حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “حزب الله” من فتح جبهة حرب ثانية مع إسرائيل، قائلًا إن تنفيذ ذلك سيؤدي إلى ضربات إسرائيلية مضادة بحجم “لا يمكن تصوره”، من شأنها أن تلحق “دمارًا” بلبنان.
ونقلت صحيفة “هارتز” الإسرائيلية تصريحات نتنياهو التي قدمها لقوات “كوماندوز” إسرائيلية بالقرب من الحدود اللبنانية، اليوم الأحد 22 من تشرين الأول، وقال فيها، “لا أستطيع أن أخبركم الآن ما إذا كان حزب الله سيقرر الدخول في الحرب بشكل كامل”.
وأكد نتنياهو أن هذه “الحرب بمثابة حياة أو موت بالنسبة لإسرائيل”.
منذ اندلاع مواجهات عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها حركة “المقاومة الإسلامية” (حماس) على مستوطنات ونقاط عسكرية إسرائيلية، تشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل اشتباكات وقصفًا متبادلًا بين مقاتلين من “حزب الله” والجيش الإسرائيلي، تسببت بسقوط قتلى وجرحى على جانبي الحدود.
وأعلن “حزب الله” اليوم مقتل خامس عنصر من قواته في المواجهات مع الجيش الإسرائيلي، ليرتفع العدد الكلي إلى 24 شخصًا منذ بدء عملية “طوفان الأقصى”.
من جهته حذر وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، الولايات المتحدة وإسرائيل من أن الوضع في الشرق الأوسط قد يخرج عن السيطرة ما لم توقف القوات الإسرائيلية “فورًا الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية في غزة”.
وقال عبد اللهيان خلال مؤتمر صحفي مع نظيرته الجنوب إفريقية ناليدي باندور في طهران اليوم الأحد، إن “المنطقة أشبه ببرميل بارود (…)، أريد أن أحذر الولايات المتحدة والنظام الصهيوني التابع لها بأنه في حال لم يضعا حدًا فورًا للجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية في غزة، كل الاحتمالات ممكنة في أي لحظة، والوضع في المنطقة سيصبح خارجًا عن السيطرة”.
وفجر 7 من تشرين الأول الحالي، أطلقت حركة “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى”، ردًا على “اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، لا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة”.
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية “السيوف الحديدية”، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليونَي فلسطيني، يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.
50% من القطاع تضرر
أفاد اليوم الأحد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن 50% من الوحدات السكنية في قطاع غزة تضررت بشكل كلي أو جزئي بالقصف الإسرائيلي، وبات 70% من سكان القطاع أي 1.5 مليون فلسطيني، خارج منازلهم قسرًا.
بدورها، قالت وزارة الداخلية في غزة إن 11 فلسطينيًا قتلوا وسقط عدد من الجرحى في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في حي العلمي بمخيم جباليا.
وذكر المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، أن “الاحتلال ارتكب 24 مجزرة خلال الـ24 ساعة الماضية راح ضحيتها 266 شهيدًا منهم 117 طفلًا وغالبيتهم من جنوبي القطاع”.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، في تحديث لحصيلة الضحايا لليوم الأحد، مقتل 4651 فلسطينيًا بينهم 1873 طفلًا و1023 امرأة و187 مسنًا وإصابة 14245 آخرين منذ بدء التصعيد على غزة.
مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، ذكر أمس السبت، أن نحو 384 ألفًا و200 نازح داخليًا يقيمون في 90 ملجأ تابعًا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في المنطقة الوسطى، وخان يونس، ورفح وقطاع غزة.
ووفق تقرير للمكتب الأممي تزامن مع مرور أسبوعين على بدء التصعيد، فإن عدد النازحين في المنطقة الجنوبية ارتفع خلال 24 ساعة بمقدار 16 ألف شخص، أكثر من نصفهم في رفح.