قال الشيخ إبراهيم الهفل، أحد شيوخ قبيلة “العكيدات” ووجوه الانتفاضة القبلية بدير الزور، إن مقاتلي العشائر سيستلمون إدارة “المنطقة” قريبًا، في إشارة إلى ريف دير الزور الشرقي الذي تسيطر عليه “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وأضاف الهفل بحسب تسجيل مصور خلال وجوده مع مقاتلين محليين أمس، الأربعاء 18 من تشرين الثاني، إن ضربات “موجعة” قادمة لـ”قسد” خلال الأيام المقبلة، مناشدًا أبناء المنطقة للابتعاد عن المقار العسكرية التابعة للأخيرة.
وبحسب ما ورد على لسان الهفل، فإن موقع التسجيل المصور كان على جبهات القتال مع “قسد” شرقي دير الزور.
ونوّه الشيخ إلى أن الأيام المقبلة ستشهد “استلام مقاتلي العشائر لإدارة المنطقة”، دون الإشارة إلى المزيد من التفاصيل حول الأمر.
ولم يعلّق الهفل على الاتهامات الموجهة له منذ نحو شهرين عن تلقيه الدعم من قبل النظام السوري، والميليشيات الإيرانية المتمركزة على الضفة الغربية لنهر الفرات.
وفي 11 من تشرين الأول الحالي، أعلن إبراهيم الهفل، عن أن الهدوء الذي ساد جبهات القتال في قرى وبلدات أرياف دير الزور، كان بسبب انتظار العشائر العربية مخرجات الاجتماع الذي عقد بمدينة أربيل في كردستان العراق.
وجاء حديث الهفل عبر بيان صوتي، أشار خلاله إلى أن “قسد” لا تزال تهدف إلى إخماد “الحراك العشائري” في المنطقة، لكنها لن تنجح “طالما أنها لا تشكل ثقلًا على الصعيد المحلي والدولي”.
ولم يشر الهفل إلى شكل المفاوضات، والمطالب التي طُرحت خلالها، لكنه في الوقت نفسه توعد بعودة الاستهدافات لعناصر “قسد” شرقي دير الزور، ما أوحى بفشل المفاوضات.
اقرأ أيضًا: “الانتفاضة القبلية” بدير الزور.. مطالب عالقة وخيارات محدودة
وعادت الأوضاع الميدانية في المناطق التي تسيطر عليها “قسد” شرقي دير الزور إلى شكلها الطبيعي، بعد اشتباكات تمددت بالمنطقة بينها وبين مقاتلي العشائر من أبناء المنطقة.
وفي ظل الوعود التي قدمها قائد “قسد”، مظلوم عبدي، خلال حديثه لوسائل إعلام أجنبية وعربية للعشائر حول تقديم “إصلاحات”، لم تلحظ أي تغييرات على أرض الواقع، إذ استمرت الحملات الأمنية والاعتقالات بحق أبنائها رغم مرور أكثر من شهر على انتهائها بشكل فعلي.
المواجهات اندلعت في 28 من آب الماضي، إثر اعتقال “قسد” قائد “مجلس دير الزور العسكري” التابع لها، أحمد الخبيل (أبو خولة)، سيطر خلالها المقاتلون المحليون على قرى وبلدات في المنطقة، ثم تمكنت “قسد” من اقتحامها لاحقًا.
وعود “قسد”
رغم محاولات “قسد” وقائدها مظلوم عبدي الترويج لما حدث في دير الزور على أنه موجهات ضد خلايا مدعومة من النظام السوري، وخارجين عن القانون، عززت البيانات الأمريكية، التي دعت إلى التهدئة، واقعية الأحداث بكونها مواجهات مع المكون العربي في المنطقة.
عبدي قال خلال مقابلاته مع وسائل الإعلام الغربية إن “قسد” كانت تقاتل “قوات قبلية” نظمها النظام السوري، ومولت وسلح العديد منها من قبل إيران، وكان من بينهم أيضًا ضباط مخابرات يتبعون للنظام السوري تمكنت “قسد” من القبض على بعضهم.
وفي الوقت نفسه قال إن “قسد” بادرت للحوار مع الشيخ إبراهيم الهفل، الذي بات يمثل الحراك العشائري في دير الزور، لكنه رفض المبادرة.
وفي 9 من أيلول الماضي، قال مظلوم عبدي خلال حديثه لموقع “المونيتور” إن ابراهيم الهفل، هرب إلى مناطق سيطرة النظام السوري بعد انتهاء المعارك شرقي دير الزور لصالح “قسد” التي سيطرت على معقله ومسقط رأسه بلدة ذيبان.