مجموعة من اللاجئين يحاولون البقاء على قيد الحياة، وسط غابة على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا، وسط معاملة قاسية من قبل حرس الحدود والسكان المحليين في بولندا، هي فكرة فيلم “الحدود الخضراء” الذي عُرض في أيلول الماضي ضمن 250 دار عرض سينمائية في بولندا، وأثار عرضه جدلًا واسعًا وانتقادات حكومية.
ويُظهر الفيلم الفرق بين معاملة وسلوك حرس الحدود البولنديين مع المهاجرين القادمين من أوكرانيا والمهاجرين من خارج أوروبا.
وينقل تشابك تجارب عائلة من سوريا حاولت الفرار إلى الاتحاد الأوروبي عبر بيلاروسيا، ومدرّسة لغة إنجليزية من أفغانستان، وحارس حدود بولندي مع زوجته، ومجموعة من الناشطين الشباب الذين يحاولون المساعدة.
مجلة “هوليوود ريبورتر” (The Hollywood Reporter)، ذكرت أن الفيلم لم يكن فيه نقص باللقطات وإعادة تمثيل الآلام التي يعانيها المهاجرون واللاجئون كل يوم، لكن المخرجة أنيسكا هولاند حفرت بشكل “أعمق” عبر فيلمها “الحدود الخضراء”.
وأتاحت المخرجة الفرصة لاستكشاف نفسية شخصيات أخرى، مثل حرس الحدود البولنديين وهم يتلقون خطابًا من ضابط يشجعهم على التفكير في المهاجرين كأسلحة يتم إرسالها عبر الحدود.
انتقد وزير العدل البولندي، زبيغنيو زيوبرو، الفيلم ووصفه بـ”الدعاية النازية”، وأنه معادٍ لبولندا، وأن المخرجة هولاند “تحاول تشويه سمعة بولندا” من خلاله.
كما فرضت الحكومة تشغيل مقطع فيديو قبل العرض، للتحذير مما اعتبرته أكاذيب يتضمنها الفيلم الذي عرض باللونين الأبيض والأسود.
عُرض الفيلم لأول مرة في 5 أيلول الماضي بمهرجان “فينيسيا السينمائي”، وتدور أحداثه حول الانتهاكات التي تعرض لها اللاجئون في الغابات والمستنقعات التي تشكل ما يسمى بـ”الحدود الخضراء”، وتمثل المنطقة المحظورة بين بيلاروسيا وبولندا.
شارك في الفيلم كل من الفنانين السوريين جلال الطويل ومحمد آل رشي، واللبنانية داليا ناعوس، والأطفال تيم وتاليا عجان، بالإضافة إلى ممثلين بولنديين.
وحصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، كما وصفته مجلة “هوليود ريبورتر” (The Hollywood Reporter) بأنه واحد من بين أفضل 15 فيلمًا في المهرجان.
وحصل الفيلم على تقييم 6.4 من أصل 10 في موقع تقييم الأفلام والمسلسلات “IMDb” بتصويت ما يقارب 4 آلاف شخص.