استهدف الطيران الإسرائيلي مدرجي مطاري “دمشق” و”حلب” الدوليين، في هجوم متزامن يعد الثاني من نوعه خلال عشرة أيام، ليخرجهما عن الخدمة، فجر اليوم الأحد 22 من تشرين الأول.
ونقلت وكالة الأمباء الرسمية “سانا” عن مصدر عسكري (لم تسمّه) قوله، إنه “حوالي الساعة الخامسة و25 دقيقة صباح اليوم نفذ العدو الإسرائيلي بالتزامن عدوانًا جويًا برشقات من الصواريخ من اتجاه البحر المتوسط غرب اللاذقية ومن اتجاه الجولان السوري المحتل، مستهدفًا مطاري دمشق وحلب الدوليين”.
وأضاف المصدر أن القصف أدى إلى مقتل عامل مدني في مطار دمشق، وإصابة عامل آخر بجروح وإلحاق أضرار مادية بمهابط المطارين، أدت إلى خروجهما من الخدمة”.
وبعد الإعلان عن القصف بساعات، أفادت وزارة النقل بتحويل الرحلات الجوية المبرمجة عبر مطاري “دمشق” و”حلب” لتصبح عبر مطار “اللاذقية” الدولي، وإلغاء رحلتين بين دمشق وموسكو، ودمشق والشارقة.
ولا تعلق إسرائيل عادة على ضرباتها في سوريا، كما لم تزد وسائل الإعلام الإسرائيلية عما نقلته “سانا”، في حين قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي أمس السبت، إن “إيران تتحمل مسؤولية استهدافنا للأراضي السورية”، مضيفًا أن “حزب الله يجر لبنان إلى حرب”.
رسالة تحذيرية
يأتي الهجوم الإسرائيلي بالتزامن مع تصعيده هجومه على قطاع غزة من جهة، وعلى الأراضي السورية والحدود اللبنانية من جهة أخرى، إذ قصفت بشكل متزامن أكبر مطارين في سوريا سابقًا، وأعادت القصف بعدها بيومين على مطار “حلب” الدولي، فيما وصفت هذه الهجمات بأنها “رسالة تحذيرية” لإيران.
واستهدفت إسرائيل، في 12 من تشرين الأول الحالي، مطاري “حلب” و”دمشق” بغارات صاروخية في وقت متزامن ما أدى إلى تضرر مهابطهما وخروجها عن الخدمة.
وقصف الطيران الإسرائيلي مرة أخرى مطار “حلب”، في 14 من تشرين الأول، في هجوم أخرجه مجددًا عن الخدمة بعد أن عاد للعمل في اليوم الذي سبقه.
أقرّت إسرائيل، في اعتراف نادر، بأنها استهدفت مطاري “حلب” و”دمشق”، في 12 من تشرين الأول الحالي، بهدف “توجيه رسالة إلى إيران بألا تتدخل في حرب غزة”.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، حسن كعبية، لوكالة “سبوتنيك” الروسية، في 13 من تشرين الأول، إن الضربات التي وجهتها إسرائيل لسوريا عند زيارة وزير الخارجية الإيراني لدمشق رسالة تحذير لإيران ولكل المنظمات الإرهابية بأن عليهم ألا يتدخلوا في الحرب، مشيرًا إلى أن الضربة لم يكن القصد منها أن تصيب الوزير، وإنما تحذير لسوريا التي هي ممر لاستقبال صواريخ إيران إلى “حزب الله”.
المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا، جويل ريبورن، علّق على الضربات الإسرائيلية المتكررة لتعطيل مطاري “دمشق” و”حلب”، هي مؤشر قوي إلى أن إيران تحاول نقل “أسلحة استراتيجية إلى سوريا أو عبرها لفتح جبهة شمالية”، وأن الإسرائيليين عازمون على منع ذلك.