فلسطينيو الشمال السوري يدعمون غزة: قضيتنا ومصيرنا واحد
تفاعل اللاجئون الفلسطينيون في الشمال السوري، ومعظمهم هجرتهم قوات النظام وحلفاؤها قسرًا من مخيماتهم في حلب ودمشق، مع عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية في 7 من تشرين الأول الحالي.
ونظّمت هيئات وروابط تُعنى بشؤون اللاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري فعاليات نصرة لأهل غزة، معبرة عن تضامنها معهم، مؤكدة حق الشعب الفلسطيني بتحرير أرضه من الكيان الصهيوني المحتل.
وتتواصل وقفات التضامن في الشمال السوري مع الفلسطينيين، وسط استمرار التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة، وارتفع عدد القتلى الفلسطينيين منذ بداية التصعيد في 7 من تشرين الأول الحالي إلى 2670 قتيلًا، بالإضافة إلى 9600 جريح ومصاب، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة.
“طوفان الأقصى” أحيا القضية
مدير رابطة المهجرين الفلسطينيين في الشمال السوري، ثائر أبو شرخ، قال لعنب بلدي، إن الفلسطينيين الموجودين في الشمال السوري هم امتداد للشعب الفلسطيني في المخيمات والوطن المحتل، ويشعرون بالفخر والعزة والكرامة، نتيجة ما اعتبره نصرًا استراتيجيًا حققته عملية “طوفان الأقصى”.
واختلطت المشاعر، بحسب أبو شرخ، بين الفرح بعملية “طوفان الأقصى” وبين مشاعر الحزن والألم نتيجة المجازر التي نفذها الاحتلال في غزة، معتبرًا أن “أكذوبة المقاومة والممانعة” التي يروج لها النظام وإيران سقطت، ففي الوقت الذي يقصفون فيه إدلب، يدينون القصف على قطاع غزة.
واعتبر أبو شرخ أن عملية “طوفان الأقصى” أحيت قضية الشعب الفلسطيني بعد سنوات من التهميش.
ويرى أن المواقف الدولية تثير الشك، وانحرف ميزان عدالتها إلى طرف الكيان الصهيوني، مشيرًا إلى أن فلسطينيي الشمال السوري مع مطالب جميع الشعوب في تحررها من سلطة الأنظمة القمعية.
هيئات فلسطينية في الشمال
تعيش في شمال غربي سوريا قرابة 1635 عائلة فلسطينية، تتوزع في مخيم “كللي” شمالي إدلب ومنطقة أطمة وعقربات ودير بلوط ومدينة إدلب، كما يوجد في سرمدا فلسطينيون من عرب الـ48 الذي قدموا إليها بعد تهجيرهم في عام 1948، إضافة إلى وجودهم بريف حلب في كل من اعزاز وعفرين وجنديرس والباب.
وهجّرت قوات النظام وحلفاؤها معظمهم من مخيم “حندرات” بحلب ومخيم “اليرموك” و”خان الشيح” جنوب دمشق إلى الشمال السوري، ويقطنون في تجمعات سكنية خاصة بالمهجرين الفلسطينيين، وجزء منهم يسكن داخل المدن.
بحسب ثائر أبو شرخ، فإن هيئات تعنى بشؤون الفلسطينيين في الشمال السوري تعمل على حفظ حقوقهم وتلبية احتياجاتهم، إذ يوجد مركز توثيق اللاجئين الفلسطينيين في “الحكومة السورية المؤقتة”، والمديرية العامة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين التابعة لوزارة الإدارة المحلية في “الحكومة المؤقتة”، إضافة إلى “رابطة المهجرين الفلسطينيين” في الشمال السوري، و”هيئة فلسطين” التي تقدم خدمات إغاثية للسوريين والفلسطينيين.
وتسعى هذه الهيئات إلى التعاون مع الجهات الفاعلة في الشمال لمساعدة المهجرين، وإبراز قضيتهم ودورهم والتعريف بأوضاع اللاجئين الفلسطينيين بالشمال السوري، بما يحافظ على الهوية الفلسطينية ضمن النسيج والمجتمع السوري الذي يشكّلون جزءًا منه.
“نقف مع غزة”
أيمن الغزي، وهو فلسطيني- سوري ومسؤول العمل الشعبي في “هيئة فلسطين”، قال إن الفلسطينيين الموجودين في الشمال السوري أعلنوا تضامنهم مع أهلهم في غزة، وعبروا عن رغبتهم بتقديم كل ما يملكون في سبيل قضية شعبهم.
وأضاف الغزي لعنب بلدي أن “هيئة فلسطين” نظّمت مظاهرة ووقفة تضامنية نصرة لغزة، وجال المتظاهرون، في 13 من تشرين الأول الحالي، بمناطق متفرقة بريف إدلب، وانتهوا بمظاهرة حاشدة في مدينة إدلب.
وأشار الغزي إلى أن “هيئة فلسطين” التي تعمل على تقديم الخدمات للفلسطينيين في المنطقة، تجهز لعدة أنشطة وفعاليات، تستمر طيلة الأسبوع الحالي، بهدف التعبير عن التضامن مع أهالي فلسطين في غزة والمناطق المحتلة من قبل إسرائيل.
ونوَه الغزي إلى أن “هيئة فلسطين” لديها مكتب رئيس في منطقة أطمة شمالي إدلب، ولها مكاتب فرعية في ريف حلب، وتوجد في “هيئة فلسطين” عدة أقسام، كالقسم الإغاثي والطلابي والكشاف والنسوي، إضافة إلى قسم العمل الشعبي الذي يهتم بالقضية الفلسطينية في الشمال السوري.
عامر ناصر، فلسطيني ستيني، قدم من تركيا إلى مدينة إدلب لزيارة أولاده وأحفاده، فجمع أفراد عائلته وتوجه لوقفة تضامنية في مدينة إدلب، في 13 من تشرين الأول الحالي، وقال لعنب بلدي، إن غزة والمسجد الأقصى “قضية رمزية لكل المسلمين”.
وطالب عامر بمساندة الشعب الفلسطيني وتقديم المساعدة له والضغط على الرأي العام الدولي لإيقاف المجازر بحق المدنيين في غزة.
بدوره، أشار ثائر أبو شرخ إلى غياب واضح لدور منظمة “أونروا” المعنية بمساعدة الفلسطينيين وتشغيلهم، إضافة إلى غياب جميع المؤسسات الرسمية الفلسطينية عن مساعدة اللاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري.
ويحاول الفلسطينيون بإمكانياتهم المتواضعة العمل من خلال الهيئات العاملة بالشمال على إدارة ورعاية شؤونهم، والتمسك بهويتهم وحقهم بالعودة إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها عام 1948، فهم جزء من الشعب الفلسطيني الموجود على أرض فلسطين، ومرتبط بالشعب السوري كونه عمقهم العربي والإسلامي، وفق أبو شرخ.
اقرأ أيضًا: الجولان.. جبهة إيرانية لاستثمار “الطوفان”
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :