استأنفت “أسواق إدلب 2023” التجارية أنشطتها، في 14 من تشرين الأول الحالي، بعد أن توقفت بسبب قصف قوات النظام وحلفائها مدينة إدلب ومناطق متفرقة في الشمال السوري.
يقام السوق في حديقة “التحرير” وسط مدينة إدلب، وكان مقررًا أن يستمر عشرة أيام من بداية تشرين الأول الحالي، لكنه أغلق في اليوم الخامس خوفًا على حياة المدنيين بعد التصعيد العسكري.
واستمر إغلاق السوق لمدة سبعة أيام، وبعد انخفاض وتيرة القصف وعودة الحياة المدنية تدريجيًا إلى إدلب، أعادت الجهة المنظمة افتتاح السوق.
مسؤول إدارة “أسواق إدلب 2023″، حمدو الجاسم، قال لعنب بلدي، إن السوق أقيم بنسخته الثانية بالتعاون بين إدارة منطقة إدلب ووزارة الاقتصاد بحكومة “الإنقاذ” العاملة في المنطقة.
وذكر أن الهدف هو تعزيز التنافسية الاقتصادية وإتاحة الفرصة أمام الصناعيين والتجار لعرض منتجاتهم الجديدة، وتمكين المواطنين من الحصول على تنزيلات وعروض الأسعار والتخفيضات التي قدمتها الشركات.
وبلغ عدد الشركات التجارية والصناعية المشاركة في السوق نحو 75 شركة من مختلف أنواع الفعاليات التجارية والصناعية، وتراوحت نسبة التنزيلات التي قدمتها الشركات بين 25 و50%، وفق الجاسم.
وأضاف الجاسم أن خطة السوق كانت أن يستمر من 1 إلى 10 من تشرين الأول الحالي قابلة للتمديد بناء على اقتراح الشركات المشاركة وقدرتها على الاستمرار بالعروض والتنزيلات، إلا أن القصف الذي تعرضت له المدينة أجبر الجهات المنظمة على غلق الأسواق خوفًا على حياة المدنيين.
وذكر الجاسم أن الشركات التجارية المشاركة أُجبرت على نقل بضائعها المعروضة خارج السوق والعودة بها إلى مراكزها التجارية، وبعد عودة افتتاح السوق أعادت بعض البضائع، مشيرًا إلى أن الشركات التي قدمت من مناطق بعيدة نسبيًا وجدت صعوبة في العودة للسوق، ليتراجع عدد الشركات المشاركة نحو 50 شركة قابلة للزيادة.
وأوضح أن السوق سيستمر لمدة عشرة أيام حسب الخطة وينتهي مع نهاية الأسبوع الحالي، إلا إذا طالبت الشركات المشاركة بتمديد الفترة.
فرصة سانحة للإعلان
تتميز فعالية “أسواق إدلب 2023” عن نسخة عام 2022 بعدد الشركات المشاركة التي بلغت ثلاثة أضعاف عدد الشركات العام الماضي، وعدد الزوار الذين قدموا للمعرض من مختلف أماكن الشمال السوري.
الصيدلانية صفاء عبد الله الموسى، أسست منشأتها الصيدلانية الخاصة منذ عامين، لإنتاج كريمات العناية بالبشرة والشعر ومستحضرات التجميل، حضرت إلى السوق لعرض المنتجات التي تنتجها وتعريف الزوار بها.
وقالت الصيدلانية، لعنب بلدي، إن الغاية من المشاركة ليست فقط بيع المنتجات، وإنما معاينة المنتج عن قرب من قبل الزوار وتعريفهم بمراحل عملية التصنيع، ومدى جودة المنتجات المحلية المنافسة للمنتجات الأجنبية المستوردة.
ويشارك عبد الله السيد علي، وهو صاحب شركة “العالم الجديد للتجارة”، للمرة الأولى في الفعالية، وتفاجأ بحجم الحضور، معتبرًا أن الفعالية فرصة جيدة للإعلان عن شركته.
بدوره، قال أحمد عبد الغفور، وهو مدير شركة “زمرد” لتجارة المواد الغذائية، إنه يشارك للمرة الثانية في “أسواق إدلب”، لافتًا إلى أن تنظيم السوق هذا العام أفضل من العام السابق.
وأوضح أحمد أن هدف الشركات من المشاركة في مثل هذه الأسواق تعريف الزوار ببضائع الشركة، وتعرف أصحاب الشركات على الشركات الأخرى المنافسة ما يعني تعزيز التنافسية الاقتصادية بين مختلف الشركات.
واجهت فعالية السوق انتقادات منها كثرة الضجيج بسبب استعمال تجار لمكبرات الصوت من أجل استقطاب الزبائن، ما عكر صفو أجواء السوق، وقالت الصيدلانية صفاء الموسى، إن استخدام المكبرات عاق قدرتها على تعريف الزبائن بمنتجاتها.
ويرى عبد السلام علوش، وهو وكيل شركات “كينزا ليفت أب” السعودية، أن التنظيم ضعيف، إذ لم تستطع الجهات المنظمة ضبط الفوضى بسبب الإقبال الهائل من الزوار متمنيًا تلافي بعض الأخطاء في الأسواق المقبلة.
وانتقد علوش استخدام بعض التجار مكبرات الصوت، مشيرًا إلى أن طبيعة هذه الأفعال تتنافى مع هدف هذه الأسواق وتسيء لسمعتها وتثبت غياب الاحتراف بالتسويق.
عادت الحركة إلى أسواق مدينة إدلب بعد تصعيد شنته قوات النظام السوري وروسيا على الشمال السوري، استمر بين 4 و8 من تشرين الأول الحالي.
وحتى 13 من تشرين الأول الحالي، قُتل ما لا يقل عن 53 شخصًا بينهم 11 امرأة و15 طفلًا، وأُصيب 303 آخرون، وأدى التصعيد إلى نزوح حوالي 68000 شخص، وطال القصف أكثر من 1400 موقع في جميع أنحاء إدلب وغربي حلب.
اقرأ أيضًا: مسوقون محليون ينشطون في تجارة “الأونلاين” بإدلب
–