منظمات حقوقية غاضبة إثر انتهاكات إسرائيل لحقوق الطفل في غزة

والد الطفلة ألما المجايدة 3 أعوام يحضنها خلال جنازتها في خان يونس بجنوب قطاع غزة- 19 من تشرين الأول (reuters)

camera iconوالد الطفلة ألما المجايدة 3 أعوام يحضنها خلال جنازتها في خان يونس بجنوب قطاع غزة- 19 من تشرين الأول (reuters)

tag icon ع ع ع

منذ بدء العمليات العسكرية في 7 من تشرين الأول، والقصف مستمر بحصد القتلى والجرحى في قطاع غزة، وهذا ما أدى إلى قلق من قبل المنظمات والهيئات الحقوقية حول الانتهاكات الواضحة لحقوق الإنسان بشكل عام والطفل بشكل خاص.

وتشدد المنظمات الحقوقية على ضرورة الالتزام بحقوق الطفل، بالإضافة للإشارة إلى أن تأثير الحملة العسكرية بين الاحتلال الإسرائيلي وقطاع غزة لا يقتصر على وقوع القتلى أو الجرحى في القطاع، بينما يمتد إلى ظهور آثار نفسية شديدة على الأطفال الفلسطينيين.

ووثق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية مقتل ألف و524 طفلًا حتى مساء أمس 19 من تشرين الأول.

حصار “قاتل للأطفال”

حصار الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة بالكامل يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية وارتفاع أعداد الضحايا وخاصة مع نقص المياه والكهرباء والوقود والغذاء والمساعدات الطبية.

ونشرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” تقريرًا عن الحصار غير القانوني المفروض على قطاع غزة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بعنوان “إسرائيل: الحصار غير القانوني على غزة قاتل للأطفال”.

وقال المدير المساعد لحقوق الطفل في المنظمة، بيل فان إسفلد، إن “القصف الإسرائيلي والحصار الشامل غير القانوني لغزة يعني أن عددًا لا يحصى من الأطفال الجرحى والعديد من المدنيين الآخرين، سيموتون بسبب نقص الرعاية الطبية.

وبحسب التقرير، قال مسؤولون إسرائيليون عقب هجومهم إن الحصار الكامل لقطاع غزة من الجهود المبذولة لهزيمة “حماس”، بينما يقيم في القطاع قرابة مليونين شخص قرابة نصفهم من فئة الأطفال.

وبموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان يجب على الدول احترام الالتزامات بحماية الأشياء التي من شأنها أن تبقي الأشخاص المدنيين والأطفال على قيد الحياة، ويقع على عاتق الجيش الإسرائيلي أن يضمن وصول الإمدادات الغذائية والطبية للسكان إذا كانت موارد المنطقة غير كافية، وفقًا للمادة 55 من اتفاقية “جنيف” الرابعة.

عدم التزام الاحتلال الإسرائيلي بالاتفاقية واستمراره بفرض الحصار على المنطقة، وصفته منظمة “هيومن رايتس ووتش” بـ”جريمة حرب” لاستخدامه التجويع كوسيلة للحرب بالمعاقبة الجماعية.

بدوره، شدد “المركز الأورومتوسطي” على انتهاك إسرائيل العديد من قواعد القانون الدولي في حربها مع غزة واستهدافها الممنهج للأطفال وعدم تمييزها للمدنيين والعسكريين في أثناء عمليتها، وتسبب الأضرار المتعمدة للمدنيين وممتلكاتهم.

100 طفل يوميًا

نشر “المركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان” تقريرًا يدين فيه قتل الاحتلال الإسرائيلي للأطفال في قطاع غزة، وذلك بتقديرات وصلت إلى فقدان 100 طفل فلسطيني حياتهم يوميًا، منذ بداية العمليات العسكرية في 7 من تشرين الأول.

وأكدت المنظمة الحقوقية أن الأطفال أصبحوا الهدف الأساسي لما وصفته المنظمة بـ”المذبحة” المستمرة ضد الفلسطينيين.

وقال المركز الأورومتوسطي إن الأطفال الناجين منهم فقدوا أحد والديهم أو كليهما، ودمرت منازلهم أو تضررت بسبب الهجمات الإسرائيلية على المنطقة بالإضافة إلى وجود بعض العائلات التي أجبروا على الفرار مع أطفالهم بعد تحذيرات الإخلاء القسري.

وقال مدير عام الصحة في غزة، الدكتور مدحت عباس، لـ”هيومن رايتس ووتش”، إن أكثر من 60% من المصابين هم من الأطفال، واستحضر موقفًا أُجبر أحد الأطباء خلاله على الاختيار بين طفلين لنقص الإمدادات الطبية في القطاع.

نقص الإمدادات الطبية يجبر الأطباء في المراكز والمستشفيات في قطاع غزة على استخدام معدات أخرى لإنقاذ أكبر عدد ممكن من المصابين، وهذا ما اضطر إلى فعله الدكتور البريطاني غسان أبو ستة، في مستشفى “الشفاء” بحسب ما نشر في موقع “اكس” عبر تنظيف حروق لفتاة صغيرة بلغت نسبتها 70% بالصابون العادي بدلًا من الكلورهيكسيدين (المطهر) بعد نفاده من المستشفى.

آثار نفسية

لم يقتصر القصف الذي تعرض له قطاع غزة على أعداد الضحايا والقتلى بل يمتد إلى التأثير النفسي الشديد على الأطفال في المنطقة، من خلق أعراض مثل الهلوسة والخوف الشديد واضطرابات في النوم والرعب في ساعات الليل المتأخرة بسبب ما شهدوا من استهدافات وقصف، وذلك بحسب ما شدد عليه “المركز الأورومتوسطي” في تقريره.

سلط المركز الضوء على أن آثار ما بعد الحرب من الممكن أن ترافق الأطفال طوال حياتهم، بالإضافة إلى احتمالية ارتفاع معدلات الاكتئاب لديهم بشكل كبير، خاصة لدى الأطفال الذين قتل أحد أفراد أسرهم أو أقاربهم أمام أنظارهم أو عند تعرضهم لإصابات خطير أو أثناء انهدام منازلهم، وهذا التهديد يشمل عشرات الآلاف من أطفال غزة.

وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة، كاثرين راسل، في بيان لها إن المشاهد التي تظهر مرعبة، وهذا يؤكد الأثر المميت لاستمرار هذه الحرب على الأطفال وعائلاتهم، فقد قتل مئات الأطفال بشكل “مأساوي” وأصيب الآلاف، بينما هجر أكثر من 300 ألف طفل من منازلهم إثر المعارك العسكرية.

كما نشرت منظمة “يونيسف”، في 19 من تشرين الأول، نداء عاجلًا عن حاجة الأطفال والعائلات إلى المساعدة الإنسانية والحماية والعم المنفذ للحياة.

في جميع الحروب الأطفال هم الذين يعانون أولًا أكثر من غيرهم

منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”

 

 

 

شدد “المركز الأورومتوسطي” على انتهاك إسرائيل العديد من قواعد القانون الدولي في حربها مع غزة واستهدافها الممنهج للأطفال وعدم تمييزها للمدنيين والعسكريين في أثناء عمليتها، وتسبب الأضرار المتعمدة للمدنيين وممتلكاتهم.

وفي غضون ذلك، يتواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، ملحقًا دمارًا واسعًا في البنى التحتية والأحياء السكنية، مع قطع تام للكهرباء على القطاع.

وارتفع عدد الضحايا جراء العمليات العسكرية إلى 4137 قتيلًا و13 ألف جريح في قطاع غزة، بحسب أحدث إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، بينما قتل 81 شخصًا في الضفة الغربية وأصيب 1400 شخص.

وأدانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) قصف الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى “المعمداني”، الذي كان قد احتمى بداخله آلاف النازحين بعد قصف منازلهم في قطاع غزة.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة