قصف المستشفى “المعمداني” بغزة.. غضب شعبي وتنديد عربي
فجّر استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي المستشفى “الأهلي المعمداني” في غزة، مساء الثلاثاء، موجة غضب شعبية في عدد من المدن والعواصم بمختلف أنحاء العالم، مع ردود فعل دولية واسعة بعد مقتل ما لا يقل عن 500 شخص.
كما صدرت بيانات متلاحقة من حكومات دول عربية، بالتزامن مع مظاهرات شعبية في لبنان والعراق والأردن، بالإضافة إلى تركيا.
وعمّ الإضراب مدن الضفة الغربية في فلسطين المحتلة اليوم، الأربعاء 18 من تشرين الأول، احتجاجًا على قصف المستشفى “المعمداني”.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، إن الإضراب شلّ الحياة العامة في هذه المدن، وشمل جميع القطاعات التعليمية والتجارية، مع دعوات لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
ويأتي الإضراب بعد أن شهدت مدن نابلس ورام الله وطوباس وطولكرم وقلقيلية والخليل في الضفة الغربية المحتلة مظاهرات غاضبة، وكذلك في مدينة جنين احتجاجًا على القصف، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية.
وقالت وكالة “رويترز” اليوم، إن الشرطة الفلسطينية أطلقت الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفريق المحتجين في رام الله.
ولم تصدر أي جهة رسمية فلسطينية حصيلة نهائية لأعداد ضحايا قصف المستشفى، باستثناء ما ذكره المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، في تصريحات نقلتها قناة “الجزيرة” القطرية، الثلاثاء، بتجاوز الأعداد 500 شخص معظمهم من النساء والأطفال.
ولجأت مئات العوائل الفلسطينية إلى المستشفى “المعمداني”، بوصفها مكانًا آمنًا في ظل قصف إسرائيلي متواصل لقطاع غزة، منذ 7 من تشرين الأول الحالي.
وزارة الصحة الفلسطينية في غزة قالت في منشورات عبر حسابها في “فيس بوك“، إن آلاف النازحين احتموا بالمستشفى قبل استهدافه بعد قصف بيوتهم.
ووفق وزارة الصحة الفلسطينية، وصلت أعداد الضحايا الفلسطينيين منذ بدء العمليات العسكرية إلى ثلاثة آلاف قتيل، وأكثر من 12 ألفًا و500 جريح في غزة وحدها، قبل الاستهداف الأخير.
في حين قتل 61 شخصًا وأصيب ألف و250 آخرون في الضفة الغربية، بحسب الوزارة.
وأعلنت السلطة الفلسطينية الحداد وتنكيس الأعلام لثلاثة أيام حدادًا على الضحايا، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وكالة “رويترز” نقلت عن المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أشرف القدرة، اليوم، قوله، إن محاولات انتشال الضحايا من تحت الأنقاض لا تزال مستمرة.
من جهته، حمّل رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية القصف، لموقفها الداعم بشكل مطلق للاحتلال الإسرائيلي.
وطالب هنية في تسجيل مصور بعد المجزرة بخروج المظاهرات الغاضبة في مختلف المدن حول العالم، كما دعا سكان الضفة الغربية لمهاجمة القوات الإسرائيلية.
مظاهرات في مدن عربية
عربيًا، شهدت عدة مدن عربية مظاهرات شعبية بعد استهداف المستشفى، مساء الثلاثاء.
وتظاهر آلاف المحتجين في الأردن والمغرب ولبنان والعراق وتركيا، وصدرت إدانات من عدة حكومات عربية وأجنبية.
وشهدت العاصمة الأردنية عمّان محاولات لاقتحام السفارة الإسرائيلية من قبل محتجين غاضبين، وأضرموا النيران بالقرب منها، فيما صدر بيان عن العاهل الأردني، عبد الله الثاني، أدان استهداف المستشفى.
كما أعلن وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، الثلاثاء، عن إلغاء القمة الرباعية التي ستجمع الملك الأردني والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، والرئيس الأمريكي، جو بايدن.
وحاول المحتجون في الأردن اقتحام مبنى السفارة الإسرائيلية، قبل أن تمنعهم قوات الأمن الأردنية، كما خرجت مظاهرات في مدينة إربد.
وتجددت المظاهرات أمام السفارة اليوم، وفق ما نقلته إذاعة “صوت المدى” الأردنية، فيما أشارت صحيفة “الغد” المحلية إلى منع قوات الأمن المتظاهرين من اقتحام السفارة.
بعد دعوات للإضراب العام في الأردن، والتوجه للسفارتين الأمريكية والإسرائيلية، يتجمّع حشد من المتظاهرين في محيط سفارة الاحتلال، تنديدًا بمجزرة مستشفى المعمداني، وبالعدوان المستمرّ على قطاع غزة، ورفضًا لوجود السفارة في الأردن.
تصوير مؤمن ملكاوي#الأردن pic.twitter.com/vKnchXlU1j
— 7iber | حبر (@7iber) October 18, 2023
وطالب المحتجون بفتح الحدود الأردنية مع فلسطين المحتلة، وإغلاق السفارة الإسرائيلية وطرد السفير من الأردن، وهتفوا لفلسطين وحركة “حماس”، ورفعوا الأعلام الفلسطينية.
كما شهدت عدة مناطق في عمّان إضرابًا للمحال التجارية.
في حين شهدت العاصمة اللبنانية، بيروت، مظاهرات ليلية حاشدة تنديدًا بالقصف الإسرائيلي، وحاول المحتجون اقتحام السفارة الأمريكية، وواجههم الجيش اللبناني بعد نجاحهم بقطع السياج الشائك ورفع العلم الفلسطيني.
وشهدت بيروت مظاهرات اليوم أمام بعثة الاتحاد الأوروبي ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية (إسكوا)، كما خرجت مظاهرات في صيدا ومدن لبنانية أخرى.
وبالتوازي مع حالة الغضب الشعبي في لبنان، أعلنت رئاسة الوزراء اللبنانية، الثلاثاء، عن الحداد لثلاثة أيام، فيما نقلت قناة “mtv” اللبنانية عن لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين اللبنانية، نيتها تشكيل لجنة لتحضير ملف دعوى ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
وفي القاهرة، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا في أعقاب استهداف المستشفى، أدانت فيه الاستهداف، ووصفته بالانتهاك المتعمد لأهداف مدنية والانتهاك الخطير لأحكام القانون الدولي والإنساني.
كما خرجت مظاهرة أمام السفارة الأمريكية في القاهرة، انضم إليها فنانون وسياسيون مصريون، كما خرجت اليوم مظاهرات في تونس وعمان والعراق والمغرب.
وأصدرت دول الإمارات والسعودية وتركيا وقطر وعمان والبحرين واليمن وباكستان والكويت والمغرب والجزائر بيانات إدانة.
كما أعلن لبنان والعراق والنظام السوري الحداد لثلاثة أيام حدادًا على ضحايا القصف.
بايدن يحمّل فصائل فلسطينية المسؤولية
الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الذي وصل إلى تل أبيب اليوم، حمّل فصائل فلسطينية مسؤولية الانفجار، وقال لدى لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن ما شاهده يظهر مسؤولية الطرف الآخر.
ويؤيد تصريح بايدن ما قاله المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، الذي اتهم حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” بالمسؤولية عن الحادثة.
وقال أفيخاي في سلسلة منشورات عبر حسابه في “إكس”، اليوم، إن فشل عملية إطلاق صاروخ أدت إلى انفجار الأخير وسقوطه على المستشفى، على حد زعمه.
كما نشر ما قال إنه تسجيل صوتي لعنصر سابق من “حماس” مع أحد السكان، يتحدثان عن فشل العملية في نفس التوقيت.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :