اعتبرت “هيئة تحرير الشام” المسيطرة عسكريًا في إدلب ومظلتها السياسية حكومة “الإنقاذ”، أن ردها على تصعيد قوات النظام السوري على المنطقة خلال الأيام الماضية، كان قويًا وبمثابة النصر.
رواية “الانتصار والرد القوي” جاءت على لسان رئيس حكومة “الإنقاذ”، علي كده، وعبر مراسلين عسكريين وإعلام رديف ومقرب لـ”تحرير الشام”، قوبلت بتشكيك بحجم الرد وتوقيته، استنادًا لعدم تسجيل قتلى في قوات النظام.
خمسة أيام من التصعيد
استهدف النظام السوري وحليفه الروسي قرى وبلدات شمال غربي سوريا من 4 إلى 8 من تشرين الأول الحالي، ما أسفر عن مقتل 46 مدنيًا، وإصابة 213 آخرين، وفق “الدفاع المدني السوري“.
واستهدف القصف 50 مدينة وبلدة في ريفي إدلب وحلب، وتعرضت عشرة مرافق تعليمية للهجمات، بينها تسع مدارس، وبناء لمديرية التربية، كما تعرضت خمسة مرافق طبية للاستهداف المباشر الذي خلّف فيها أضرارًا.
بعد الهجوم بطائرة مسيّرة على الكلية الحربية بمدينة حمص، في 5 من تشرين الأول، اتهم مقربون من النظام السوري فصائل المعارضة في الشمال بالوقوف خلف الهجوم الذي أسفر عن مقتل 89 شخصًا، وطالبوا بـ”الانتقام والثأر”، ورفع النظام وتيرة تصعيده العسكري واستهدافاته في إدلب وريفها وأجزاء من ريف حلب.
رد الفصائل
غرفة عمليات “الفتح المبين” التي تدير العمليات العسكرية في إدلب، أعلنت في 7 من تشرين الأول الحالي، ما وصفته بالاجتماع العاجل لقيادتها بشأن التصعيد، وذكرت أن كل الخيارات العسكرية موضوعة على الطاولة، وستتخذ ما “يحقق الثأر للشعب والردع للعدو”.
ونشر مراسلون عسكريون وإعلام مقرب منها تسجيلات مصورة، عرضت إطلاق قذائف مدفعية وصواريخ نحو مواقع وقوات النظام خلف خطوط التماس في أرياف اللاذقية وإدلب وحماة وحلب.
وأعلنت محافظة اللاذقية عبر مكتبها الإعلامي، عن وصول أربع إصابات إلى مستشفى “تشرين” الجامعي جراء قذائف صاروخية مصدرها مناطق سيطرة المعارضة شمالي سوريا.
ولم يجر الإعلان رسميًا عن مقتل أو إصابة مقاتلين في قوات النظام إثر الاستهداف، إذ لا يعلق النظام على مقتل عناصر في صفوفه في مثل هذا النوع من الاستهداف.
غرف “تلجرام” (واسع الانتشار في المنطقة) مقربة من “الهيئة”، نشرت صورًا لقائد “تحرير الشام”، “أبو محمد الجولاني”، قالت إنها من داخل غرفة العمليات العسكرية، وإنه يتابع توزيع النيران على نقاط قوات النظام المستهدفة بالصواريخ والمدفعية.
في 9 من تشرين الأول، عقد رئيس حكومة “الإنقاذ” علي كده، مؤتمرًا صحفيًا، نفى فيه وجود أي اتصالات هاتفية أو تواصلات دولية على مستوى الحكومة، من أجل التهدئة مع النظام السوري، لافتًا إلى أن الفصائل في أحسن واقع وفي حالة تأهب لرد أي اعتداء عسكري، مع جاهزية لجميع السيناريوهات.
وذكر أنه ربما جرت اتفاقات خارج المنطقة لا تدري بها حكومة “الإنقاذ”، لكن إذا استمر القصف فالفصائل مستعدة للرد.
مراسلون يرافقون “تحرير الشام“، ينقلون عمليات الاستهداف، نشروا تسجيلات مصورة تتحدث عن رواية “الانتصار”، وذكروا أن النظام حاول طلب الهدنة للتخفيف من القصف الذي طال مواقعه، وأن “إدلب انتصرت على النظام، وأن المدافع جاهزة وأيدي عناصر الفصائل على الزناد”.
في 12 من تشرين الأول، عقدت غرفة عمليات “الفتح المبين” مؤتمرًا صحفيًا مع نشطاء وصحفيين للحديث عن التصعيد، اقتصر الحضور على إعلاميين مقربين منها وناشطين.
وقال قائد “جيش العزة”، الرائد جميل الصالح، خلال المؤتمر، إنه “لولا تحقيق توازن الرعب مع النظام في القصف والضربات الدقيقة في التصعيد، لما طلب التهدئة”.