفال بقصف مدفعي على قرية القرقور في ريف حماة الشمالي الغربي، الأحد.

وأُصيب مدني بجروح خفيفة ورضوض بعد انهيار جدار منزله إثر غارة جوية للطائرات الحربية الروسية استهدفت قرية الشيخ سنديان في ريف إدلب الغربي، مساء الأحد، وفق “الدفاع المدني السوري”.

وتعرض مركز “الأمين” الصحي في أريحا جنوبي إدلب لاستهداف مباشر براجمات الصواريخ من قبل قوات النظام، ما أدى إلى أضرار مادية في بنية المركز، مساء الأحد.

وسقطت ثماني قذائف صاروخية في الحي الذي يوجد فيه المركز، ما أسفر عن وقوع خمس إصابات من المدنيين.

واستجابت فرق “الدفاع المدني” خلال النصف الأول من تشرين الأول الحالي لـ194 هجومًا على 60 مدينة وبلدة في مناطق شمال غربي سوريا.

وتسببت هذه الهجمات بمقتل 49 مدنيًا بينهم 13 طفلًا وعشر نساء، وإصابة 230 مدنيًا بينهم 67 طفلًا و63 امرأة.

ومنذ بداية العام الحالي حتى 15 من تشرين الأول، استجابت فرق “الدفاع المدني” لـ951 هجومًا على مناطق شمال غربي سوريا من قبل قوات النظام وروسيا ومناطق السيطرة المشتركة لقوات النظام و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

وتسببت هذه الهجمات بمقتل 112 مدنيًا بينهم 24 طفلًا و16 امرأة، وإصابة 510 مدنيين بينهم 163 طفلًا و77 امرأة.

يتزامن تصعيد النظام السوري في شمال غربي سوريا، مع دخول عمليات القصف الإسرائيلي على قطاع غزة الفلسطيني أسبوعها الثالث، مخلفة حتى الآن ما يزيد على 4 آلاف قتيل من المدنيين.

وبعد قصف إسرائيلي متزامن، طال مطاري “دمشق” و”حلب” في 12 من تشرين الأول الحالي، اعتبرت وزارة الدفاع في حكومة النظام، قصف المطارين جزءًا من “النهج المستمر في دعم الجماعات الإرهابية المتطرفة التي يحاربها الجيش السوري في شمالي البلاد، والتي تشكل ذراعًا مسلحًا للكيان الإسرائيلي (في إشارة إلى قوات المعارضة السورية)”.

وتخضع منطقة شمال غربي سوريا لاتفاقية “موسكو” الموقعة بين روسيا وتركيا، وتوقفت العمليات العسكرية من معارك وفتح جبهات منذ توقيعها في 5 من آذار 2020، إلا أن هذه الاتفاقية تعرضت لخروقات متكررة، وتتعرض المنطقة لقصف شبه يومي من قوات النظام، تتخلله غارات جوية روسية.

واعتبر باحثون ومحللون في حديثهم لعنب بلدي أن روسيا والنظام السوري ليسا بحاجة إلى مبرر أو سبب لشن أي عدوان على إدلب أو أي منطقة بالشمال السوري، فالمبررات موجودة طالما أن بشار الأسد يعتبر جميع من ناهضه من السوريين “إرهابيين”، وبالتالي قتالهم مهمة وطنية.

وذكروا أن النظام وحلفاءه يستغلون بعض الظروف الاستثنائية (التصعيد الإسرائيلي على غزة) لترويع المدنيين في الشمال السوري وارتكاب مجازر جديدة، وضرب القدرات العسكرية لـ”هيئة تحرير الشام” (المسيطرة على إدلب) في أسلوب يُشبه إلى حد ما سياسة “جز العشب” التي تهدف إلى منع “الهيئة” وفصائل المعارضة من امتلاك النفَس.

اقرأ أيضًا: سياسة “جز العشب.. روسيا لا تريد لمنطقة إدلب التقاط أنفاسها





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة