تجدد منذ صباح اليوم، السبت 21 من تموز، قصف قوات النظام السوري، مترافقًا مع غارات جوية روسية على مناطق شمال غربي سوريا.
وذكرت مراصد عسكرية محلية أن قوات النظام المتمركزة في الحواجز المحيطة بإدلب، قصفت بالمدفعية الثقيلة قرية الفطيرة، بريف إدلب الجنوبي.
كما شن الطيران الحربي الروسي غارات جوية بالصواريخ الفراغية على محيط قرية القنيطرة، غربي إدلب، إلى جانب قصف النظام بالمدفعية الثقيلة لمحيط قرية معربيليت، بريف إدلب.
في غصون ذلك، يستمر تحليق طيران الاستطلاع في أجواء الساحل والغاب الغربي، مع دوران على المحورين الحنوبي والشمالي
هذا القصف سبقه أمس الجمعة، غارات روسية على تلال الكبينة بريف اللاذقية، وقصف قوات النظام بالمدفعية الثقيلة لقرى الأبزمو وتديل، والوساطة، والقصر، في ريف حلب الغربي.
ويأتي ذلك استمرارًا لتصعيد النظام المتواصل لمناطق شمال غربي سوريا، بالاستعانة بحليفه الروسي، إذ وثق “الدفاع المدني السوري” في 18 من تشرين الأول الحالي، إصابة ستة مدنيين بينهم طفل وامرأتان بجروح وكسور ورضوض، جراء قصف مدفعي وصاروخي من قوات النظام، استهدف مدينتي أريحا وسرمين في ريف إدلب.
وذكر “الدفاع المدني” أن فرقه أسعفت المصابين في مدينة سرمين، وتفقدت الأماكن التي طالها القصف، وتأكدت من عدم وجود إصابات أخرى.
وصعّدت قوات النظام عسكريًا ضد مناطق شمال غربي سوريا، حيث تسيطر المعارضة، منذ 4 من تشرين الأول الحالي وحتى 8 من الشهر نفسه، بعد تعرض الكلية الحربية بحمص لهجوم بطائرة مسيّرة.
يتزامن تصعيد النظام السوري في شمال غربي سوريا، مع دخول عمليات القصف الإسرائيلي على قطاع غزة الفلسطيني أسبوعها الثالث، مخلفة حتى الآن ما يزيد عن 4 آلاف قتيل من المدنيين.
وبعد قصف إسرائيلي متزامن، طال مطاري “دمشق” و”حلب” في 12 من تشرين الأول الحالي، اعتبرت وزارة الدفاع في حكومة النظام، قصف المطارين جزءًا من “النهج المستمر في دعم الجماعات الإرهابية المتطرفة التي يحاربها الجيش السوري في شمال البلاد، والتي تشكل ذراعًا مسلحًا للكيان الإسرائيلي (في إشارة إلى قوات المعارضة السورية)”.
وفي الفترة بين 4 و13 من تشرين الأول الحالي، تسبب التصعيد بمقتل ما لا يقل عن 53 شخصًا بينهم 11 امرأة و15 طفلًا، وأُصيب 303 آخرون، كما أدى إلى نزوح حوالي 68 ألف شخص، وطال القصف أكثر من 1400 موقع في جميع أنحاء إدلب وغربي حلب.
انتهاك للقوانين والاتفاقيات
بحسب بيان لـ”الدفاع المدني” في 10 من تشرين الأول، تعرضت خمسة مرافق طبية للاستهداف المباشر من قبل قوات النظام، منها مستشفى إدلب الوطني، والمستشفى الجامعي، بالإضافة إلى عدد من المستشفيات والمرافق الطبية الحيوية، مع الإشارة إلى أن استهداف المرافق العامة والمستشفيات ومراكز “الدفاع المدني” والأحياء السكنية والأسواق، انتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي الذي يعد هذه المرافق والأماكن محيّدة عن القصف.
في 5 من آذار 2020، وقع الرئيس التركي مع نظيره الروسي اتفاق “موسكو”، وجاء في بنوده إعلان وقف إطلاق النار اعتبارًا من 6 من الشهر نفسه على طول خط المواجهة بين النظام السوري والمعارضة.
سبق هذا اتفاق آخر وقعته روسيا وتركيا ضمن اتفاقية “أستانة” عام 2017، لـ”خفض التصعيد”، تبعته اتفاقية “سوتشي” في أيلول 2018، ونصت على وقف إطلاق النار في محيط إدلب، لكن النظام وروسيا ينتهكان الاتفاقيات هذه باستمرار.