جوان حسن.. من منتخب شباب سوريا إلى مدرب أكاديمية بالقامشلي
بعمر مبكرة، ابتعد جوان حسن (30 عامًا) عن “معشوقته” كرة القدم كما يحب أن يسميها، بسبب الإصابة التي تعرض لها خلال مسيرته الحافلة ضمن الوقت القصير الذي حظي به بين ملاعب سوريا والعراق.
ومن حي الصالحية بالحسكة، حيث ولد وترعرع، كانت انطلاقة جوان مع كرة القدم، بداية مع الفرق الشعبية بالمدينة، كما واظب على ممارسة هوايته بالمدرسة الابتدائية، وساهم بفوز مدرسة “حامد محفوظ” ببطولة مدارس الحسكة حين كان بالصف السادس الابتدائي.
تألقه في بطولة المدارس لاحظه مدربو نادي الجزيرة المحلي، محمد جودت ولوسيان داوي، اللذان قاما بدعوته لاستثمار موهبته في النادي وتطويرها نحو الاحتراف، ليتدرج في فئاته حتى فئة الرجال بين عامي 2002 و2008.
لعب جوان لعدة أندية سورية منها الجزيرة والشرطة وتل براك، كما شملت مسيرته الاحتراف في العراق لمدة أربع سنوات مع أندية نالا ونشتيمان والسليمانية بإقليم كردستان العراق.
وعن تجربته الاحترافية المحلية والخارجية قال جوان لعنب بلدي، إن “تجربة الدوري السوري كانت مميزة حيث الجماهير الغفيرة”.
أما عن الإحتراف خارجي فأكد أنه استفاد من خبرة مدربين أجانب، والأهم من ذلك الملاعب والإنشاءات الرياضية الحديثة والإنضباط والاستقرار الإداري والفني الذي يتفوق على المستوى المحلي، بحسب ما قاله جوان.
كان لعام 2009، أثر إيجابي وسلبي على مسيرة جوان الكروية، إذ نتيجة أدائه المميز مع النوادي التي لعب لها، استدعي لمنتخب سوريا بفئة الشباب للّعب في المشاركات الخارجية، لكنه في ذات العام أيضًا تعرض لإصابة في الرباط الصليبي خلال لعبه مع نادي الشرطة أبعدته عن الملاعب لمدة موسمين وأثرت على مستواه.
سافر بعدها جوان إلى إقليم كردستان العراق، حيث تلقى العلاج، وعاد تدريجيًا للعب المباريات مع أندية الإقليم بين عامي 2012 و2016، وبعد عودته لسوريا، لم يستطع جوان اللعب سوى لموسم واحد مع نادي تل براك عام 2020، جراء انتكاسة إصابته، لكنه ساهم حينها في تحقيق النادي للبطولة، وصعوده من دوري الدرجة الثانية إلى الأولى لأول مرة منذ تأسيسه عام 1997.
حقق جوان خلال مسيرته العديد من الإنجازات الفردية، بما في ذلك جائزة أفضل لاعب صاعد في سوريا لعام 2009، وجائزة أفضل لاعب لاجئ سوري في مدينة أربيل العراقية عام 2015، بالإضافة إلى عدة جوائز فردية أخرى على مستوى مدينة القامشلي.
الأكاديمية.. مرحلة جديدة
ابتعد جوان عن ممارسة كرة القدم منذ عام 2021 بسبب الإصابة، لكنه لم يستطع تركها بشكل نهائي، ليتوجه نحو تدريب الفئات الصغيرة الذين يذكرونه ببداياته.
قبل قرابة أربعة أشهر، أسس اللاعب المحترف بالاشتراك مع أسماء رياضية أخرى، أكاديمية رياضية في مدينة القامشلي، بهدف تكوين جيل من الرياضيين المحترفين، و”تحقيق أحلام الشباب الموهوبين عشاق هذه اللعبة الشهيرة على مستوى العالم”، وفق تعبيره لعنب بلدي.
وجاءت فكرة إنشاء الأكاديمية لجوان قبل سنتين، إذ كان يهدف إلى إنشاء مدرسة كروية مفتوحة لجميع الأعمار الصغيرة، خصوصًا خلال عطلة المدارس في فصل الصيف، ومنذ انطلاقها بدأ عدد المشتركين يزداد بشكل مطرد حتى وصل إلى 50 لاعبًا.
باشتراك “رمزي”، يتدرب اللاعبون المسجلون بالأكاديمية ثلاثة أيام في الأسبوع، مع توفير وسائل المواصلات ذهابًا وإيابًا من الملعب إلى منازلهم، ولباس مجاني مخصص للعب.
واجه جوان عدة صعوبات تتعلق بالأكاديمية، منها ضعف الإمكانيات المادية الداعمة لها، واضطراره للتفرغ الكامل لإدارتها، رغم كونها ليست مصدر دخله.
يتركز عمل الأكاديمية على اكتشاف أصحاب المواهب وتعليمهم مبادئ ومهارات كرة القدم وتطويرها، فيما يأمل جوان أن تستمر الأكاديمية خلال السنوات المقبلة وتصبح الداعم الاول لتخريج المواهب للاندية وللمنتخبات، بحيث تكون رافدًا جيدًا لمواهب أهل المنطقة.
تنشط العديد من الدوريات المحلية في مدينة القامشلي، بما في ذلك دوري “السداسية” الذي يضم عدة فرق تضم لاعبين سابقين أيضًا في الدوري السوري، مثل فريق آفدار الذي يضم النجم السابق للمنتخب السوري قذافي عصمت كإداري في النادي.
وتختلف حال الأندية في المنطقة من ناحية الاستقرار وتحقيق البطولات، بحسب الدعم المادي الذي تتلقاه، مثل نادي سردم ونادي الآسايش في محافظة الحسكة.
-شاركت في إعداد هذه المادة مراسلة عنب بلدي في الحسكة ريتا أحمد.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :