أطلقت شركة “أمازون” الأمريكية إلى الفضاء أول نموذجين أوليين لأقمار صناعية ضمن شبكة الإنترنت الخاصة بها “كايبر”، وهي أول خطوة للشركة، قبل أن ترسل الآلاف من الأقمار الصناعية الأخرى إلى المدار، لتبث خدمات الإنترنت على الصعيد العالمي، وتنافس مشروع “ستارلينك” التابع لشركة “سبيس إكس”.
وتهدف مهمة نماذج “أمازون” إلى اختبار أول قطع تكنولوجية في الفضاء، إذ تتطلع الشركة، عملاق التجارة الإلكترونية وخدمات “الويب”، إلى نشر 3236 قمرًا صناعيًا إضافيًا خلال الأعوام القليلة المقبلة، وتوفير خدمة الإنترنت عريضة النطاق على الصعيد العالمي، وهو إنجاز تستهدفه شركة “سبيس إكس” التي يملكها إيلون ماسك بخمسة آلاف قمر صناعي لشبكة “ستارلينك” في ذات المدار.
وتعهدت “أمازون” باستثمار عشرة مليارات دولار في مشروع “كايبر” الخاص بها، الذي أعلن عنه في 2019، وهو العام نفسه الذي بدأت فيه “سبيس إكس” تشغيل أول مركبات “ستارلينك” الفضائية.
تحولت خدمة الإنترنت من الوسائط المرتبطة عبر أسلاك منتشرة أسفل المدن وممتدة عبر قاع المحيطات، مع تطور هذه التكنولوجيا، إلى الإنترنت الفضائي، الذي يعتمد على الأقمار الصناعية.
تعد “ستارلينك” من “سبيس إكس” أكبر مشغل للأقمار الصناعية في العالم، إذ نشرت حتى الآن أكثر من نصف كوكبتها، وتطمح لأن يصل عدد أقمارها الصناعية في المستقبل إلى 42 ألفًا، بينما تطلب لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية من “أمازون” نشر نصف كوكبة الأقمار الصناعية المخطط لها بحلول عام 2026.
ويشمل منافسو “أمازون” و”سبيس إكس” شركتي “Telesat” الكندية، التي لم تطلق أقمارًا صناعية بعد، و”OneWeb” التابعة لشركة الأقمار الصناعية الفرنسية “Eutelsat”، والتي تقدم بشكل أساسي خدمة الإنترنت للحكومات والشركات، بينما تهدف “أمازون” مثل “سبيس إكس” إلى استهداف المستهلكين الأفراد والعملاء من المؤسسات.
ما العوائق؟
توجد عدة مشكلات تتعلق بانتشار هذه التكنولوجيا الجديدة، منها التحكم بشبكة الإنترنت من أشخاص وشركات خاصة، بالإضافة إلى أخطار التصادم، نظرًا إلى العدد الكبير من الأقمار الصناعية التي ستزيد كمية “الخردة الفضائية”، كما تطرح مشكلة بيئية قد تكون لها انعكاسات كثيرة.
تشكل ملايين القطع من الحطام في الفضاء، التي تسبح بسرعات هائلة وفي مدار أرضي منخفض، خطرًا محدقًا بالأنشطة الفضائية مثل الأقمار الصناعية الخاصة بالإنترنت.
وينجم الحطام الفضائي عن انفجار مركبات إطلاق مركبة فضائية أو أجزاء منها، أو عندما تجري دول تجارب صاروخية لتدمير أقمارها الاصطناعية بالصواريخ، ما قد يخلق سحبًا من المواد بعضها يمكن أن ينتقل بسرعة أكبر من الرصاص.
أصبح الإنترنت جزءًا حيويًا من حياتنا اليومية، ففي عام 2023، بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في جميع أنحاء العالم 5.18 مليار، وهو يساوي حوالي ثلثي سكان العالم.
وعلى الرغم من وجود أكبر عدد من مستخدمي الإنترنت عالميًا في الصين، فإن معدل انتشار الإنترنت فيها لا يزال منخفضًا نسبيًا بنسبة 74.9%، مقارنة بدول مثل السعودية والنرويج والإمارات، التي تقترب معدلات انتشار الإنترنت فيها من 100%، ويعلل ذلك بالتقدم البطيء للبنية التحتية الرقمية في المناطق النائية، وهي عقبة تشترك فيها أجزاء كثيرة من العالم، ويمكن للإنترنت الفضائي حلها.