
Image Source: Canva
Image Source: Canva
د. أكرم خولاني
تعد الحروق من أكثر أنواع الحوادث التي يتعرض لها الناس بشكل عام، ولكنها أصبحت أكثر انتشارًا بين السوريين بسبب ما يتعرضون له من قصف متكرر يؤدي إلى اشتعال النيران والحرائق.
ويمكن أن تؤثر الحروق في بعض الأحيان على وظيفة العضو المصاب من الجسم، فتعوق قيامه بوظائفه اليومية، ولكن في الغالب تكمن المشكلة في أن آثارها تسبب مشكلات جمالية ونفسية لأصحابها، خاصة إذا سبب الحرق ندوبًا مشوهة في موضع واضح، أو كان يشمل منطقة كبيرة من الجسم.
ولذلك فإن شعبية عمليات إزالة آثار الحروق على مستوى العالم تزداد يومًا بعد يوم، وعلى الرغم من أن أهداف هذه العمليات تجميلية بالدرجة الأولى، فإنها تصنف طبيًا باعتبارها عملية تكميلية وتعويضية.
الحرق (Burn) هو تموّت يصيب خلايا الجسم نتيجة تعرضها لدرجة حرارة مرتفعة، ويحدث ذلك نتيجة التعرض للنار أو السوائل الساخنة، أو التعرض لأشعة الشمس الحارة لفترات طويلة، وهناك حروق نتيجة الكهرباء، وأخرى بالمواد الكيماوية.
وباختلاف المادة المسببة للحرق ودرجته والمساحة المتعرضة له، يتحدد مسار تعافي الحروق، وما إذا كانت ستتعافى دون ترك آثار أو ندوب، أو أنها ستحتاج إلى تدخل طبي ليتم تجميلها.
وتصنف الحروق إلى ثلاث درجات رئيسة:
تتطلب الحروق الشديدة من الدرجتين الثانية والثالثة عناية طبية خاصة، إضافة إلى وجود حاجة في بعض الأحيان للقيام بتدخل جراحي تجميلي للتخلص من الندوب والتشوهات الناجمة عن الحرق.
تحدث الندوب نتيجة فقدان معظم الطبقات المكونة للجلد، ويمكن أن تحدث لوحدها أو يرافقها انكماش وتقلص في نفس المنطقة، ويعتمد ذلك على عمق الحرق:
إذا كان الحرق يشمل معظم طبقات الجلد وصولًا إلى طبقة الأدمة، مع الحفاظ على جميع العناصر الموجودة فيها من أعصاب وخلايا لمفية وخلايا متخصصة، في هذه الحالة يتم تعويض الطبقات المحروقة ولكن ليس بشكل كامل، لذلك ينتج انخفاض بسيط في المنطقة المصابة ينتج عنه تكون ندوب.
إذا كان الحرق يصل إلى عمق أكثر من طبقة الأدمة، تنتج عنه خسارة كاملة لكل سمك الجلد، وبالتالي لا توجد خلايا في نفس المنطقة المحروقة لتعويض الضرر، فتتعافى المنطقة نتيجة محاولة الخلايا المجاورة لمنطقة الحرق تغطية المنطقة المصابة، وينتج عن ذلك انكماش وتقلص واضح في منطقة الحرق، ما يسبب مضاعفات أخرى.
تشمل طرق تجميل الحروق كلًا مما يلي:
ومن الطرق الجراحية المستخدمة في تقنية ممددات الأنسجة ما يلي:
في حالة شدة الإصابة والتلف في منطقة ما، قد تصبح ممددات الأنسجة (البالون) غير ممكنة، إذ إن مطلبها الرئيس هو جلد سليم لتعمل على زيادته.
وتتميز هذه الطريقة عن أساليب وطرق زراعة الجلد القديمة بأنها تسمح بتغطية مساحات كبيرة دون الاضطرار إلى زراعة جلد غريب عن الجسد (كما في الطرق التي كانت سائدة قديمًا لعلاج المنطقة المصابة بالحروق)، ومن أهم مزايا استخدام جلد من نفس الشخص هو عدم التعرض لعمليات رفض الجلد المزروع وعدم الاضطرار لتناول مثبطات المناعة التي تساعد على تقبل الجسم للجلد الجديد الذي تمت زراعته.
بشكل عام يعتبر من المهم جدًا معرفة أن عملية تجميل الحروق يجب إجراؤها بعد نضج الندوب، أي التئام الحرق بشكل كامل من خلال تراكم مادة الكولاجين، فتصبح الندوب متماسكة وصلبة ويختلف لونها، مع عدم وجود أي أوعية دموية.
ويعود ذلك لسببين:
أولًا، لأن الندوب غير الناضجة تكون أكثر استجابة للعلاج الفيزيائي الطبيعي، وبالتالي تتحسن الانكماشات الموجودة وتصبح حركة الجزء المصاب أكثر مرونة وحرية، وإعطاء هذه المدة من الوقت يمنح فرصة للندوب الصغيرة والخفيفة للاختفاء والتحسن، فيقل عدد المناطق التي تحتاج إلى تدخل تجميلي جراحي، ويزداد التركيز خلال العملية على المناطق المتضررة بشكل أكبر.
ثانيًا، لا يمكن إجراء التدخل الجراحي في مرحلة التعافي لأن الندوب غير الناضجة تكون غنية بالأوعية الدموية، والتدخل الجراحي يمكن أن يسبب نزيفًا يعوق الوصول إلى النتيجة المثالية المرجوة، كما أنه يؤدي إلى أخذ رقعة جلدية غير مثالية، وبالتالي إلى مزيد من الندوب والانكماشات.
نتيجة لذلك فإن الوقت المناسب لإجراء عملية تجميل للحروق هو بعد 12-18 شهرًا من حدوث الحرق، وهو الوقت اللازم لنضج الندوب.
لكن في حالات محددة يتم إجراء التدخل الجراحي التجميلي خلال أقصر وقت ودون انتظار، وهذه الحالات:
العلاج الدوائي والعناية بالمنطقة المحروقة بشكل جيد، لمنع حدوث العدوى أو تجمع القيح في المنطقة، ويجب الحرص على حماية المنطقة التي تتعافى من الحرق من التعرض لأشعة الشمس حتى يصبح الحرق متعافيًا تمامًا لمنع حدوث تصبغات جلدية.
ارتداء المشد الضاغط لتخفيف احتمالية ظهور الندوب التضخمية خصوصًا للحروق الجلدية العميقة أو المناطق التي تم أخذ رقعات جلدية منها لعلاج مناطق أخرى، وينصح بارتداء المشدات طيلة اليوم (24 ساعة) باستثناء وقت الاستحمام، ولمدة 9-12 شهرًا.
إغلاق الجرح الناتج عن الحرق مباشرة من خلال رقعة جلدية يشكل العامل الأهم والأكبر فاعلية في منع أو التقليل من احتمالية حدوث انكماش مكان الحرق.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى